الارشيف / مصر اليوم / الطريق

«أصل الحكاية».. تقرير عن أرض الفيروز من الحرب إلى السلاماليوم الأربعاء، 24 أبريل 2024 09:35 صـ

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

بوابة الشرقية "سيناء".. من الحرب إلى السلام إلى التعمير، أرض مباركة شهدت العديد من الملاحم الوطنية في عهود سابقة، حتي جاء الرئيس عبد الفتاح بخطة تطهيرها من الإرهاب إلى تنميتها وتعميرها، لتصبح صرحًا كبيرًا في نطاق المنطقة العربية.

في هذا الشأن، استعرضت الهيئة الوطنية للإعلام تقريرًا مفصلاً، حول تاريخ أرض الفيروز "سيناء"، في إشارة إلى ما تحمله من موارد طبيعية، وموقعة الجغرافي والاستراتيجي، ومن ثم بوابة العبور من القارة الإفريقية إلى أسيا وغيرها من مزايا.

في البداية، سيناء هي المدخل الشرقي لمصر وهي المعبر الذي يصل أفريقيا بآسيا ومصر بالشرق العربى مباشرة.. وإذا كان لمصر أطول تاريخ حضاري فإن لها أطول سجل عسكرى معروف فى التاريخ تقريبا.. إنها "أرض الفيروز".

يقول عنها المؤرخ جمال حمدان في كتابه سيناء بين الجغرافيا والسياسة "قد يتوهم البعض أن سيناء صندوق من الرمال ولكن في الحقيقة هي صندوق من الذهب .. من يتحكم فيها سيتحكم في الشرق الأوسط كله".

عبقرية ذلك الموقع الذي يقع في قلب العالم وعلى ناصية العالم القديم بين أسيا وأفريقيا وأوروبا جعل منها مركزا للعديد من الأحداث الكبرى ومن يملكها فقد تحكم في المنطقة بأكملها.

وكما وهب الخالق مصر موقعا عبقريا، فقد وهب سيناء موقعا يلخص عبقرية مصر من حيث الوسطية والتنوع والتميز والأهمية .. فهي الرقعة التي تصل أفريقيا بأسيا بينما تطل بواجهتها الأوسع على أوروبا عبر مياه البحر المتوسط.

ومن باب الجغرافيا دخلت سيناء التاريخ، فالموقع صنع التاريخ وقد انعكست الأهمية الدينية والجغرافية والاقتصادية لسيناء علي مكانتها وتطورها التاريخي حتي أضحي تاريخها بمثابة سجل شامل للأحداث الكبري في المنطقة في الماضي البعيد والقريب معا.

وهي معبر الديانات السماوية وكرمها الله بذكرها في القرآن الكريم وبعبور أنبيائه لأراضيها نحو وادى النيل.. فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام وعاش فيها بن عمران عليه السلام وعبرتها العائلة المقدسة في طريقها إلى مصر.

هي أرض السلام وهي طريق الحرب.. معبر أرضي وجسر استراتيجي عبرته الجيوش منذ فجر التاريخ مئات المرات حتى إن جيش القائد الفرعوني تحتمس عبر سيناء في حروبه سبعة عشرة مرة.

شهادات دولية

نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريرا يسلط الضوء على الطفرة غير المسبوقة والمشروعات العملاقة للتنمية والتعمير على أرض سيناء ومدن القناة وما تجنيه أرض الفيروز من ثمار تنفيذ استراتيجيات الأمن والتنمية خلال 10 سنوات.

وأبرز التقرير الرؤية الدولية لتطوير سيناء ومدن القناة، حيث ذكرت مجموعة أكسفورد للأعمال عام أن وزارة المصرية تعمل على مبادرة سياحية كبيرة تعرف باسم مشروع "التجلي الأعظم" والتي تهدف إلى تطوير المواقع في شبه جزيرة سيناء لجذب السياحة الروحية والترفيهية إلى المنطقة، وذلك في إطار جهود الحفاظ على المواقع ذات الأهمية التاريخية والروحانية.

