سوهاج أحمد عبدالعال

أعد قصر ثقافة سوهاج برئاسة أحمد صابر لقاءً حواريًا بعنوان "المشروعات القومية في ظل الجمهورية الجديدة وخطة مصر 2030 ودورها في الحفاظ على التراث"، بمقر قاعة مجلس مدينة السلام بسوهاج ، في محاولة جادة لربط مسارات التنمية الحديثة بالحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لمصر.

تقام الفاعليات بالمجان للرواد ضمن خطة الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة د جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم ، وفرع ثقافة سوهاج برئاسة احمد فتحى.

بدأت الفاعليات بالسلام الوطني ، وقدمتها كارمن لبيب عضو العلاقات العامة بالفرع ، بينما أشار احمد صابر مدير القصر إلى أهمية دور الثقافة فى نشر الوعى الثقافى والمجتمعى بالتراث ، من خلال المبادرة مصر تتحدث عن نفسها ، والتى أطلقتها وزارة الثقافة ، لتعزيز الهوية الوطنية ، منوهاً إلى أن اللقاء جاء ليعكس الرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية في عهد الجمهورية الجديدة،

بينما ناقشت ا.د هند فؤاد مدرس خبير بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ، دور الدولة المصرية في الحفاظ على التراث ، وخاصة فى ظل المشروعات القومية التى تشهدها الجمهورية الجديدة ، فهى لا تقتصر على التوسع في مشروعات البنية التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل تمتد لتشمل أيضًا حماية وصون التراث المصري بكافة أنواعه: المادي وغير المادي، الشعبي والفرعوني، الإسلامي والقبطي. فقد أصبحت قضية التراث جزءًا أصيلًا من عملية البناء الوطني، ضمن رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى تنمية شاملة ومستدامة لا تهمل الماضي في طريقها إلى المستقبل.

وقدمت د. شيماء عبدالصبور مدرس القانون المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ، شرح مفصل حول دور المشروعات القومية في دعم البنية الأساسية للمناطق التراثية، من خلال تطوير المناطق الأثرية، وتحسين الخدمات بها، وإنشاء المتاحف الإقليمية، وتوثيق التراث الشعبي، فضلًا عن مشروعات رقمية لحفظ وتسجيل التراث اللامادي، بما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية والترويج السياحي والثقافي لمصر.

كما أشارت د. ايمان سلامة مقرر مناوب المجلس القومى للمرأة بسوهاج ، إلى مشروع "حياة كريمة" كمثال حي يجمع بين التنمية الاجتماعية والحفاظ على الموروث الثقافي، حيث يتم في القرى إعادة إحياء الحرف اليدوية، وتطوير البيوت ذات الطابع التاريخي، ودعم الأنشطة الثقافية والفنية كوسيلة للحفاظ على تراث الأجيال، وربطه بالأجيال الجديدة.

وشدد اللقاء على أن الجمهورية الجديدة ليست فقط في البناء والعمران، بل هي أيضًا في بناء الوعي، وهو ما تجسده تلك الفعاليات التي تهدف إلى توعية المواطن بدوره في حماية تراث بلده، وفي المشاركة في صناعة مستقبل قائم على التوازن بين الأصالة والمعاصرة.

ويأتي هذا اللقاء في سياق جهود متواصلة من ثقافة سوهاج لترسيخ مفاهيم المواطنة والانتماء، وتعميق الفهم العام لخطة الدولة التنموية، مع التأكيد على أن التراث ليس مجرد ذكرى من الماضي، بل هو ركيزة أساسية في بناء مستقبل يعتز بالهوية ويتفاعل بإيجابية مع متغيرات العصر.