عبد الله بن دلموك: تكريم لطريق حفظته الذاكرة وصنعه الأوّلون
بدأت الأحد النسخة الثانية عشرة من «رحلة الهجن» التي ينظّمها «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث»، في مسار هو الأطول في تاريخها، والتاريخ المعاصر.
وانطلقت رحلة الهجن لأوّل مرة في 2014، بناء على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بهدف حفظ الموروث الإماراتي، وتسليط الضوء على الهجن باعتبارها إحدى أهم ركائز الحياة القديمة في الصحراء، ووسيلة النقل الرئيسة التي اعتمد عليها أهل الإمارات، والمنطقة عموماً، في أسفارهم وتنقّلاتهم عبر التاريخ. وشكّلت هذه الرؤية بداية مسار مستدام لإحياء إرث عريق، وإعادة تقديمه للأجيال بأسلوب حيّ، وتجربة واقعية تُجسّد عمق العلاقة بين الإنسان والهجن.
وتقطع القافلة هذا العام مسافة 1050 كيلومتراً على ظهور الهجن، من منطقة السلع في أبوظبي، وصولاً إلى القرية التراثية في القرية العالمية، بدبي. واعتمدت الرحلة خط سير الحجاج التاريخي في الدولة، وهو الطريق الذي سلكه أهل الإمارات والخليج في رحلاتهم لأداء مناسك الحج، في خطوة تعكس عمق الارتباط بالذاكرة الوطنية، وتُعيد إحياء واحدة من أهم طرق القوافل العربية عبر الزمن.
ويمتدّ مسار الرحلة على مدار 21 يوماً من المسير المتواصل، في تجربة تمزج بين قيم الصحراء وروح التحمّل، والسير على خطى الآباء والأجداد، لتجسّد معنى العودة إلى الجذور، وإحياء إرث الإنسان الإماراتي كما عاشه في بيئته الطبيعية، بكل تفاصيلها وتحدياتها.
تنوّع عالمي
يخوض غمار نسخة هذا العام 29 مشاركاً، من 18 جنسية، اختيروا بعناية من بين مئات المتقدمين، بعد اجتيازهم مراحل تدريبية مكثّفة بإشراف نخبة من المدربين في «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث»، بهدف تأهيلهم لخوض تجربة تحاكي ظروف وأساليب التنقل قديماً، باستخدام واحد من أهم رموز الحياة الصحراوية، وهو الهجن.
وتُعد الرحلة فرصة فريدة للتعرف إلى قيم الصحراء، والانغماس في بيئة مملوءة بالدروس الإنسانية والاجتماعية التي شكّلت ملامح الهوية الإماراتية، بما تحمله من روح التعاون، والصبر، وتحمّل المشقة، والاعتماد على الذات.
القيم الأولى
عن انطلاقة الرحلة، قال عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وقائد القافلة: لا نسافر على ظهور الهجن لقطع مسافة فحسب، بل لنقطع مسافة في داخلنا أيضاً، فهذه الرحلة هي امتحان للقيم قبل أن تكون للطريق، وهي عودة واعية إلى جذورنا التي نهل منها أهلنا الأولون معاني الصبر، والصدق، والتوكل، وتحمّل المشقة. حين نسلك طريق الحجاج، نستحضر مساراً حمل دعواتهم وأحلامهم، وأعاد تشكيل شخصياتهم، وكان جزءاً من سيرتهم ومسيرتهم.
وأضاف: هذه النسخة الأطول والأكثر رمزية في تاريخ الرحلة، لأنها تستعيد تجربة إنسانية خالدة عاشها الأجداد بقلوب ثابتة، وإيمان عميق، وها نحن نعيد إحياءها من جديد بروح حديثة، وبقافلة تضم شباباً من ثقافات وجنسيات مختلفة، اجتمعوا على تقدير التراث الإماراتي واحترام قيمه.
وأكد أن الهجن كانت، وما زالت برمزيتها ومكانتها في وجداننا، قادرة على أن تعلّم الإنسان الكثير، وأن تربط بين الماضي والحاضر، وأن تُعيد تشكيل فهمنا للهوية حين نخطو على الرمال نفسها التي خطا عليها من سبقونا.
خط سير
يضم خط سير الرحلة التي بدأت في السلع بأبوظبي، محطات أبرزها: ندّ الشبا، قرن وكر العقاب، رقعة روضة، رملة ساحب عظيبة، الهرِه، رملة بن مريود، العبدلية، جنوبي بو بلق، جنوبي بطين ليوا، غربي محمية المها العربي، سبخة الدعيسية، محمية المها العربي، سيح الحايرة، خريمة بالعباس، سبخة بوهمامة، جنوبي الخزنة بدع عامر، نقا حمدان، العجبان رملة مدران، سيح السلم، وصولاً إلى القرية التراثية في القرية العالمية 20 ديسمبر /كانون الأول الجاري، حيث الختام.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
