لعبت ديليجان المتربعة على جبال أرمينيا دوراً مهماً في الحياة الإبداعية للعديد من المبدعين، فكانت، بحكم طبيعتها، ملاذاً للموسيقيين والشعراء والأدباء والفنانين من كل أنحاء العالم، خلال فترة حكم الاتحاد السوفييتي لما كانت تمتلكه من منتجعات صحية ومراكز للعلاجات الطبيعية إلى جانب الفنادق والفلل المنفصلة في أعالي الجبال.ومن أمثلة ذلك مجمع منتجع «بيت الموسيقيين»، وهو عبارة عن مبنى كبير يحتوي على صالة للعروض الموسيقية، وإلى جانبه منتجع منفصل يضم مسبحاً وفللاً احتضنت أهم الموسيقيين العالميين أمثال خاتشاتوريان، وشوستاكوفيتش، وروستروبوفيتش، وساريان، وبليستسكايا الذين كان لهم الأثر الكبير في التطور الموسيقي للبشرية.كان تأسيس «بيت الموسيقيين» بين مزارع التفاح على قمم جبال ديليجان حدثاً مهماً على مستوى الاتحاد السوفييتي بأكمله، ترك بصمةً كبيرةً في تاريخي المدينة والاتحاد، ومازال هذا المجمع الفريد الواقع في أعالي الجبال المشجرة حاضراً، حيث يمكن للسائح حجز الفلل التي شهدت إقامة أهم الموسيقيين العالميين الذين أبدعوا أهم الألحان في تاريخ البشرية.الزائر لمدينة ديليجان عموماً يشعر بوقع الطبيعة الساحرة في كل تفاصيلها المتعانقة، فيمكن له الذهاب في رحلة مسير في الجبال الخضراء، ليجد نفسه بين أحضان البحيرات التي ترشده لشلالات المياه العذبة التي تنتشر فيه.تُعرف ديليجان باسم «لؤلؤة أرمينيا الخضراء»، وهي وجهة سياحية مميزة تقع في مقاطعة تافوش شمال البلاد. تشتهر المدينة بمناظرها الطبيعية الخلابة، وغاباتها الكثيفة، وهوائها النقي، ما يجعلها ملاذاً لعشاق الطبيعة والمغامرات، كما تعتبر الملاذ الطبيعي الهادئ والزاخر بالتجارب التراثية وثقافة العطاء والأجواء الفريدة وتجارب الطعام الشهية.تشهد ديليجان افتتاح العديد من الفنادق والمنتجعات الجديدة التي تستفيد من مقوماتها الطبيعية والبشرية، وتضيف زخماً كبيراً لمشهد القطاع الفندقي للمدينة، وتأتي المشاريع الجديدة، لتدعم مئات الفنادق الموجودة أصلاً لترفع من سوية الخدمات لأرقى معايير الخدمات العالمية. ويعتبر فندقا «ديليجان إن» و«ديليجاني تون» من أهم الفنادق في المدينة، والتي تستفيد من ازدهار قطاع الأطعمة والمشروبات بفضل مئات الأصناف التي تعشقها العين قبل المعدة. ولعل من أهم المطاعم في ديليجان التي تقدم أصناف الأطعمة الأصيلة هي: «دارافاند» و«بيت بابانينو» و«تون أرميني» و«دغهسيني» و«يوريني» و«ناري» و«إم تون ديليجان» و«تون أرميني»، وذلك إلى جانب تجارب تناول الأطعمة في الهواء الطلق ضمن الجبال خلال الرحلات التي تسمى «بيسيدكا»، والتي لا بد من إجراء حجز مسبق ليتسنى للقائمين على المكان ترتيب محطة شواء اللحوم، والتي لا بد أن يكون للذرة الديليجانية اللذيذة نصيب فيها.وإذا كان البعض يتبنى مقولة «الطريقة التي تلاقي بها الشخص أهم من الطعام الذي يمكن أن تقدمه له»، فإن ديليجان نجحت في جمع الأمرين، فعند الالتقاء بسكانها يلفتك حسن استقبالهم وبشاشة وجوههم، وتأتي المذاقات الإبداعية لمئات من أصناف الأطعمة التي يقدمونها، لتكمل التجربة الرائعة. ليس خفياً أن المطبخ الأرمني يشتهر بأهم الأطباق في العالم، ولكن ديليجان أضافت له الكثير اعتماداً على مئات الأعشاب وأنواع الفطر اللذيذ، إذ لا تخلو مائدة في المدينة تقريباً من أصناف تدخلهما في مكوناتها.