تحتوي لعبة ARC Raiders على العديد من القصص التي تُروى في الخلفية، حيث تنتشر الرموز الغامضة والتلميحات في أنحاء العالم المدمر فوق السطح المعروف باسم Topside، وكذلك في الزوايا والأماكن المخفية ضمن الأنفاق السفلية (Tubes).
وبالنسبة للاعبين الذين يرغبون في معرفة ما الذي حدث للعالم، وأين تدور أحداث القصة، ومن يقف وراء قوات ARC الغامضة التي تحاول السيطرة على الكوكب، فإليك خمس تفاصيل خفية في بناء عالم ARC Raiders ربما لم تلاحظها أثناء استكشافك لعالم اللعبة.
ما هي لعبة ARC Raiders
لعبة ARC Raiders هي لعبة تصويب تعاونية من منظور الشخص الثالث تجمع بين أسلوب البقاء والاستكشاف في عالم مستقبلي اجتاحته الآلات الضخمة المعروفة باسم ARC. تدور أحداث اللعبة في كوكب الأرض بعد انهيار الحضارة البشرية، حيث يعيش الناجون في مستعمرة تحت الأرض تُعرف باسم Speranza، ويخوضون غارات خطيرة إلى السطح بحثًا عن الموارد النادرة والعتاد الثمين وسط بقايا التكنولوجيا القديمة والمخاطر المتربصة في كل مكان تعتمد اللعبة على نظام Extraction Shooter الذي يمزج بين القتال التكتيكي وجمع الموارد ثم استخراجها بأمان قبل الموت، إذ يفقد اللاعب كل ما جمعه إذا فشل في العودة إلى القاعدة. يمكن خوض التجربة منفردًا أو ضمن فريق مكون من ثلاثة لاعبين، حيث يتطلب النجاح في المهمات تنسيقًا جماعيًا دقيقًا واستغلال البيئة لصالح الفريق.
أحد أول الأدلة موجود في المرحلة التعليمية، وربما فاتك ملاحظته
تفصيل بسيط يكشف الصورة الأكبر
منذ اللحظة الأولى في لعبة ARC Raiders، وقبل أن يبدأ اللاعب فعليًا في خوض التحديات المفتوحة في العالم الخارجي، تضع اللعبة بين يديه واحدًا من أكثر الأدلة غموضًا وأهمية لكنه في الغالب يمر دون أن يلاحظه معظم اللاعبين. هذا الدليل يختبئ داخل المرحلة التعليمية (Tutorial)، وهي المرحلة الأولى التي يتم إرسال اللاعب إليها بعد إنشاء شخصيته الخاصة.
في هذه المرحلة، يخوض اللاعب مهمة بسيطة ظاهريًا، لكنها تحمل في طياتها دلالات عميقة حول العالم والسياق الجغرافي والتاريخي للقصة. تبدأ المهمة بتعليم اللاعب كيفية جمع الموارد (Scavenging) والتعامل مع البيئة المدمرة المحيطة به، ثم الانتقال إلى مواجهة مجموعة من الأعداء من نوع Raiders في أول تجربة قتال حقيقية، وهي تجربة مصممة لتُحضّر اللاعب لأسلوب القتال القاسي والواقعي الذي تشتهر به اللعبة، وخاصة في نظام القتال بين اللاعبين (PvP)، حيث لا مجال للرحمة أو الأخطاء.
لكن اللافت للنظر هو المكان الذي تدور فيه هذه المرحلة الأولى. تقع المهمة التعليمية في منطقة صغيرة محيطة بموقع يُعرف باسم Pizzeria Petrarca، وهو اسم ليس من محض الخيال. فالاسم مستوحى من مطعم بيتزا حقيقي موجود في بلدة شمال مدينة بولونيا في إيطاليا. هذا التفصيل الصغير الذي قد يبدو عابرًا، يفتح الباب أمام واحدة من أهم الحقائق عن عالم اللعبة: أحداث ARC Raiders تدور في أوروبا، وتحديدًا في الأراضي الإيطالية.
هذا الاكتشاف البسيط يقودنا إلى استنتاج مثير وهو أن الشخصية التي يتحكم بها اللاعب، والمعروفة باسم الـRaider، كانت في الأصل تهرب من المناطق الشمالية في إيطاليا متجهة نحو الساحل. هذا التلميح البسيط في المرحلة التعليمية لا يأتي مصادفة، بل هو جزء من خيوط قصة أوسع تُحاك في خلفية اللعبة، تهدف إلى كشف مصير الأرض بعد الكارثة الكبرى التي دمرت الحضارة الإنسانية، وتركت وراءها بقايا متفرقة من المدن الأوروبية.
ومع التقدم في اللعب واستكشاف المزيد من الخرائط، تبدأ اللعبة في كشف أسماء مواقع مألوفة وحقيقية تُعزز هذه الفرضية. على سبيل المثال، يظهر اسم Toledo Piazza في بعض المهمات، وهو ما يعكس إشارات إلى مدن ومواقع أوروبية واقعية، بالإضافة إلى المدينة المدفونة Marano الواقعة شمال نابولي، والتي يبدو أنها أصبحت الآن جزءًا من عالم اللعبة المدمر بعد انهيار البنية التحتية القديمة. كما يمكن للاعب أن يلاحظ أثناء التنقل في القوائم الرئيسية أو في شاشة البداية وجود مشهد لقبة زجاجية مألوفة لمحطة مترو نابولي، مما يعزز الارتباط المكاني بين اللعبة وإيطاليا.