كما أشارت الحكومة البريطانية عام 2024، إلى أن مصر تتخذ تدابير أمنية إضافية لحماية منتجعات شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم والمناطق السياحية الأخرى على البحر الأحمر، حيث تقوم قوات الأمن بإجراء فحوصات أمنية روتينية على المركبات والمطارات.

بدوره، أكد أليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر عام 2023 أن محطة الألواح الشمسية في مطار شرم الشيخ الدولي هي شهادة على الالتزام بتعزيز حلول المستدامة، مضيفا أن هذا الإنجاز يمثل خطوة أخرى نحو تحقيق مستقبل أكثر خضرة لمصر.

من جانبها، أكدت شركة "أجيليتي" عام 2023 أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تعد دليلا على جهود مصر لتصبح لاعبا رئيسيا في الاقتصاد العالمي، حيث تم إنشاؤها لتكون بمثابة مركز للتجارة الدولية والابتكار والتصنيع وأصبحت كذلك جاذبة للمستثمرين الأجانب والمحليين وحافزا للنمو الاقتصادي في مصر.

يأتي هذا بينما، ذكرت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 2023 أن الدولة المصرية تتوسع في إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي، من خلال إنشاء محطات معالجة المياه مثل بحر البقر والمحسمة، كما قامت بإنشاء البنية التحتية لحماية المواطنين من السيول في سيناء والبحر الأحمر ومستجمعات مياه الأمطار وذلك في إطار تدابير مواجهة تغير المناخ والفيضانات المفاجئة.

وفي سياق متصل، أوردت خدمة أبحاث الكونجرس عام 2023 أنه على مدى السنوات الماضية، بذلت الحكومة المصرية جهودا لمكافحة الإرهاب وزيادة التنمية الاقتصادية في سيناء، مشيرة إلى أنه تم افتتاح أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم بشمال سيناء في عام 2021.

تسمية سيناء

تاريخ تسمية سيناء يثير جدلا بين المؤرخين حيث يعتقد بعضهم أن إسمها يعني "الحجر" بسبب وفرة الجبال في المنطقة فيما يشير آخرون إلى أنها تسمى "توشريت" في الهيروغليفية القديمة، وتعني "أرض الجدب والعراء".

أما الرأي المتفق عليه هو أن إسم سيناء يشير إلى الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة ويرجع إلى الإله "سين"، إله القمر في العقيدة البابلية القديمة وكانت عبادته منتشرة في غرب آسيا، بما في ذلك فلسطين وجرى ترابطه بين إله "سين" وإله "تحوت"، إله القمر المصري الذي كان له دور كبير في سيناء.

وتشير النقوش القديمة إلى أنه لم يكن هناك اسم محدد لسيناء، ولكن يشار إليها أحيانا بكلمة "بياوو" أو "بيا"، وتعني "المناجم"، وفي المصادر المصرية الأخرى من عصر الدولة الحديثة يشار إلى سيناء بأسماء تعني "مدرجات الفيروز"

وظهر اسم "سيناء" في وقت مبكر، قرابة عام 5600 قبل الميلاد، عندما نسب المؤرخون القدماء اسم "سيناء" إلى الآراميين الذين كانوا يعبدون القمر ويطلقون عليه اسم "سين" ووردت أيضا في الوثائق السيناوية مشاهدات تشير إلى أن اسم سين يطلق على "نور الإله"، الذي يعبر عنه بـ"نور القمر"، والذي يهيب بأرض الأمان والسلام، ومن هنا جاءت تسمية أرضهم المقدسة "سينا".

موقع استراتيجي

تتمتع سيناء بموقع جغرافي واستراتيجي هام فهي حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا .. وهي معبر بين حضارات العالم القديم في وادي النيل وفي دلتا نهري دجلة والفرات وبلاد الشام.

