تم النشر في: 14 نوفمبر 2025, 5:36 مساءً #ناصية عبر تاريخ برنامج #ياهلا_بالعرفج الممتد لأكثر من 15 سنة؛ كانت فقرة المشي من أصعب الفقرات، والصعوبات التي تواجهني تتمثّل في التنسيق مع أولئك الناس الذين أسميهم "سكان منطقة السنة الأولى من الشهرة"، وهؤلاء السكان لهم مواصفات عجيبة وهي كالتالي: أولاً: أنهم يعيشون وهم الشهرة، وهذا الوهم يجعلهم كالبالون الذي ينتفخ بسرعة ويطير في السماء دون أن تكون له أرضية صلبة يتحرك من خلالها. ثانياً: أن هؤلاء يعيشون وهم التضخم ويتحدثون معك بلغة كلها تورّم وفوقية، ثم يطلبون منك أن تنسق مع السكرتير أو مدير الأعمال الخاص بهم! ثالثاً: هذه الفئة يتعذّرون بزحمة الأشغال وكثرة الناس الذين يلاحقونهم، وأنهم يواجهون جدولاً مكثفاً من الارتباطات! يا قوم... إنّ من يكرر كلمة "أنا مشغول" إنسان لديه خلل في مفهومه للتعامد مع الحياة، وعليكم التفكير في الأمور التالية: ● لم أر في حياتي رجل أعمال ناجح يقول: "أنا مشغول"، لأنّ رجال الأعمال والمسؤولين يعرفون أن تنظيم الوقت فيه سيعطيك فسحة لتنفيذ كل ما نريد من الأعمال وفق سلم الأولويات. ● من يردد كلمة "أنا مشغول"، يحاول أن يعطي إيحاءً و انطباعاً للناس أنّه شخص مهم ومشغول طوال الوقت. ● أي شخص يردد كلمة "أنا مشغول" هو إنسان قاصر في مفهوم إدارة الوقت، وأظنه يحتاج إلى الالتحاق بدورة تعلمه كيف ينظم وقته! ● كل الذين يرددون كلمة "أنا مشغول"، لديهم خلط عجيب بين الانشغال والإنجاز، العبرة يا قوم ليست بكثرة الأشغال بل بكثرة الإنجاز، إنّ النملة التي تسير أمامي الآن وأنا أكتب هذه الناصية، هي مشغولة جداً، ولكنها مشغولة في ماذا، حتى الحيوانات التي تركض من حولي هي مشغولة ولكن مشغولة في ماذا؟ ما هي مُخرَجات الأشغال التي نركض حولها؟ هذا هو السؤال؟ ● من يردد كلمة "أنا مشغول" يحرم نفسه من "دعم العقل الباطن"، لأنّ هذا العقل يعطيك ما تطلب منه، فإذا ركّزت وكرّرت كلمة "الانشغال" زادك منها، وإذا كرّرت كلمة "الإنجاز" زادك منها. وأخيراً.. لكم أن تصوّروا أنّ أكثر سكان منطقة #السنة_الأولى_من_الشهرة هم من أصحابي وبعضهم ممن تعلّموا منا، ولكنهم تغيّروا!! وهذه هي إحدى مخرجات #الشهرة_السطحية إنها ترسل صاحبها إلى منطقة الوهم والانتفاخ السريع.