وهناك غرف عديدة في السجون والمعتقلات والفنادق والمنازل قفزت إلى الواجهة الإعلامية وتعرّف عليها الناس بعد أن قطنها أحد المشاهير، لتكتسب تلك الغرفة شهرتها من شهرة ذلك العلم أو المشهور.
ولأن لكل دولة رموزها الوطنية في جميع المجالات، حرصت كل منها على إبقاء ذكرى تلك الغرف كأثر تجمع فيه الأشياء التي استخدمها ذلك الرمز سواء كان ذلك عن طريق مؤسسة أو أفراد أو أهل الفقيد.. وتختلف الأهمية لدى كل دولة في إظهار الأثر الشخصي لمن حمل بلاده عبر إنجازاته التي سجلت كأثر وإرث إنساني..
وفي أوروبا تتم المحافظة على أي أثر للشخصيات التاريخية ذات الثقل الوطني في جميع المجالات حتى لو كانت شخصية تمثل الشر كما حدث مع هتلر وموسليني واستاليين.. وهناك أماكن أخرى تمّت المحافظة عليها كالمعتقلات أو ميادين النصر أو على المقاهي والحدائق والمنازل، فجميع تلك الأماكن تعتبر سجلاً تاريخياً يستأنس به ابن الحاضر والمستقبل، فكل ما تم تركه والمحافظة عليه يصبح تاريخاً يروى من خلال تلك الأمكنة، وقصصاً وحكايات ربما لا ترد في التاريخ الرسمي، ويمكن من خلال ما تم حفظه إضافة شذرات تاريخية وحكايات تضاف إلى ما هو مكتوب أو تؤسس إلى معلومة جديدة لم تكتب..
ولا أريد سكب اللبن في يوم قائض، وإنما عزّ عليّ أن تذكرت السنين العجاف التي مضت علينا تمّت فيها إزالة آثار إنسانية عظيمة، بعضها لا يمكن استرداده، ولم يكن مهماً أبداً المحافظة على أي إرث قرب أو بعد من تاريخ بلادنا، ونعرف أن الدولة حملت إرثها وجالت به العالم في معارض دائمة بين عواصم العالم؛ خشية أن يتلف من قبل عقليات أحبت الموت أكثر من الحياة.. الآن وقد صفا الكدر فليت هيئة السياحة تضيف على مجهوداتها إبقاء الأثر الإنساني لكل شخصية محلية قدّمت الكثير لوطنها، والفكرة ليست من الصعوبة بمكان فقط أن تتنبه لهذا وتشيع بين أفراد المجتمع شيئاً من هذا الإرث الإنساني الذي التصق بمنجزات الوطن قبل أن يكون إنجازاً شخصياً، ولأن فكرة الحفاظ على ما سبق من محفوظات لرموزنا الوطنية ارتفع سوقها التسويقي والسياحي، إلا أن هناك أمكنة وأعمالاً ارتبطت بتلك الرموز الوطنية لم يتم استغلالها وإضافة أفكار حديثة لتلك المقتنيات، وفكرة واحدة يمكن أن تنبثق منها أفكار جديدة وحديثة تضاف إلى مجالات سياحية يكون لبلادنا السبق في تأسيسها.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.