تقع شبه جزيرة سيناء في الجزء الشمالي الشرقي من أرض مصر، على شكل مثلث رأسه الى الجنوب و قاعدته الى الشمال يحده من الشرق خليج العقبة ومن الغرب خليج السويس، وإلي الشمال من هذا المثلث يكون الجزء الباقي علي هيئة متوازي أضلاع حده الشمالي ساحل البحر الأبيض المتوسط وحده الجنوبي هو الخط الفاصل الذي يصل بين رأس خليج العقبة ورأس خليج السويس، وحده الشرقي خط الحدود السياسية لمصر، وحده الغربي قناة السويس.

وتبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر مربع أي ما يعادل حوالي 6 % من جملة مساحة مصر وهي محصورة بين ثلاث جوانب من المياه .. البحر المتوسط في الشمال بطول 120 كيلو مترا وقناة السويس في الغرب 160 كيلو مترا وخليج السويس من الجنوب الغربي بطول 240 كيلو مترا ثم خليج العقبة من الجنوب الشرقي والشرق بطول 150 كيلو مترا.

وتملك سيناء وحدها نحو 30 % من سواحل مصر بحيث أن لكل كيلو متر ساحلي في سيناء هناك 87 كيلو متر مربعا من إجمالي مساحتها مقابل 417 كيلو مترا مربعا بالنسبة لمصر عموما .. وخلف كل كيلو متر مربع من شواطيء سيناء تترامي مساحة قدرها 160 كيلو مترا مربعا مقابل 387 كيلو مترا مربعا بالنسبة لمصر في مجملها.

تاريخ حافل

تدل آثار سيناء القديمة علي وجود طريق حربي قديم وهو طريق حورس الذي يقطع سيناء، وكان هذا الطريق يبدأ من القنطرة الحالية ويتجه شمالا فيمر علي تل الحي ثم بير رومانة بالقرب من المحمدية، ومن قطية يتجه إلي العريش، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة ثارو ومكانها الآن " تل أبو سيفة"، وحصن "بوتو" سيتي الذي أنشأه الملك سيتي الأول الذي يقع الآن في منطقة قطية.

وخلال العصرين اليوناني والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت بينها وبين العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية علاقات تجارية، والتي كان أشهرها هي مدينة البتراء وهي مدينة حجرية حصينة في وادي موسى، كانت مركزا للحضارة النبطية التي نسبت إلي سكانها من الأنباط.

وقد استخدم النبطيون طرق التجارة ووجدوا الفيروز في وادي المغارة والنحاس في وادي النصب، وكانوا يزورون الأماكن المقدسة في جبلي موسى وسربال، كما سكن رهبان من البتراء دير سانت كاترين في صدر العصر المسيحي، وكانت أبرشية فيران قبل بناء الدير تابعة لأبرشية البتراء.

كان الفتح الإسلامي مشجعا لبعض العناصر البدوية في شبه جزيرة العرب للنزوح إلي سيناء والاستقرار بها مما شجع علي انتشار الإسلام بين سكانها، وقد اعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال أفريقيا فاستقر بعضها بمصر بينما نزح البعض الآخر إلي بلاد .

فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد علي سيناء خلال العصرين الأموي والعباسي، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر الطولونيين، انهيار النفوذ العربي خلال العصر العباسي الثاني، وتزايد نفوذ عناصر أخرى كالفرس والأتراك.

بدأت مصر مع بداية القرن التاسع عشر أحداثا جديدة مع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805، وكان أهمها إنشائه لمحافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التي وضعها في هذا العام، والتي كانت تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث، ولها اختصاصات وحدود إدارية، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة.

كما أنشئت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي بالعريش أما الطور فقد كانت تابعة إداريا لمحافظة السويس، بينما أدخلت نخل ضمن إدارة القلاع الحجازية التي كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية.

في عام 1956 قامت كل من إسرائيل وفرنسا وإنجلترا بالعدوان الثلاثي علي مصر ثم احتلت إسرائيل سيناء بعد حرب 1967ولكن استطاع جيش مصر استردادها بعد نصر أكتوبر عام 1973.

