تُظهر الأبحاث أن ما بين 60 و90 في المئة من التواصل البشري غير لفظي. ويمكن أن تكون لغة الجسد التي تستخدمها عاملاً حاسماً في نجاحك المهني، حيث تعكس ثقتك بنفسك، ومصداقيتك، ومدى تأثيرك في الآخرين.
ولكسب الاحترام والتأثير الفعّال في زملائك، يجب عليك تطوير مهاراتك في التواصل غير اللفظي. وفيما يلي سبعة أسرار في لغة الجسد ستساعدك على إتقان هذه المهارات الأساسية:
1 - إتقان التواصل البصري الاستراتيجي
إن التواصل البصري الفعّال يحقق التوازن بين الاتصال وعدم التهديد. ووفقاً لقاعدة 50/70، استخدم التواصل البصري بنسبة 50 إلى 70 في المئة أثناء التحدث، و70 في المئة عند الاستماع.
وعند التحدث إلى مجموعات، حافظ على التواصل البصري مع كل شخص لمدة تراوح بين ثلاث وخمس ثوانٍ قبل الانتقال إلى شخص آخر. وهذه التقنية تساعد على إظهار الثقة والانخراط في الحوار بطريقة متوازنة.
2 - التحكم في الحركات العصبية
عندما تقوم بتعديل ملابسك أو اللعب في شعرك أثناء المحادثة، فإن هذه الحركات العصبية تعكس القلق، ما قد يقلل من مصداقيتك. وتُرسل الإيماءات المهدئة للذات إشارات بعدم الارتياح، وتثير الشكوك حول مدى صدقك، كما تشتت الانتباه عن رسالتك.
يمكنك التغلب على هذه العادات من خلال تمارين الوعي الذاتي، ومراقبة تصرفاتك أثناء المحادثات. بدلاً من ذلك، استخدم إيماءات محسوبة لتعزيز ثقتك بنفسك عند التحدث في الاجتماعات أو العروض التقديمية.
3 - كن حاضراً بالكامل
إذا كنت تنظر إلى هاتفك، أو ترسل الرسائل النصية، أو تتحقق باستمرار من الوقت أثناء المحادثة، فأنت تبعث برسالة قوية بعدم الاهتمام. حتى لو كنت تشارك في الحوار لفظياً، فإن أفعالك قد توحي بالعكس.
ولإظهار الاحترام والانخراط في الحوار، وجّه جسدك نحو الشخص الذي تتحدث معه، وأبقِ الأجهزة بعيداً عن الأنظار. إن الاهتمام الكامل لا يعزز العلاقات المهنية فحسب، بل يساعدك أيضاً على التقاط الإشارات غير اللفظية المهمة من الآخرين.
4 - التناسق بين الرسائل اللفظية
يولي الناس اهتماماً أكبر للغة الجسد مقارنة بالكلمات، لذا من الضروري تحقيق الانسجام بين ما تقوله وكيف تعبر عنه. وعلى سبيل المثال، إذا قلت «أنا متحمس لهذا المشروع» ولكن كان لديك وضعية مغلقة وتعبير وجه محايد، فإن ذلك يخلق تناقضاً.
ولتحقيق المصداقية، تأكد من أن تعابير وجهك، ونبرة صوتك، وحركاتك الجسدية تتوافق مع رسالتك المنطوقة، ما يعزز تأثيرك الإيجابي في الآخرين.
5 - تحسين وضعية الجسم
إن الجلوس أو الوقوف بوضعية مستقيمة مع إبقاء الكتفين للخلف لا يمنع فقط آلام الظهر، بل يمنحك أيضاً مظهراً واثقاً. وعندما تبدو مسيطراً على مساحتك الجسدية، ينظر إليك الآخرون على أنك شخص قيادي وجدير بالاحترام.
تمرّن على الوقوف والجلوس بوضعية صحيحة حتى تصبح عادة طبيعية. تأكد من أن أذنيك فوق كتفيك، وظهرك مستقيم، وكتفيك مسترخيان.
6 - تجنّب تشبيك الذراعين
إن تشبيك الذراعين يمكن أن يوحي بالدفاعية أو عدم تقبل الآراء الأخرى. وحتى لو لم يكن هذا هو قصدك، فقد يراك الآخرون شخصاً غير منفتح على النقاشات الجديدة.
ولإظهار الانفتاح، حافظ على استرخاء ذراعيك بدلاً من تشبيكهما، واستخدم الإيماءات الهادفة عند التعبير عن النقاط المهمة. وهذه العادة لا تعزز ثقتك بنفسك فحسب، بل تسهّل أيضاً بناء علاقات مهنية أكثر تفاعلاً.
7 - الإيماء بشكل مدروس
إن الإيماء بالرأس أثناء الاستماع يدل على الاهتمام، لكنه إذا كان مفرطاً قد يُظهر عدم الإخلاص أو الحاجة إلى الموافقة. وللحفاظ على التوازن، استخدم إيماءات مدروسة ومتأنية بدلاً من الحركات المتكررة والمفرطة. عزّز ذلك بتأكيدات لفظية لما يقوله الشخص الآخر، واطرح أسئلة متابعة لإظهار اهتمامك الحقيقي.
نصائح إضافية لإتقان لغة الجسد
إلى جانب هذه الأسرار السبعة، هناك بعض الممارسات التي تساعدك على تعزيز مهاراتك في التواصل غير اللفظي:
* راقب الآخرين: لاحظ كيف يستخدم القادة المؤثرون لغة الجسد، واستلهم منهم.
* مارس تمارين التنفس العميق: حيث تساعدك على التحكم في توترك وتقليل الحركات العصبية.
* استخدم المرايا أو سجّل نفسك: راقب لغة جسدك في المحادثات المختلفة وحدد ما يحتاج إلى تحسين.
* ثق بنفسك: إن لغة الجسد تعكس حالتك الداخلية، لذا فإن تعزيز ثقتك بنفسك سينعكس إيجابياً على تواصلك مع الآخرين.
يتطلب إتقان تقنيات لغة الجسد هذه وقتاً وممارسة مستمرة. وإذا لم تكن متأكداً من كيفية انعكاس سلوكك على الآخرين، اطلب ملاحظاتهم. إن التواصل الصادق يحتاج إلى تناغم بين مشاعرك وكلماتك المنطوقة وتعبيراتك الجسدية. وكلما أتقنت هذه المهارات، زادت قدرتك على التأثير في بيئتك المهنية، وتعزيز نجاحك الشخصي والعملي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
