شهد التوقف الدولي الحالي، والذي كان من المفترض أن يكون فترة استراحة، انقلاباً حقيقياً ليتحول إلى مرآة عاكسة للأزمات العميقة التي تعيشها أندية القمة في أوروبا. إنها قنابل موقوتة بدأت تنفجر مع أول تحرك للاعبين للانضمام لمنتخبات بلادهم، لتكشف أن عمالقة مثل برشلونة وليفربول يعانون من «وباء داخلي» يهدد مسيرتهم قبل دخول الفترة الحاسمة من الموسم.
تسمم غرف الملابس: الأزمة تنتقل من العناوين إلى الواقع اليومي
تتمثل خطورة هذه الخلافات الإدارية والفنية (مثل الخلاف على علاج نجم أو طريقة توظيفه) في أنها لا تبقى على مكاتب المديرين التنفيذيين أو في بيانات الاتحاد. بل تتسلل هذه الأجواء السلبية وتسمم البيئة الداخلية للفريق، وتتحول الأجندات المتباينة إلى قنابل موقوتة تهدد التماسك داخل غرفة الملابس ذاتها:
انقسام النجوم: حينما يرى اللاعبون الآخرون أن نجوماً بحجم صلاح أو يامال يعاملون معاملة مختلفة أو يتم التضحية بهم في صراع القوى، فإن ذلك يخلق انقساماً بين «جناح النجم» و«جناح الإدارة».
اهتزاز سلطة المدرب: تفجر الأزمة خارج النادي يضع سلطة المدرب داخل غرفة الملابس موضع شك، ويزيد من صعوبة مهمته في فرض الانضباط والتركيز.
أزمة لامين يامال: حرب الأطباء تدمّر الثقة في «برشلونة»
تعد أزمة النجم الشاب لامين يامال هي الأكثر درامية وتقنية، وتكشف عن انعدام ثقة كارثي بين نادي برشلونة والاتحاد الإسباني:
العملية السرية والتخفي: النقطة المفصلية كانت خضوع اللاعب لإجراء علاجي (باستخدام الترددات الراديوية) لعلاج آلام العانة (Pubalgia) في يوم التجمع الدولي دون إبلاغ مسبق. هذا التخفي يرسخ فكرة وجود أجندة خفية داخل النادي.
الاتهام المتبادل: هذا الخلاف ليس مجرد نزاع على مواعيد، بل هو دليل على أن كل طرف يسعى لحماية مصالحه الخاصة على حساب الآخر، مما يضع يامال تحت ضغط نفسي وطبي هائل ويهدد مسيرته الطويلة، ويغذي الشكوك في غرفة ملابس النادي حول من يملك القرار النهائي.
صلاح في المصيدة: هل تتسبب الانتقادات في «انفجار» العلاقة مع سلوت؟
تأتي أزمة النجم المصري محمد صلاح من زاوية مختلفة، حيث تمثل ضغطاً خارجياً وداخلياً يُهدد بانهيار العلاقة مع المدرب الجديد أرني سلوت قبل أن تبدأ فعلياً:
النقد القاسي: تزايدت سهام النقد من أساطير مثل واين روني والإعلام الإنجليزي، واصفين صلاح بـ «أكبر أزمة» في ليفربول بسبب تراجعه في الواجب الدفاعي.
هروب أم مواجهة؟ انضمام صلاح لمعسكر المنتخب كان بمثابة خروج مؤقت من دائرة النار. لكن هذا الخروج يترك سلوت أمام تساؤلات حادة في غرفة الملابس: هل يمتلك المدرب الشجاعة الكافية لـ «إعادة تأديب» النجم الأكثر أهمية والأكثر انتقاداً؟
العبء المضاعف: يُتوقع أن تعود العلاقة بين صلاح وسلوت أكثر توتراً، فإذا شعر سلوت بأن عليه التنازل أمام نجم لم يعد يقدم جهداً دفاعياً كاملاً، فإن ذلك سيخلق فوضى في معايير الانضباط بين باقي لاعبي الفريق.
الخوف من سيناريو «الإرهاق والتمرد» في فترة نهاية العام المزدحمة
يخشى المحللون من أن هذه الأجواء المشحونة ليست سوى مقدمة لما سيحدث في فترة الأعياد الشتوية وبداية العام الجديد، حيث يعاني اللاعبون من الإرهاق البدني والنفسي:
ضغط الأجندة الشتوية: جدول المباريات الضاغط في شهري ديسمبر ويناير لا يترك وقتاً لحل النزاعات.
تمرد النجوم: الخلافات حول إدارة الحمل البدني قد تدفع نجوماً آخرين لـ «التمرد» على أنديتهم أو منتخباتهم للحصول على راحة، ما يزيد من فوضى الجداول ويؤكد أن جدران غرفة الملابس تتهاوى تدريجياً.
الخلاصة: إن ما يحدث في غرف ملابس العمالقة الأوروبيين ليس مجرد خلاف عابر. إنه مؤشر على أن الضغط المالي والتكتيكي قد فكك الترابط الداخلي للأندية. السؤال الحقيقي الذي سيجيب عنه ما بعد التوقف الدولي: هل تنجو هذه الأندية من الانهيار الداخلي، أم أن وباء الانهيار سيلتهم طموحاتهم هذا الموسم؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