ثروات كبيرة

وجه سيناء شديد الوضوح و الملامح فهي تنقسم بسهولة إلى ثلاثة أقاليم رسمتها الطبيعة بشكل هندسي بديع، سهول فسيحة في الشمال و هضاب مستوية في الوسط و سلاسل جبال شامخة في الجنوب و بنفس التوازي تتنوع مصادر المياه فهي مطيرة في الشمال جوفية في الوسط سيول جارفة على جبال الجنوب.

وتعد شبه جزيرة سيناء المورد الأول للثروة المعدنية في مصر، حيث يتدفق من أطرافها الغربية البترول ومن شرقها النحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم.

كما تشتهر بوجود أجود أنواع الفيروز في العالم الذي اكتشفه قدماء المصريين على أرضها واستخدموه في تزيين المعابد والتماثيل لذل تسمى "أرض الفيروز".

استفادت من تنوع طبيعتها في ازدهار السياحة بأنواعها المختلفة الترفيهية والأثرية والتاريخية، والمغامرات وسياحة العلاج، مستفيدة في ذلك من عيون المياه التي تساعد على شفاء العديد من الأمراض والرمال الساخنة والأعشاب المفيدة في علاج أمراض عديدة.

يوجد بسيناء أهم المطارات المصرية الدولية كمطار شرم الشيخ ومطار العريش، ومطار الطور، ومطار سانت كاترين الدولي.

سيناء في قلب الاهتمام

تشهد أرض الفيروز خلال السنوات الماضية قفزات ملموسة في تحسين البنية التحتية وتوفير فرص العمل وبناء الإنسان والارتقاء بالخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية، علاوة على تعزيز الاستثمارات في القطاعات الحيوية وربط بوابة مصر الشرقية مع محافظات الجمهورية، وذلك من خلال تضافر الجهود الحكومية مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وبخطى متسارعة تمضي الدولة المصرية في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية لتنمية شبه جزيرة سيناء من خلال مسارات عدة ومتوازية تحقق الربط الجغرافي والتنموي بين سيناء والوادي والدلتا.

وعلى مدار السنوات الماضية حرصت الدولة على تعزيز جهود الإعمار وتطوير البنية التحتية وإنشاء شبكة طرق وأنفاق عملاقة وإطلاق المشروعات القومية الزراعية والصناعية والخدمية والسياحية.

واعتمادا على المقومات الطبيعية والتاريخية لسيناء تسعى الدولة لتحسين أحوال أهلها والارتقاء بالمستوى المعيشي لهم مع الاستثمار في العنصر البشري بما يضمن إدماج مختلف فئات المجتمع في عملية التنمية .. بجانب العمل على توفير سبل الدعم من أجل تحسين مناخ الاستثمار وتوفير بيئة فعالة وتنافسية تصبح بها سيناء أحد الروافد الداعمة للاقتصاد الوطني.

وفي ضوء الأهمية الخاصة التي تحظى بها سيناء لما تتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي مميز يربط بين البحر المتوسط وقناة السويس وخليج السويس ثم خليج العقبة، فضلا عن أهميتها الاستراتيجية لأمن مصر القومي، فقد تركزت جهود الحكومة المصرية على مدار السنوات الماضية على تنمية وتطوير سيناء، وهو ما تجلى في إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014 عن مشروع قومي متكامل لحماية وتنمية شبه جزيرة سيناء على كافة الأصعدة.

واشتملت عملية تنمية سيناء على تطهيرها من الإرهاب وإنشاء المدن الجديدة وتنفيذ مشروعات تنموية متنوعة في القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية، بالإضافة إلى مد جسور التنمية عبر ربط سيناء بالدلتا وباقي محافظات القاهرة، وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في مدن القناة وسيناء وجذب الاستثمارات عبر الاستفادة من المقومات الطبيعية وكذلك تحقيق التنمية السياحية، عبر تعظيم الاستفادة من المقومات السياحية للمنطقة.

رؤية ثاقبة لتنمية سيناء

ركزت الدولة جهودها على تحقيق التنمية الشاملة في سيناء من خلال مشروعات ضخمة تنوعت بين الزراعية والبنية التحتية والوحدات السكنية.

