«إندبندنت»
تعد القارة القطبية الجنوبية «أنتارتيكا» أكبر خزان للمياه المتجمدة على كوكب الأرض، ويمثل ذوبان جليدها تهديداً وجودياً لملايين البشر حول العالم. مع ارتفاع درجات الحرارة نتيجة الانبعاثات المستمرة لغازات الاحتباس الحراري، تبدأ الصفائح الجليدية في الذوبان، ما يرفع مستويات سطح البحر، ويغير تيارات المحيطات، ويؤثر على المناخ في مناطق بعيدة عن القطبين، بما في ذلك الدول الساحلية والجزرية الصغيرة التي تواجه بالفعل آثار ارتفاع البحار.
الذوبان لا يحدث بشكل متساوٍ في جميع الأماكن. بعض المناطق ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً لمستوى البحر، بينما قد تنخفض المياه بالقرب من القارة القطبية الجنوبية بسبب التغيرات في الجاذبية وتأثير دوران الأرض. كما أن الأرض نفسها ترتد تحت ثقل الجليد المفقود، ما قد يبطئ من معدل الذوبان جزئياً في مناطق معينة، خصوصاً غرب القارة حيث تتحرك طبقات الأرض الصلبة بسرعة أكبر. هذا الارتداد يمكن أن يحمي أجزاء من الغطاء الجليدي من الذوبان المباشر، لكنه لا يمنع الظاهرة بشكل كامل.
البحث العلمي يكشف أيضاً أن المياه الذائبة تقلل مؤقتاً من الاحترار العالمي، لأنها تبرد سطح المحيط في نصف الكرة الجنوبي والمحيط الهادئ الاستوائي، مع حبس الحرارة في أعماق المحيط، لكنها لا تمنع ارتفاع مستوى سطح البحر. في سيناريو الانبعاثات المعتدلة، قد يصل متوسط ارتفاع سطح البحر الناتج عن ذوبان القطب الجنوبي إلى نحو متر واحد بحلول عام 2200، مع اختلاف كبير بين المناطق، بينما قد يتجاوز 3 أمتار إذا استمرت الانبعاثات العالية، ما يهدد ملايين البشر ويفرض ضغوطاً كبيرة على النظم البيئية والمجتمعية.
هذه الظاهرة تحمل أبعاداً إنسانية هائلة، إذ إن الدول الجزرية والمناطق الساحلية المنخفضة، التي لم تساهم كثيراً في الانبعاثات، تواجه بالفعل خسارة أراضيها وتهديداً مستمراً لمجتمعاتها. وتتطلب حماية هذه المناطق خفض الانبعاثات العالمية بشكل عاجل، إذ يمثل كل تأخير مخاطر إضافية على ملايين البشر والنظم البيئية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
