تم النشر في: 14 نوفمبر 2025, 5:51 مساءً أعاد معرض "بنان 2025" بالعاصمة الرياض ذاكرة مدينة دمشق القديمة إلى الحياة من خلال منمنمات فنية دقيقة قدّمها الحرفي السوري بشّار المجركش، رغم غيابه الجسدي عن المعرض، إلا أن أعماله حضرت بروحها لتروي قصص الشام العتيقة. فعند الاقتراب من أحد أركان المعرض، يجد الزائر صناديق زجاجية تخفي خلفها مشاهد نابضة من الحياة الدمشقية القديمة، تتجسّد فيها تفاصيل البيوت والأسواق والعادات اليومية في مشاهد مصغّرة أُنجزت بحرفية لافتة ودقّة متناهية. وتضمّنت الأعمال مشهدًا لعائلة دمشقية تُعدّ الكبة في جلسة منزلية تقليدية؛ حيث تجلس امرأتان لتحضير المكونات، بينما يشوي شاب القطع على موقد صغير، وتظهر قطة في الخلفية تحاول سرقة قطعة لحم، في لقطة تنبض بالحياة والواقعية. كما جسّدت منمنمة أخرى دكانًا تقليديًا مكتظًا بالأواني والبهارات، تُعيد للذاكرة أصوات الأسواق وروائح التوابل الدمشقية الزكية. وتتميّز منمنمات المجركش بكونها ليست مجرد تمثيل بصري للحياة الشامية، بل محاولات فنية لإحياء الذاكرة الجمعية، كما كان يقول دائمًا: "الحرب تغيّر المدن، لكنها لا تنتزع قدرة الحرفيين على حفظ تفاصيلها." وشملت المشاهد المصغّرة أيضًا صورًا من الحياة اليومية مثل الفوّال فجراً، والنجّار في الزقاق، والسيران العائلي، في عمل فني يحفظ ملامح مدينة كاملة داخل صناديق لا يتجاوز حجمها كفّ اليد. ويُعدّ معرض "بنان 2025" منصة عالمية للاحتفاء بالحرف اليدوية من مختلف الثقافات، إذ يجمع بين التراث والحداثة، ويبرز مساهمات الحرفيين والحرفيات في نقل الفنون التقليدية من البيوت إلى فضاءات العرض العالمية.