مرصد مينا

كشف الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان في مقال له في صحيفة “نيويورك تايمز” عن تفاصيل المفاوضات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص إمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب.

فريدمان أشار إلى أن الشروط التي وضعتها السعودية تتضمن مساراً مدته من ثلاث إلى خمس سنوات لتأسيس دولة فلسطينية، بشرط إجراء إصلاحات سياسية وإدارية من قبل السلطة الفلسطينية.

وبحسب فريدمان المملكة طالبت أيضًا بتجميد النشاط الاستيطاني في المناطق المحتلة وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الخطوات ضرورية قبل إتمام أي اتفاق. مشيرا إلى أن هذه الشروط تأتي في وقت تسعى فيه السعودية لتعزيز دورها الإقليمي من خلال تحالف دفاعي استراتيجي مع الولايات المتحدة، والذي من شأنه تعزيز الأمن الإقليمي والتصدي للتهديدات، خاصة من إيران.

تقرير فريدمان يؤكد على أن الولايات المتحدة والسعودية قد أكملتا حوالي 90% من العمل على تشكيل تحالفهما الدفاعي، الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من “الصفقة المستديرة” التي تروج لها إدارة الرئيس جو بايدن. هذه الصفقة لا تقتصر فقط على العلاقات الثنائية بين الدولتين بل تشمل أيضًا التطبيع مع إسرائيل، وهو ما يعتبر شرطًا جوهريًا لإقرار التحالف الدفاعي في الكونغرس الأمريكي.

فريدمان نقل عن مصادر مطلعة أن الخطة البديلة التي تفكر فيها الولايات المتحدة والسعودية تشمل المضي قدماً في تفعيل التحالف الدفاعي وعرضه على الكونغرس للموافقة عليه، بانتظار استعداد الحكومة الإسرائيلية للقبول بالشروط السعودية الأمريكية للتطبيع.

فريدمان عبر عن قلقه من اعتماد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الأحزاب اليمينية المتطرفة في الحكومة، مما قد يعرقل تقدم المفاوضات بشأن الدولة الفلسطينية. هذا الوضع يدفع الرياض وواشنطن للبحث عن بدائل تضمن تقدم الخطط الدفاعية والدبلوماسية دون الحاجة لتنازلات فورية من جانب إسرائيل قد تهدد استقرار الحكومة الحالية.