ورغم أن هذه التفاصيل قد تبدو في البداية مجرد تلميحات جمالية أو بيئية أضافها المطورون لإضفاء الواقعية على العالم، إلا أنها في الحقيقة تشكل الركيزة الأولى لبناء الخلفية السردية (Lore) التي تعتمد عليها اللعبة في إيصال قصتها المعقدة بطريقة غير مباشرة. فبدلًا من السرد التقليدي أو الحوارات الطويلة، تعتمد ARC Raiders على العناصر البيئية والتفاصيل الدقيقة المنتشرة في العالم لتوصيل القصة تدريجيًا إلى اللاعب.
من خلال هذا الدليل البسيط في المرحلة التعليمية، يستطيع اللاعب الواعي أن يبدأ بربط الأحداث ببعضها وفهم أن ما يجري في عالم اللعبة ليس مجرد حرب بين بشر وآلات، بل هو نتيجة كارثة عالمية شاملة أدت إلى انهيار الحضارة على نطاق كوكبي، وربما إلى نشوء فصائل بشرية متفرقة تحاول النجاة في عالم فقد السيطرة.
ومع مرور الوقت واستكشاف المزيد من المواقع مثل Speranza، وDam Battlegrounds، وThe Blue Gate، ستبدأ الصورة في الاتضاح أكثر، لتكشف أن هذا العالم الذي بدا غامضًا في البداية هو نسخة مدمرة من كوكبنا الحقيقي، وأن بقايا الماضي لا تزال حاضرة في كل زاوية من زواياه من الأسماء الإيطالية إلى البنى المعمارية المتداعية التي تحمل هوية أوروبا المفقودة.
إذًا، ذلك الاسم الصغير الذي ظهر على واجهة مطعم بيتزا مهجور في أول لحظات اللعبة لم يكن مجرد تفصيل عابر، بل مفتاح خفي لفهم خريطة الأحداث الكبرى التي تدور في خلفية ARC Raiders. فهو أول خيط في سلسلة طويلة من الأدلة التي، عند جمعها، تكشف الصورة الكاملة لعالم اللعبة الممزق، والماضي الذي تحاول البشرية فيه النجاة من ظلال الآلات الغازية التابعة لمنظمة ARC الغامضة.
جغرافية منطقة Rust Belt تشير إلى موقع محدد
ليس غريبًا أن كل شيء بدا مألوفًا للغاية
تدور أحداث لعبة ARC Raiders في منطقة تُعرف باسم The Rust Belt، وهي سلسلة جبلية قاحلة شوهها الدمار الذي خلفته كارثة مناخية كبرى أدت إلى انهيار الحضارة السابقة قبل الغزو. تنتشر في هذه الأراضي المدمرة بقايا من حضارة ما قبل الانهيار (Pre-Collapse Civilization)، وتحتوي على العديد من التلميحات الصغيرة التي تكشف ما حدث للعالم. بعض هذه التلميحات واضح للعين المجردة، مثل الخريطة العامة للمنطقة، التي تُظهر تشابهًا كبيرًا مع سلسلة الجبال القريبة من مدينة Acerra في إيطاليا.
ويبدو أن التغييرات الطفيفة في التضاريس سببها ارتفاع مستوى سطح البحر بعد الكارثة، إلا أن معالم الطبيعة القديمة لا تزال موجودة بوضوح. فعلى سبيل المثال، يظهر جبل فيزوف (Mount Vesuvius) بوضوح تحت اسم Volcano Rise على مقربة من الساحل، ويمكن رؤية آثار ثوران بركاني هائل دمّر المنطقة قبل غزو قوات ARC، إذ تنتشر الصخور البركانية السوداء (Volcanic Rocks) في جميع أنحاء منطقة Dam Battlegrounds، مما يوحي بأن ثورانًا كارثيًا قد غيّر معالم الأرض تمامًا قبل أن تبدأ الحرب ضد الآلات الغازية.
من المستنقعات المحيطة بساحة Dam Battlegrounds إلى موقع Acerra Spaceport، يتضح أن الناجين من الكارثة اتخذوا من تحت أنقاض هذا البلد القديم موطنًا لهم، محاولين إعادة بناء ما تبقى من الحضارة وسط هذا الخراب. وإذا انتبه اللاعب جيدًا، سيلاحظ أن أسماء الأسلحة داخل اللعبة مكتوبة بالإيطالية، وهو دليل إضافي على أن الأحداث تدور في إيطاليا. على سبيل المثال، كلمة “Ferro” تعني الحديد، لكنها تُستخدم أيضًا باللهجة الإيطالية كاسم للسلاح الناري، كما أن مسدس Burletta يُعد إشارة واضحة إلى العلامة التجارية الشهيرة Beretta، وهي شركة إيطالية لتصنيع الأسلحة.
ولم تتوقف التلميحات عند هذا الحد، فحتى القاعدة الرئيسية للعمليات في اللعبة تُعرف باسم Speranza، وهي كلمة إيطالية تعني الأمل. هذا الاسم لا يرمز فقط إلى موقع في عالم اللعبة، بل يحمل أيضًا معنى رمزيًا قويًا يعكس الهدف الأساسي للناجين إعادة بناء الأمل في عالم محطم بعد الانهيار.
تُظهر هذه التفاصيل الدقيقة أن مطوري اللعبة حرصوا على بناء عالم متكامل الجذور من الناحية الجغرافية والثقافية، حيث أن The Rust Belt ليست مجرد منطقة خيالية، بل إعادة تخيل مستقبلية مدمّرة لجنوب أوروبا، وبالتحديد إيطاليا بعد الكارثة، وهو ما يجعل عالم ARC Raiders يبدو مألوفًا، واقعيًا، ومليئًا بالقصص الصامتة التي تنتظر من يكتشفها.
لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
