إعداد – السيد العزونيشهدت الفترة الأخيرة تصعيداً غير مسبوق في مستوى الانتقادات الموجهة للنجم المصري محمد صلاح، قائد وهداف نادي ليفربول، وصلت إلى حد التشكيك في التزامه، أو تراجع مستواه «المرعب» الذي اعتاد عليه الجميع. وفي ظل هذا الهجوم الحاد، جاء معسكر منتخب مصر في الإمارات، ليُشكل أكثر من مجرد تجمع تدريبي؛ بل تحول إلى نقطة انطلاق نفسية وملاذ للرد على جميع المشككين.ويستعد المنتخب المصري بقيادة محمد صلاح لخوض كأس العين الودية الدولية في الإمارات، التي تبدأ الخميس وتستمر حتى الثلاثاء، بمشاركة أوزبكستان، إيران، وكاب فيردي. وتأتي هذه الدورة ضمن استعدادات مصر لكأس الأمم الإفريقية 2025. هجوم «الواجب الدفاعي»: نار النقد الإنجليزي تشتعل تأتي هذه الأزمة في وقت يمر فيه صلاح بـ «فترة جفاف تهديفي» نسبي مقارنة بأرقامه المعتادة (5 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة خلال 13 مباراة)، وهي أرقام لا تتناسب مع أهميته ومكانته. وقد ركز النقد الإنجليزي الأخير على زوايا مؤلمة. انتقادات الأساطيرركزت الانتقادات، التي تصدرها محللون وإعلاميون كبار مثل واين روني، على زاوية فنية محددة: الواجب الدفاعي والمساندة الجماعية. وطالب روني صلاح بـ «مضاعفة الجهود». «أكبر أزمة» للفريقوحذر الإعلامي أدريان دورهام (على شبكة Talksport) من أن محمد صلاح يمثل حالياً «أكبر أزمة» تواجه المدرب آرني سلوت، مشدداً على أن اللاعب لا يبذل جهداً كافياً دفاعياً. دعوات الرحيلوصف بعض المشجعين أداء صلاح بـ «الباهت»، ووصل الأمر ببعض التعليقات للمطالبة بـ «اعتزاله أو رحيله إلى الدوري السعودي بنهاية الموسم»، للحفاظ على إرثه الرياضي. التوتر في الملعبأشارت تقارير شبكة «ذا أثلتيك» إلى أن صلاح ظهر «متوتراً» في مباراة مانشستر سيتي، وفشل في إخضاع ظهير السيتي، وهو ما وصفته بـ «الحدث النادر». وصول القائد وعلاج صدمة «البريميرليج»وسط هذا الضغط الهائل، وصل نجم ليفربول محمد صلاح إلى الإمارات للانضمام إلى معسكر منتخب مصر. وسيخوض منتخب مصر مباراته الأولى في نصف النهائي يوم الجمعة المقبل أمام أوزبكستان في ملعب هزاع بن زايد. بينما يلتقي الفائز من هذه المباراة مع الفائز من مواجهة إيران وكاب فيردي يوم الثلاثاء 18 نوفمبر. الهدوء التكتيكييُعتبر اختيار الإمارات علاجاً نفسياً للنجم المصري. توفر المنشآت الرياضية ذات المستوى العالمي بيئة مثالية للتركيز بعيداً عن ضوضاء «البريميرليج»، ما يسمح لصلاح بـ «إعادة تشغيل» تركيزه الذهني. القيادة بلا ضغطفي معسكر المنتخب، صلاح هو الملك المطلق والقائد بلا منازع. هذا الدور القيادي يعيد له الثقة المطلقة التي قد تكون اهتزت قليلاً في ليفربول. زاوية نفسيةللمرة الأولى منذ أسابيع، يُتاح لصلاح أن يتنفس هواءً نقياً بعيدًا عن ميكروفونات إنجلترا. المعسكر هو إعادة تعميد للفرعون، ليؤكد لنفسه وللعالم أنه لا يزال القوة الضاربة التي لا تُقهر. التحدي الأوحد: إما النيران وإما الرماد يدرك صلاح أن الأداء الباهت لن يُنسي الجمهور انتقادات الفترة الماضية. لذا، فإن المعسكر في الإمارات هو الفرصة الأخيرة لـ«شحذ السلاح» قبل مواجهات الحسم التي تتطلب «نسخة تاريخية» منه. الخيار الأول (النار): إذا عاد صلاح من معسكر الإمارات بمستوى بدني ونفسي مُضاعف، سينسف كل الهجوم ويؤكد أن ما حدث كان مجرد «كبوة جواد». الخيار الثاني (الرماد): أي استمرارية في «التراجع» أو تذبذب في المستوى، سيُستخدم كدليل إضافي من المشككين على أن الذروة قد ولت. وأخيراً فالمعسكر الحالي ليس تحضيراً فنياً فقط، بل هو جولة استعراض للقوة يُراد منها إسكات كل الألسنة الناقدة، وتأكيد أن «الفرعون» يستعد لإطلاق شرارة «مرعبة» جديدة من الملاعب الإماراتية.