وُلد مصمم الأزياء اللبناني العالمي إيلي صعب في الرابع من يوليو عام 1964 في بلدة الدامور الساحلية جنوب بيروت، لعائلة بسيطة تعمل في الزراعة والتجارة.
طفولة إيلي صعب Elie Saab
ومنذ طفولته أظهر ميولًا واضحة للفن والتصميم، إذ بدأ وهو في التاسعة يقص الجرائد ويحوّلها إلى أنماط لفساتين صغيرة، مستخدمًا أي قماش يقع بين يديه، حتى أنه لجأ إلى قص ملاءات الأسرة والستائر ليحقق حلمه الطفولي.
ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، انتقلت أسرته للعيش في ضاحية بيروتية، وهناك حوّل إيلي غرفته الصغيرة إلى مشغل خياطة متواضع بمساعدة سيدتين من العائلة.
وكان إصراره على إثبات نفسه قويًا رغم اعتراض والدته على خوضه مجالًا كان يُنظر إليه آنذاك كمهنة نسائية هامشية.
خطوات أولى نحو الاحتراف: من بيروت إلى روما
في سن السابعة عشرة، سافر إيلي لفترة قصيرة إلى باريس لدراسة تصميم الأزياء، لكنه لم يكمل مسيرته الأكاديمية هناك إذ فضّل العودة إلى بيروت حاملاً شغفه ليؤسس علامته الخاصة.
عام 1982 كان نقطة تحوّل فارقة حين نظم عرضه الأول في كازينو لبنان، وقدّم مجموعته الأولى من فساتين الأعراس المطرّزة التي لفتت الأنظار وأكّدت موهبته الاستثنائية.
بحلول التسعينيات، كان صيته قد تخطى حدود لبنان. عام 1997 حقق اختراقًا دوليًا مهمًا بانضمامه إلى غرفة الأزياء الإيطالية كأول عضو غير إيطالي، وشارك بعرض في أسبوع الموضة "ألتا مودا" في روما، لينقل تصاميمه الراقية إلى الجمهور الأوروبي.
محطات ملكية وأوسكار: إشعاع عالمي متواصل
عام 1999 ارتدت الملكة رانيا من الأردن أحد تصاميم إيلي صعب خلال مراسم تتويجها، ليؤكد مكانته كمصمم النخبة العربية.
إلا أن لحظة التحول الأبرز كانت في 2002 عندما تألقت الممثلة هالي بيري بفستان شفاف مطرّز من توقيعه في حفل الأوسكار، وهي اللحظة التي وضعت إيلي على خارطة هوليوود وفتحته أمام نجمات الصف الأول في العالم.
منذ ذلك الحين، زادت قائمة النجمات التي تألقن بتصاميمه، من إنجلينا جولي إلى ناتالي بورتمان وشاكيرا وكايتي هولمز وجنيفر لوبيز وبلِيك لايفلي وغيرهن.
من فساتين السهرة إلى العطور والديكور
لم يتوقف طموح إيلي عند حدود الخياطة الراقية. في 2005 أطلق أول عطر يحمل اسمه وحقق انتشارًا واسعًا في الأسواق العالمية. تبع ذلك توسع في خطوط الإنتاج ليشمل الأزياء الجاهزة ومجموعات العرائس. وفي 2019 اقتحم عالم الديكور بإطلاق "إيلي صعب ميزون"، علامة للأثاث والتصاميم الداخلية الفاخرة، بالتعاون مع شركاء في مشاريع عقارية راقية بدبي وساو باولو.
بصمة عربية في قلب باريس والعالم
يُعد إيلي صعب اليوم أحد الأسماء القليلة من خارج أوروبا التي نالت شرف الانضمام رسميًا إلى غرفة الأزياء الراقية الفرنسية، إذ قدّم أول عرض كوتور في باريس عام 2003 وحافظ على موقعه كضيف دائم بين كبار المصممين العالميين.
يدير إيلي من مقره الرئيسي في بيروت شبكة من البوتيكات والمتاجر الفاخرة تمتد من باريس ولندن إلى نيويورك ودبي وشنغهاي، ليظل علامة فارقة تُجسد الأناقة الشرقية بلمسة عالمية راقية.
احتفالية 45 عامًا من الإبداع: ألف ليلة وليلة
في نوفمبر 2024، احتفل إيلي صعب بـ 45 عامًا من الإبداع في فعالية "1001 Seasons of Elie Saab" بالرياض، وهي تظاهرة مزجت بين عروض الأزياء والعروض الحية وسرد قصص مسيرته، لتؤكد من جديد مكانته كرمز للأزياء الراقية وجسر ثقافي بين الشرق والغرب.
هكذا يمضي إيلي صعب في تثبيت اسمه على خارطة الموضة العالمية، محافظًا على روح حلمه الطفولي الذي خرج من غرفة خياطة صغيرة في بيروت ليغزو أضخم المنصات في نيويورك وباريس وهوليوود.
شاهدي أيضاً: عطر إيلي صعب
شاهدي أيضاً: مجموعة إيلي صعب ما قبل خريف 2025
شاهدي أيضاً: مجموعة إيلي صعب ريزورت 2025
شاهدي أيضاً: مجموعة إيلي صعب هوت كوتور 2025
شاهدي أيضاً: إيلي صعب يكشف عن مجموعة "نسيم الشرق" لرمضان 2025
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.