«ساي تيك ديلي»
لم تعد كرة القدم مجرد لعبة، بل أصبحت مختبراً واسعاً لفهم النفس البشرية وكيفية تفاعل العواطف والانتماءات داخل الدماغ.
وفي دراسة علمية حديثة نشرت هذا الأسبوع في مجلة «الأشعة» التابعة للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية، اكتشف باحثون من تشيلي أن مشاعر الفوز والخسارة لدى مشجعي كرة القدم تعيد برمجة الدماغ في لحظات، فتشعل مراكز المكافأة أو تطفئ مناطق السيطرة العقلية، تماماً كما يحدث في حالات التعصب السياسي أو الديني.
تتابع كرة القدم في جميع أنحاء العالم، وتقدِّم رؤية واضحة لكيفية تصرف الناس، بدءاً من المشاهدة غير الرسمية وحتى المشاركة العاطفية المكثفة. هذا النطاق الواسع يجعلها نموذجاً قوياً لفحص الهوية الاجتماعية وكيفية معالجة العواطف أثناء المنافسة، وفق الدراسة.
ويظهر التاريخ أن المنافسات الرياضية يمكن أن تكون قوية، ويدافع العديد من المشجعين بشراسة عن فريقهم ولاعبيهم المفضلين. وخلال مباراة واحدة، قد يحتفلون بهدف أو يغضبون من قرار تحكيمي مثير للجدل. ويظهر الولاء والحماس بشكل خاص بين المشجعين في أوروبا وأمريكا الجنوبية، إذ توفر القاعدة الجماهيرية لكرة القدم نموذجاً مثالياً للبيئية والتعصب، مع عواقب حياتية قابلة للقياس على الصحة والسلوك الجماعي.
شارك في التجربة ستون مشجعاً متعصباً لفريقين متنافسين، خضعوا للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أثناء مشاهدة لقطات لأهداف سجلها فريقهم أو خصمهم. وأظهرت النتائج أن الفوز ينشّط بشدة مناطق نظام المكافأة في الدماغ، ما يمنح المشجع إحساساً بالإنجاز الشخصي حتى وإن لم يلمس الكرة. أما الخسارة، فكانت تصاحبها حالة كبح لنشاط القشرة الحزامية الأمامية، المسؤولة عن التحكم المعرفي، ما يؤدي إلى تراجع القدرة على ضبط السلوك والعاطفة.
ويفسر هذا النمط العصبي، سبب تحول بعض المشجعين الهادئين إلى أشخاص غِضابٍ أو عُنُفٍ، عند الهزيمة، إذ إن الدماغ في تلك اللحظات يفقد توازنه بين مراكز المتعة والسيطرة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