وعلى مدى 10 سنوات لم يمنع أو يعرقل الإرهاب خطة التنمية التي انطلقت بكل ربوع الدولة ومنها سيناء، ليكون شعار إعمار سيناء "يد تبني ويد تحارب الإرهاب".

خطة تنمية سيناء سارت في ثلاثة محاور رئيسية وهي: التنمية العمرانية المتكاملة، وتحسين مستوى الخدمات الأساسية، وتنمية اقتصادية وجذب استثمارات جديدة، وبلغت إجمالي الاستثمارات التنموية المنفذة والجاري تنفيذها لتنمية سيناء حوالي 610 مليارات جنيه بحسب خطة 2022 / 2023.

جهود تنموية غير مسبوقة

الجهود التنموية غير المسبوقة للدولة المصرية في الأعوام الأخيرة ركزت على محورين رئيسين يتمثل المحور الأول في التوسع في مشروعات البنية التحتية بهدف تحسين جودة حياة المواطن.

والمحور الثاني يركز على بناء الإنسان المصري والارتقاء بخصائص السكان والتوسع في الاستثمار في البشر وبناء القدرات من خلال المبادرات الصحية المختلفة مثل 100 مليون صحة والتأمين الصحي الشامل.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة خطة كبرى لتحقيق معدلات تنموية غير مسبوقة في سيناء.

ونتيجة لوضع القيادة السياسية تنمية سيناء على رأس أولوياتها، بلغ حجم الاستثمارات أكثر من تريليون جنيه لتنمية سيناء، وتستهدف الدولة المصرية ضخ استثمارات تقدر بـ400 مليار حنيه خلال الفترة المقبلة.

تنمية سيناء قامت من خلال التركيز على ثلاثة قطاعات رئيسية تم العمل على تطويرها خلال السنوات الماضية.

ويشمل القطاع الأول البنية التحتية ويضم خدمات النقل، والطاقة والغاز الطبيعي، والكهرباء، والطاقة المتجددة، فضلا عن خدمات المياه والصرف الصحي.

القطاع الثاني يتمثل في الصناعة والاستثمار، والقطاع الثالث المشروعات الاجتماعية، في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والحماية الاجتماعية والخدمات الحكومية المميكنة.

تنمية متكاملة

وعن خطة تحقيق التنمية المتكاملة بشمال سيناء خلال 5 سنوات تصل حجم استثماراتها نحو 363 مليار جنيه وتتضمن تنفيذ 302 مشروع في مراكز المحافظة المختلفة "رفح- العريش- الشيخ زويد- بئر العبد- الحسنة- نخلة"، تستهدف تحسين مستوى المعيشة في شمال سيناء، وتأسيس مجتمعات زراعية وعمرانية وصناعية وسياحية جديدة، وأيضا تهيئة الجاذبة للاستثمار بهذه المنطقة الواعدة.

وحرصت الدولة المصرية خلال خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 23/24 على إحداث طفرة تنموية وتنفيذ العديد من المشروعات في مختلف القطاعات من خلال حجم الاستثمارات الموجه غير المسبوقة لتنمية سيناء خلال خطة العام المالي 23/2024، وخصصت الحكومة للمحافظتين خلال خطتها نحو 11.6 مليار جنيه لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية في التعليم والصحة والنقل والزراعة.

قطاع النقل

شهدت عملية تنمية سيناء ومدن القناة عددا من مشروعات التطوير لطرق النقل والمتمثلة في 5000 كم من الطرق والأنفاق تم تنفيذها ورفع كفاءتها حتى نهاية عام 2022، ومن بينها 231كم لطريق النفق/ طابا، و210 كم لمحور 30 يونيو، و8 موانئ بحرية تم إنشاؤها وتطويرها ومنها ميناء نويبع بتكلفة 475 مليون جنيه، وميناء شرق بورسعيد بتكلفة 10 مليارات جنيه وميناء السخنة بتكلفة 45 مليار جنيه.

كما تم تطوير 3 منافذ برية في طابا ورفح والعوجة بتكلفة نحو 200 مليون جنيه، وأيضا تم إنشاء 7 كباري عائمة أعلى القناة بتكلفة 990 مليون جنيه، وتم إنشاء 5 أنفاق أسفل القناة لربط سيناء بمدن القناة بتكلفة 35 مليار جنيه ليزيد عددها إلى 6 أنفاق عام 2023، مقارنة بنفق واحد عام 2014.

كما تم تنفيذ 5000 كم من الطرق والأنفاق ورفع كفاءتها حتى مارس 2024، علاوة على إنشاء 7 كباري عائمة للعبور أعلى الممر الملاحي للقناة بتكلفة 990 مليون جنيه.

مشروعات السكك الحديدية

مشروع الخط الأول للقطار الكهربائي السريع (السخنة – العلمين – مرسى مطروح) بطول 675 كم ويشمل 21 محطة، وخط السكة الحديد (الفردان – بئر العبد – العريش – طابا) بطول 500 كم، وجار تنفيذ المرحلة الأولى من الفردان حتى بئر العبد بطول 100 كم، علاوة على ما تشمله مشروعات الطيران حيث تم وجار تطوير 6 مطارات جديدة، بجانب إنشاء مطار البردويل على مساحة 320 ألف م2.

قطاع الطاقة والغاز الطبيعي

زاد عدد المنشآت التي تم توصيل الغاز الطبيعى لها من 1056 إلى 4423 بنسبة 318.8%، وزاد عدد محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي من 24 إلى 77 محطة بنسبة 220.8%، وازدادت مراكز تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي من 10 إلى 17 مركزا بنسبة 70%، وارتفع عدد الوحدات السكنية التي تم توصيل الغاز الطبيعي لها من 383.7 ألف وحدة إلى 625.8 ألف وحدة بنسبة 63.1%، وذلك خلال الفترة من يونيو 2014 إلى مارس 2023.

وجارٍ استكمال المرحلة الثالثة لتنمية حقول شمال سيناء وتصل تكلفة المشروع إلى 87 مليون دولار، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة 45 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، كما تمت زيادة عدد المشتركين الذين تم توصيل التغذية الكهربائية لهم إلى 2.4 مليون مشترك عام 2023، مقارنة بـ 1.15 مليون مشترك عام 2014، بنسبة زيادة 108.7%، وبلغت استثمارات وتكلفة مشروعات توزيع الكهرباء نحو 7.3 مليارات جنيه حتى أبريل 2023.

مشروعات إنتاج الكهرباء

تم إنشاء محطة كهرباء الشباب الجديدة "الإسماعيلية الجديدة" بقدرة 1500 ميجاوات، وبتكلفة إجمالية 212.6 مليون دولار، وإنشاء محطة كهرباء العين السخنة، والتي بلغت قدرتها 1300 ميجاوات، وبإجمالي تكلفة 1.3 مليون دولار، وتوسعة محطة كهرباء شرم الشيخ، والتي تبلغ قدرتها الاسمية 288 ميجاوات، وتكلفتها 213.4 مليون دولار، وتنفيذ 3 محطات محولات لتأمين التغذية الكهربائية بسيناء بتكلفة 1.2 مليار جنيه، فيما بلغ إجمالي استثمارات المرحلة الأولى للتغذية الكهربائية المطلوبة لسيناء نحو 1.6 مليار جنيه.

مشروعات الطاقة المتجددة فى سيناء ومدن القناة

تم إنشاء محطة الطاقة الشمسية "أبو غراقد" بأبو رديس بتكلفة 5 ملايين جنيه، وتنفيذ محطات "جبل الزيت" لطاقة الرياح بقدرة 580 ميجاوات وبتكلفة نحو 12 مليار جنيه، وتنفيذ محطة لطاقة الرياح بقدرة 250 ميجاوات بالسويس وبقيمة عقد تنفيذ بلغت نحو 4.3 مليار جنيه.

مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي

بلغت نسبة زيادة تغطية مياه الشرب في سيناء ومدن القناة 89.3% عام 2023، مقابل 84.4% عام 2014، وتم تنفيذ 45 مشروعا لمياه الشرب بطاقة 478 ألف متر مكعب/ يوم، وتبلغ نسبة التغطية بشبكات الصرف الصحي في سيناء ومدن القناة 77.1% عام 2023، مقابل 17.3% عام 2014، كما تم تنفيذ 79 مشروعا للصرف الصحي بطاقة 565 ألف متر مكعب/يوم، كما بلغ عدد إجمالي محطات تحلية مياه البحر 45 محطة عام 2023، مقابل 15 محطة عام 2014.

وتعد محطة مياه مصرف بحر البقر وهي أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي فى العالم والأضخم من نوعها وتصل تكلفتها الاستثمارية مليار دولار بإجمالي طاقة إنتاجية 5.6 ملايين متر مكعب يوميا، وستسهم المحطة في استصلاح 456 ألف فدان من خلال إعادة تدوير وتشغيل مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي، والتي سيتم تحويلها من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس، كما تبلغ التكلفة الإجمالية لتنفيذ روافع وخزانات أرضية بمنطقة الواطية بسانت كاترين وروافع الجبيل وروافع الوادى بطور سيناء.

خريطة الاستثمار الصناعي

يبلغ حجم الاستثمارات العامة التي تم ضخها لتنفيذ المشروعات القومية في سيناء 73.3 مليار جنيه خلال عام 2022 /2023، وذلك بزيادة بلغت أكثر من 15 ضعفا مقارنة بـ4.8 مليار جنيه عام 2013/ 2014، كما بلغت تكلفة افتتاح 3 مراكز لخدمة المستثمرين 215.5 مليون جنيه، تقوم بخدمة أكثر من 10.5 آلاف شركة، بالإضافة إلى توفير 332 فرصة استثمارية على خريطة الاستثمار، كما تتوافر نحو 139 فرصة صناعية في منطقة سيناء ومدن القناة.

كما بلغ عدد المناطق والمجمعات الصناعية التى تم إطلاقها على خريطة الاستثمار الصناعي في منطقة سيناء ومدن القناة نحو 8 مناطق، وتم توفير 80 ألف فرصة عمل في المشروعات المنفذة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بنطاق سيناء ومدن القناة، كما تم تنفيذ 6362 مشروع قومي في سيناء ومدن القناة خلال الفترة من 2014 /2015 إلى 2021/ 2022.

المشروعات الصناعية

ومن أبرز هذه المشروعات الصناعية التى تم إنشاؤها في سيناء مصنع أسمنت العريش بطاقة إنتاجية تصل إلى 6.9 مليون طن سنويا، "ومجمع الرخام بمنطقة "الجفجافة" بوسط سيناء" بتكلفة تصل إلى 805 مليون جنيه، وبطاقة إنتاجية تبلغ 3 مليون متر مربع سنويا، "ومصنع الرخام والجرانيت برأس سدر" بتكلفة تصل إلى 727 مليون جنيه.

قطاع التعليم

تم إنشاء 7 مدارس يابانية لأول مرة فى سيناء ومدن القناة، كما تم إنشاء 4 مدارس تكنولوجية تطبيقية، وذلك فى إطار منظومة التعليم الجديدة، وعلى صعيد التعليم العالي؛ تم إنشاء 4 جامعات أهلية بسيناء ومدن القناة وهي: "جامعة الملك سلمان الدولية، وجامعة الجلالة، وجامعة شرق بورسعيد الأهلية، وجامعة قناة السويس الأهلية"، كما تم إنشاء 6 جامعات حكومية وخاصة عام 2022/ 2023، مقابل 4 جامعات حكومية وخاصة عام 2013/ 2014 ومن أبرز هذه الجامعات: "جامعة العريش الحكومية، وجامعة شرم الشيخ الخاصة، والجامعة التكنولوجية بمدينة السلام شرق بورسعيد".

