يدفع سكان جنوب لبنان ثمنا باهظا للحرب المندلعة بين حزب الله اللبناني ودولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ فر ما يقرب من 100 ألف مواطن، في حين تحولت العديد من القرى إلى مناطق أشباح خاوية، وتعرضت العديد من المحاصيل للحرق.
وأظهرت أرقام الحكومة اللبنانية عمق الأزمة، إذ أن عدد النازحين جراء الحرب تخطى حتى الآن 92,621 نازحاً داخلياً، إضافة إلى تسجيل 344 حالة وفاة، منهم 318 رجلاً.
وفيما يتعلق بالإصابات، فقد تم تسجيل و1359 إصابة بينهم 160 امرأة، وهناك 162 من الجرحى جراء القصف الكيماوي (الفسفور).
وكشفت الإحصائيات أيضا أن 45% من إجمالي الإصابات هي نتيجة لصدمات حادة، و32% نتيجة موجة انفجارية، و18% بسبب الأسلحة الكيميائية.
وبحسب التقرير، فإنه منذ شن حزب الله لضربات صاروخية في الثامن من أكتوبر الماضي، لدعم حركة حماس ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة، أصبح جنوب لبنان موقعا لحرب غير معلنة، يشهد تدمير وضحايا واسعين.
وفرت آلاف العائلات من البلدات والقرى في جميع أنحاء جنوب لبنان بمجرد بدء عمليات التبادل الأولى بين حزب الله وإسرائيل،. وأصبحت العديد من هذه البلدات الآن مدن أشباح، بعد أن فقدت حوالي 90 بالمائة من سكانها، في حين لجأ المواطنين إلى العيش في ملاجئ ومدارس ومستشفيات بعيدة عن مناطق الصراع.
ووفقا للوسيلة الإعلامية، فإن هذه الحرب تسببت في سقوط العديد من الضحايا، وتدمير واسع للمنازل والحقول والبنية التحتية ونزوح جماعي، تخطى في بعض المناطق حرب 2006.
ونقل الموقع عن رئيس أحد البلدات، وهي قرية ذات أغلبية مسيحية جنوبي لبنان، “بلدتنا على الحدود مباشرة، ولا يوجد الآن سوى 100 من أصل 1000 ساكن، والبقية الموجودين لا يستطيعون تأمين مصدر رزق بديل”.
وأوضح أنه 94 منزلا تم تدميرهم في حين احترق الجزء الأكبر من الحقوق وبساتين الزيتون والمناجو والأفوكادو.
وأوضح غافري أن البلدة، رغم أنها تقع في منطقة صراع، لم تشهد هذا المستوى من الدمار المباشر في حرب منذ عام 2006، ومن المستحيل معرفة حجم الأضرار بدقة لأن المنطقة لا تزال تحت تأثير الحرب.

وفي قرية الظاهرة القريبة، أصبحت خاوية من سكانها باستثناء سيدة عجوز ترفضالمغادررة، في حين لاقى جزء من السكان مصرعهم في هذه الحررب.
الوضع أسوأ في بلدة كفركلا، التي شهدت تجهير ودمار واسعين، إذ أنه لم يبق سوى 7 بالمائة من سكانها البالغ عددهم 6000 نسمة، في حين لقى 15 شخصا مصرعهم في الحرب، وهو عدد تخطى ضحاياها في حرب 2006.