انطلقت فعاليات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير على أنغام أوركسترا "أنا المصري" من ألحان الراحل سيد درويش، وسط استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرؤساء والوفود الدبلوماسية المشاركة في الحفل.

بدأ الحفل بظهور عدد من الفنانين بإطلالات فرعونية، من بينهم أحمد مالك وسلمى أبو ضيف، وهدى المفتي وأحمد غزي، وسط مجموعة من العارضين من الشباب والفتيات.

مشاهير مصر يشيدون بافتتاح المتحف المصري الكبير

وتخلل عزف الأوركسترا كلمات من أبرز المشاهير الذين شاركوا في الإعداد للحفل، من بينهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، الذي قال: "كنت أعيش لأجل هذه اللحظة التي انتظرتها يوماً بعد يوم، حتى أراها كما نراها الآن ماثلة أمامنا بهذا الجلال والبهاء".

وأضاف: "نحتفل بافتتاح معقل تتجلى فيه الحضارة المصرية في أبهى صورها، إنه لقاء الإبداع بالإبداع، حيث تمتد أيادي الماضي العظيمة لتصافح أيادي الحاضر المبدع في مشهد يعبر عن استمرارية الروح المصرية التي لا تنطفئ، وكان وراء هذا الإنجاز رجال مخلصون آمنوا بسمو الرسالة التي يحملونها، ولهم كل الدعم."

أما الجراح المصري الشهير مجدي يعقوب، فقال: "في مصر القديمة، كان الطب مهمة مقدسة، وفي بيوت الحياة تعلم الكهنة أسرار التشريح والدواء واخترعوا أدوات سبقت أوانها".

وتابع: "النهاردة أشوف الخير ممتد من جراح مصري قديم يمسك مشرطه على ضوء المشاعل إلى جراح يعالج مرضاه بأدوات العصر، نفس السعي، نفس الإيمان بأن العناية بالإنسان، أيًّا كانت ديانته أو عقيدته، هي أعظم هدية قدمتها الحضارة المصرية إلى العالم".

وظهر منير رأفت، الناشط البيئي المصري قائلاً: "الفراعنة بنوا الماضي بروح المستقبل، بنوا معابد تحاكي الكون وبيوتاً نابعة من الأرض، حضارة أنجبت إمحتب لتظل للأبد درساً لتناغم الطبيعة مع العمران".

وأشاد خالد العناني، المرشح المصري المنتخب لمنصب اليونسكو: "الأحلام الكبيرة لا تُولد بين يوم وليلة، لكنها تُبنى برؤية واضحة وبتسخير الموارد لسنين طويلة من الشغف والعزيمة والإصرار".

وأوضح أن ما تعلمه خلال عمله على مشروع المتحف المصري الكبير ساهم في حملته الانتخابية لليونسكو، قائلاً: "هذا ما تعلمته خلال 6 سنوات من العمل على مشروع المتحف مع مجموعة متميزة من الزميلات والزملاء، ونفس الرسالة التي التزمت بها خلال حملتي الانتخابية".

تفاصيل مشروع المتحف المصري الكبير

يُذكر أن المتحف المصري الكبير أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم، وأكبر متحف مخصص لحضارة واحدة على الإطلاق.

ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف مراحل الحضارة المصرية، من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني، بما في ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد. تم تصميم القاعات الداخلية وفق أحدث التقنيات العالمية في العرض المتحفي والإضاءة والوسائط التفاعلية، لتمنح الزائر تجربة فريدة تجمع بين المعرفة والإبهار البصري.

يُعد جناح الملك توت عنخ آمون من أبرز أقسام المتحف وأكثرها جذبًا، حيث يضم أكثر من 5400 قطعة أثرية اكتُشفت في مقبرته الشهيرة بوادي الملوك، وتُعرض لأول مرة كاملة في قاعات مصممة خصيصًا لهذا الغرض.

يحتوي المتحف أيضًا على قاعة ضخمة لعرض التمثال الهائل للملك رمسيس الثاني الذي يرحب بالزائرين في البهو الرئيسي، إلى جانب سلم ملكي تصطف على جانبيه تماثيل ملوك مصر القديمة.