فتحت نانسي عجرم صندوق ذكرياتها أمام منى الشاذلي، وقدّمت رواية كاملة عن حياتها في الفن والعائلة، بين طفلة وقفت على المسرح قبل أن تعرف معنى الشهرة، وامرأة بلغت الأربعين بثقة وهدوء وامتنان. بدت نانسي أكثر مصالحة مع نفسها من أي وقت مضى، وهي تتحدث عن يومها المزدحم بين مسؤوليات الأمومة والعمل، مؤكدة أن الوقت يضيق، لكن الامتنان يتّسع، وأن الحفاظ على التوازن بين عائلتها وفنّها ليس مهمة سهلة، لكنه خيارٌ لا تتراجع عنه. وروت كيف تحوّل الإرهاق إلى طقس واعٍ تتعلم من خلاله الاستمتاع بكل لحظة، وكيف صار الامتنان طريقتها الوحيدة لإعادة ترتيب حياتها من الداخل.
ومع دخولها سن الحكمة وتجاوزها عمر الأربعين، اعترفت نانسي عجرم بأنها صارت أكثر هدوءًا وتسامحًا مع ضعفها، وأكثر قدرة على الاحتفال بنجاحاتها دون جلدٍ للنفس. وكشفت للمرة الأولى تفاصيل طفولتها الصعبة بين خشبة المسرح وقسوة المدرسة، بسبب إصرار والدها على رعايتها فنيًا منذ سن الثامنة، حتى وصل الأمر إلى صدامات مع الإدارات التعليمية بسبب إعلانات حفلاتها. ومع ذلك، حملت نانسي كل تلك الذكريات بحنان، معتبرة أن القسوة صنعت صلابتها، وأن العاطفة التي وجدتها في حضن والدتها حفظت قلبها من الانكسار.
لم تتردد أيضًا في مواجهة ما قيل عن نجاحها بأنه «موجة عابرة»، متمسكة بإصرار الطفلة التي لم تسمح للصدفة بأن تصنع شهرتها، بل للفن والاجتهاد وحدهما. أما علاقتها بمصر، فقد بدت واضحة حين وصفتها بـ«الانتماء»، مؤكدة أن الجمهور المصري كان وما زال شريكًا أساسيًا في رحلتها.
خلال استضافتها في برنامج «معكم منى الشاذلي» عبر قناة ON، تحدثت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم مطوّلًا عن تفاصيل يومها بين مسؤولياتها الفنية والعائلية، مؤكدة أنها تعيش في حالة من التركيز الدائم للحفاظ على التوازن بين الجانبين.
وقالت نانسي: «وقتي قليل جداً، لأني عندي عيلتي وزوجي وتلات بنات بأعمار مش سهلة، وعندي فني وجمهوري اللي بحبه وبيحبني... بحاول دايماً أطل قدامهم بأحسن صورة وأعطيهم أحلى ما عندي، وبذات الوقت بعطي أكتر ما عندي لعيلتي اللي هي الأولوية إليّ».
وأضافت أنها رغم الإرهاق المستمر، تعلمت أن تستمتع بكل لحظة، موضحة: «أكيد في تعب، بس تعلمت أستمتع بكل لحظة بشغلي، بفني، ومع عيلتي... درست هذا الأمر وقلت إذا ما رح أتعلم أستمتع، ما رح ألاقي وقت للحياة».
وحين سألتها منى الشاذلي عن اللحظة التي جعلتها تعيد حساباتها وتتصالح مع نفسها، أجابت بثقة: «هذه حياتي... ما في option تاني. حياتي حلوة، والله عطاني نعم كتير وأنا مقدّرتها... ما بقدر أوعى الصبح وأقول أنا مش مبسوطة، مستحيل. دايمًا بقول شكراً على كل شي عطاني ياه، وبشتغل علشانه وبنبسط فيه». وأكدت نانسي أن هذا الامتنان هو مزيج بين تجارب الحياة وبين ما تنتمي إليه من طبيعة شخصية: «كل الأشخاص اللي قابلتهم بحياتي علّموني أشياء... في ناس علّموني شو أعمل، وفي ناس علّموني شو ما أعمل. وبالنهاية الإنسان بيختار اللي بناسب شخصيته وطريقة تفكيره... وأنا أخدت اللي بيناسبني وبيناسب حياتي».
واختتمت بابتسامة واضحة، قائلة: «الحياة ما فيها تكون سهلة، بس فيها نختار كيف نعيشها».
قد يعجبك أيضاً: هكذا، فتحت النجمة نانسي عجرم قلبها لبيلبورد عربية، بعد إصدارها لألبومها الأحدث "نانسي 11"
نضج الأربعين... تصالح مع الضعف واحتفال بالنجاح
استعرضت الحلقة إحدى الصور الحديثة لنانسي، فعلّقت منى الشاذلي بأنها تبدو وكأنها «بتطبطب على نفسها»، لترد نانسي: بطبطب عليها وبسندها أكيد. كنت زمان بحط ضغط كبير على نفسي، بس اليوم لازم أقدّر حالي وأحتفل بنجاحي. يمكن صرت أتفهّم الضعف أكتر واحتفل فيه.
