فن / ليالينا

نهاية “غريب في المرآة” تثير الجدل

شكّل إعلان قناة ATV التركية عن أن الحلقة السابعة ستكون الأخيرة من “غريب في المرآة – Aynadaki Yabancı” مفاجأة كبيرة للجمهور، خصوصاً أن العمل لم يُمنح التقليدية المغلقة التي توضح مصائر الشخصيات، بل اختار صنّاعه ترك الأحداث معلّقة في لحظة مفصلية. هذه النهاية المفتوحة أحدثت جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية وبين الجمهور، وفتحت الباب أمام التساؤلات حول ما إذا كان هذا الختام تمهيداً لجزء ثانٍ أم مجرد نهاية مفاجئة فرضتها الظروف الإنتاجية ونسب المشاهدة.

نهاية مفتوحة.. وأسئلة بلا إجابات

لم يُقدّم المسلسل إجابات واضحة بشأن مستقبل الشخصيات، وعلى رأسهم عذراء، البطلة التي كانت محور الصراع الرئيسي في العمل. فقد خاضت عذراء رحلة معقدة بين هويتها القديمة والجديدة، ضمن حبكة نفسية تعتمد على الصدمة وفقدان الذاكرة وإعادة تشكيل الشخصية. ومع نهاية الحلقة السابعة، تركت الأحداث المشاهد أمام علامات استفهام واسعة حول مصير علاقة عذراء بالبطل، والتوجه الدرامي الذي كان من المفترض أن تتخذه القصة لو استمرت.

هذا الغموض فُسّر لدى البعض على أنه محاولة متعمّدة لخلق حالة من الترقّب واستمرار الحديث حول المسلسل حتى بعد توقفه. فيما اعتبر آخرون أن النهاية المتروكة جاءت إيقاف قسري للعمل بسبب تراجع الأداء التلفزيوني، ما منع الكتاب من تقديم نهاية مغلقة وكاملة.

قرار ATV المباغت… ونسب المشاهدة تقول الكثير

أوضحت مصادر داخل القناة أن تراجع نسب المشاهدة في الحلقات الأخيرة كان العامل الحاسم في اتخاذ قرار إنهاء المسلسل عند الحلقة السابعة. جاءت الأرقام على النحو التالي:

  • Total: 2.51 – المركز التاسع
  •  AB: 1.78 – المركز الثاني عشر
  • ABC1: 1.84 – المركز الرابع عشر

هذه المؤشرات لم تكن مشجعة بالنسبة لقناة ATV التي تعتمد بشكل كبير على الأداء القوي في فئات المشاهدة الثلاث. وإذا لم يُظهر العمل تطوراً تصاعدياً، تتجه القناة عادة لعدم استكمال الحلقات المخطط لها، حفاظاً على خريطة البث وميزانية الإنتاج.
هذا القرار المفاجئ أثّر بشكل مباشر على البناء الدرامي، إذ لم يُمنح السيناريو الوقت الكافي لأخذ الأحداث إلى نهايات واضحة، ما أدى إلى قطع بعض الخطوط الدرامية الرئيسية بشكل حاد، وترك مسارات لم تكتمل، سواء فيما يتعلق بصراع الهوية أو العلاقات العاطفية أو الخلفيات النفسية للشخصيات.

بين الرؤية الفنية والقيود الإنتاجية

يرى البعض أن النهاية المفتوحة قد لا تكون مجرد نتيجة تجارية، بل ربما كانت مقصودة من المخرجة إيدا تيكسوز (Eda Teksöz). فالمسلسل يرتكز منذ بدايته على سؤال أساسي: من نحن؟ وكيف يمكن للذاكرة أن تعيد تشكيل الإنسان؟ وهي تساؤلات بطبيعتها لا تُختم بإجابات نهائية.
وبحسب تحليلات، فإن ترك النهاية مفتوحة قد يعكس رغبة فنية في جعل الجمهور شريكاً في صنع التأويل، وإبقاء العمل حياً في الذاكرة، خصوصاً أن المسلسلات ذات الطابع النفسي عادة تنتهي بمساحات للخيال تمتد إلى ما بعد المشاهدة.
مع ذلك، يتفق آخرون على أن العوامل التجارية أثرت بقوة في القرار، وأن السيناريو – مهما كان توجهه الفني – كان بحاجة لوقت أطول ليقدّم رؤية كاملة. الجمع بين الاعتبارات الفنية والإنتاجية يفسّر حالة الانقسام الواسعة بين الجمهور.

أثر المسلسل رغم عمره القصير

ورغم توقفه المبكر، نجح مسلسل “غريب في المرآة” في ترك بصمة ملحوظة خلال الأسابيع القليلة التي عُرض فيها، خصوصاً بفضل الأداء القوي لبطليه أونور تونا وسيماي بارلاس. فقد أشاد الجمهور بالتناغم بينهما وبالطريقة التي قدّما بها الصراع النفسي والوجداني، بالإضافة إلى التصوير السينمائي اللافت الذي قدمته شركة الإنتاج MF Yapım.
كما أثار المسلسل نقاشات واسعة حول موضوعات الهوية، والذاكرة، والقدرة على المواجهة الذاتية، وهي قضايا نادراً ما يُفرد لها مساحة في الدراما التركية السائدة. ولعل النهاية المفتوحة أعادت إشعال تلك النقاشات، بحيث أصبحت آخر ورقة رابحة يملكها العمل لاستمرار حضوره.

هل هناك موسم ثانٍ في المستقبل؟

بعد عرض الحلقة الأخيرة، انتشرت العديد من التكهنات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية أن يكون هذا الختام تمهيداً لموسم جديد، خصوصاً أن النهاية لم تُغلق مسارات الأحداث بل أعادت فتحها من جديد.
حتى الآن، لا توجد أي تصريحات رسمية من ATV أو من طاقم العمل حول وجود جزء ثانٍ، إلا أن ترك النهاية مفتوحة يمنح القناة فرصة لإعادة النظر مستقبلاً، خصوصاً في حال حقق المسلسل نسب مشاهدة عالية عند عرضه على المنصات الرقمية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا