كتبت: هناء أبو العزالخميس، 18 سبتمبر 2025 03:58 م أكد الملك فيليب السادس ملك إسبانيا، على متانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى مدريد قبل سبعة أشهر فتحت آفاقًا جديدة للتعاون، والتى بدأت اليوم تتحول إلى حقائق ملموسة من خلال هذا المنتدى الذى يعد منصة لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى. وأوضح الملك فى كلمته خلال افتتاح المنتدى الاقتصادى المصرى–الإسبانى بالقاهرة، أن العلاقات التجارية بين مصر وإسبانيا تستند إلى قاعدة قوية وديناميكية، حيث بلغت الصادرات الإسبانية إلى مصر عام 2024 نحو مليار و457 مليون يورو، بينما تجاوزت الواردات الإسبانية مليارًا و680 مليون يورو، وهى أرقام تعكس الثقة المتبادلة وتكشف عن إمكانات أكبر للنمو المشترك وتحويلها إلى مشروعات ملموسة واستثمارات جديدة وتحالفات اقتصادية. كما أشاد ملك اسبانيا بالالتزام الراسخ لمصر بالإصلاحات الهيكلية لتحديث الاقتصاد وتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز البنية التحتية لخلق بيئة أكثر انفتاحًا وحيوية، مؤكدًا أن إسبانيا تتابع هذا المسار باهتمام ورغبة فى إعادة تأكيد وجودها ودعمها كشريك موثوق، والتقدم معًا فى مجالات أساسية مثل تحول الطاقة والنقل المستدام ورقمنة النسيج الصناعى والتدريب المهنى. وأشار إلى أن الشركات المصرية ترى فى إسبانيا وجهة أساسية لتوسعها الدولى، و أن بلاده تحتل المرتبة الـ15 عالميًا والـ4 أوروبيًا، باقتصاد منفتح وموقع جغرافى استراتيجى يربط أوروبا بأمريكا اللاتينية والبحر المتوسط والشرق الأوسط، وهو ما تتمتع به أيضًا مصر بموقعها الفريد بين أفريقيا وأوروبا وآسيا. ولفت الملك إلى أن الشركات الإسبانية الرائدة رسخت وجودها فى السوق المصرية منذ أكثر من ثلاثة عقود، إذ يوجد حاليًا أكثر من 60 شركة إسبانية مستقرة فى مصر تسهم بخبرتها ومهنيتها فى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، خاصة فى قطاعات استراتيجية تتعلق بالاستدامة وحماية البيئة مثل المياه والنقل والطاقة، مؤكدا أن هذه الشركات تشارك بفعالية فى مشروعات كبرى تنفذها مصر بما ينعكس على تحسين حياة ملايين المواطنين. وأشار الملك إلى المشروعات التى تساهم فيها الشركات الإسبانية مثل العاصمة الإدارية الجديدة، نفق الإسماعيلية، مترو القاهرة، شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة، محطة بنبان للطاقة الشمسية، محطات معالجة المياه، والمتحف المصرى الكبير الذى أصبح مرجعًا ثقافيًا وسياحيًا جديدًا للبلاد. كما أشار ملك إسبانيا إلى المشروع الخاص بحماية أهم المواقع الأثرية فى مصر، والذى يشمل الأقصر وأهرامات الجيزة، والذى تم إنجازه بدعم منحة إسبانية وبمشاركة شركات مصرية وإسبانية مستخدمًا أحدث تقنيات الإضاءة والأمن وصون التراث، ليستفيد منه أكثر من 15 مليون سائح يزورون مصر سنويًا. وأضاف أن إسبانيا تمتلك خبرة واسعة فى السياحة المستدامة والمبتكرة التى جعلتها من أهم الوجهات السياحية فى العالم باستقبالها 94 مليون زائر فى 2024، ما يمنحها القدرة على تقدير الإمكانات الهائلة للقطاع السياحى فى مصر ونقل خبراتها من خلال شركاتها ذات السمعة الدولية، مع وجود فرص واضحة لتعزيز مشروعات مشتركة فى إدارة التراث والسياحة الثقافية والعلاجية والتدريب المهنى ورقمنة القطاع وتطوير بنيته التحتية. ولفت الملك فيليب، إلى أن العالم يشهد مشهدًا دوليًا معقدًا مليئًا بالتحديات والفرص مثل الرقمنة والابتكار والتكيف مع النماذج الإنتاجية، ما يتطلب استجابات مشتركة وتعاونًا بين المؤسسات العامة والقطاع الخاص برؤية استراتيجية والتزام طويل المدى. واختتم العاهل الإسبانى كلمته بالتأكيد على أن المنتدى يمثل فرصة لتعزيز الروابط بين مجتمعى الأعمال فى البلدين ومواصلة العمل نحو مستقبل من الاستقرار والتقدم ورغد العيش المشترك، داعيًا إلى تعزيز الثقة بين الشركات وبناء مشروعات قوية ومبتكرة تعود بالنفع على مجتمعات البلدين.