وعن بلوغ الأربعين قالت مازحة: الصورة من كم شهر... وأنا أصلًا من سنتين قلت إني صرت 40! العمر بالنسبة إليّ مش رقم... هو روح حلوة ومرحة. كل مرحلة عشتها جميلة، وأنا حاليًا بمرحلة كتير بحبها». وأكدت أن المرأة بعد الأربعين تصبح أكثر حكمة وهدوءًا: «المرأة من الأربعين وطالع بتصير أروق وأوعى... هلق صرت أعرف مع مين بحب أكون ومع مين ما بحب. تعلمت الصبر والرواق... مش لازم كل شي يصير فورًا».
طفولة مبكرة على المسرح... وصدامات مع المدرسة بسبب والدها
روت نانسي عجرم في البرنامج فصولًا طويلة من بداياتها الفنية، مؤكدة أنها بدأت الغناء بعمر ثماني سنوات فقط في إحدى فعاليات اليونيسف، وأن والدها كان صاحب الدور الأكبر في اكتشاف موهبتها ورعايتها. وقالت: «بابا كان صارمًا وقاسيًا بموضوع الغناء لأنه كان بده يصنع مني فنانة. كان يسمعني الأغاني ويخلّيني أحفظها... وبيدفعني أغنّي بأي مناسبة عائلية أو اجتماعية».
وأوضحت أنها، رغم خجلها الشديد من الغرباء، اضطرت إلى الوقوف على المسرح لأنها كانت ترى في عيون والدها إصرارًا لا يمكن مقاومته: «كنت بخجل... بس كنت أغنّي لأني شايفة قدّيش هو مصرّ».
وكشفت نانسي أن والدها كان يضع لافتات إعلانية لحفلاتها أمام المدرسة، ما أثار استغراب الإدارة. وقالت: «مدير المدرسة ما كان بده إياني أرجع... لأنه بابا حط لافتة كبيرة باسمي وصورتي عند باب المدرسة. وكان يستدعيني ويسألني كيف بابا يعمل هيك؟». وتابعت مؤكدة أن الأمر تطور إلى جدال حاد بين والدها والمدير، بعد اعتراض الأخير قائلًا: «لا يصح... أنت تجعلها تعيش مرحلة أكبر من عمرها».
وكشفت نانسي أن والدها لم يكن يكتفي بلافتة واحدة، بل كان يضع إعلانات في مناطق أخرى ويتصل بمعارفه للبحث عن أي حفلة يمكنها إحياؤها. ومع ذلك، كانت والدتها تُظهر الجانب العاطفي والداعم: «ماما كانت تقف في صفي لأنها كانت تشوفني تعبانة كتير... بين المدرسة ودراسة الموسيقى». وأشارت نانسي إلى أن والدها كان يوقظها أحيانًا من السيارة لتغني، لكنها اليوم تنظر لكل تلك التجارب «بعين إيجابية» وتعتبرها جزءًا أساسيًا من نجاحها.
نجاح لم يكن موجة عابرة... وصوت يرفض أن يكون صدفة
توقفت نانسي خلال الحديث عند مرحلة انطلاقتها الكبيرة، مؤكدة أنها في بداياتها سمعت عبارات محبطة: «لما نجحت بالأول قالوا موجة وهتعدي... موضة وهتخلص». لكنها ردّت على ذلك بالإصرار والعمل: «كان عندي إصرار من وأنا صغيرة... ونجاحي مش صدفة. كل تجاربي كان فيها فن، وما وصلت للي أنا فيه بالحظ». وشددت على أن استمرارها في الصدارة طوال هذه السنوات جاء نتيجة شغفها الحقيقي بالموسيقى، وتطورها الدائم في اختياراتها الفنية.
الانتماء لمصر... علاقة فنية وإنسانية ممتدة
لم تخفِ نانسي محبتها الكبيرة لمصر، مؤكدة أنها تشتاق لزيارة أطول مما يسمح به جدولها المزدحم. وقالت: «نفسي آجي مصر وأطوّل في القعدة... لأني باجي وبمشي على طول بسبب ارتباطاتي وعيلتي. بحب أشوف مصر... وبزور الأماكن اللي بحلم فيها مثل الأهرامات. وبقول دايمًا إني أنتمي لمصر». وأكدت أن مصر كانت محطة محورية في مسيرتها منذ بداياتها وحتى اليوم، واعتبرت الجمهور المصري «شريكًا أساسيًا» في نجاحها ووجودها الفني.
وأضافت أن ظهورها في البرنامج لاقى تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن المتابعين أثنوا على عفويتها وتواضعها، معتبرين استمرارها في الصدارة دليلًا على موهبتها واجتهادها.
قد يعجبكم مشهد عفوي يجمع نانسي عجرم وابنتها الصغرى (فيديو)
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