قطاع الصحة

حيث تم إنشاء وتطوير عدد من المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية في سيناء ومدن القناة، وذلك كالتالي: 50 مستشفى، و154 مركزا ووحدة صحية، كما تم إجراء الكشف على 750.6 ألف مواطن من خلال القوافل الطبية، وتم أيضا إنشاء مخزن استراتيجي للأدوية في الريسة بالعريش.

قطاع الإسكان

تم إنشاء 10 آلاف وحدة سكنية في مدينة رفح الجديدة، وتم إنشاء 16.6 ألف وحدة سكنية فى مدينة بئر العبد الجديدة، كما أصبحت سيناء ومدن القناة خالية تماما من المناطق العشوائية غير الآمنة، حيث تم تنفيذ 131.6 أف وحدة اسكان اجتماعى بتكلفة 23.26 مليار جنيه، وتم بناء 54.5 ألف وحدة سكنية لتطوير العشوائيات مع إنشاء 4338 بيتا بدويا، وأيضا 18 تجمعا تنمويا بمحافظتي شمال وجنوب سيناء و17 أخرى جارٍ إنشاؤها.

خدمات الحماية الاجتماعية

حيث بلغ عدد المستفيدين من الدعم النقدى (الضمان الاجتماعى وتكافل وكرامة) 121.5 ألف مستفيد خلال عام 2022 /2023، مقارنة بـ 101.6 ألف مستفيد عام 2014 /2015، بنسبة زيادة 19.6%، وبلغت تكلفة الدعم الموجه للمستفيدين من تلك البرامج 2 مليار جنيه عام 2022 /2023، مقابل 0.24 مليار جنيه عام 2014/ 2015، و1.25 مليار جنيه خلال الفترة (يناير 2015 – سبتمبر 2021)، وتم تسليم 31 ألف بطاقة خدمات متكاملة لذوي الإعاقة منذ يونيو 2019 حتى مارس 2023.

وتخصيص 21 مكتبا لتأهيل ذوى الإعاقة حتى مارس 2023، كما يستفيد 2.5 مليون مواطن من نقاط صرف الخبز والدقيق عام 2023، وتم إنشاء وتطوير 26 مركزا تموينيا رقميا بسيناء ومدن القناة، ويستفيد أيضا 2.1 مليون مواطن من البطاقات التموينية عام 2023.

الخدمات الحكومية المميكنة

شهدت سيناء ومدن القناة الانتهاء من ميكنة ما يلي: 902 مكتب سجل تجاري، 21 نيابة مرور، و15 وحدة مرور، و17 فرع توثيق ثابت منها 9 مكاتب تعمل بنظام الشباك الواحد، و6 مكاتب طب شرعي مميكنة.

وعن المشروعات المزمع تنفيذها فى التجمعات التنموية الحضرية يشمل تنفيذ 200 وحدة سكنية بمركز رفح، كما وضع أيضا حجر أساس التجمع التنموى بالجورة بمركز الشيخ زويد، ويتضمن تنفيذ 830 منزلا بدويا لاستيعاب 3317 نسمة، فضلا عن أن المخططات التنموية الحضرية التى سيتم تنفيذها تتمثل في إقامة 21 تجمعا يضم 17.4 ألف منزل بدوي، لاستيعاب 69 ألف نسمة وذلك في مدن رفح، والشيخ زويد، والعريش، كما أنه من المخطط تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من مدينة بئر العبد الجديدة لاستيعاب 50 ألف نسمة وتنفيذ المرحلة الثانية من مدينة رفح الجديدة.

وقالت وزارة التخطيط والتنمية والاقتصادية، أن جملة الاستثمارات الحكومية بخطة 23/2024 لتنمية محافظة شمال سيناء تبلغ حوالي 6.5 مليار جنيه تمول الخزانة العامة منها نحو 44.6% (2.9 مليار جنيه)، ويستحوذ قطاع الخدمات الأخرى على النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات الحكومية الموجهة لمحافظة شمال سيناء (نحو 55%)، يليه قطاع التشييد والبناء بنسبة 10.5%، وقطاع الزراعة واستصلاح الأراضي بنحو 6.4%، ثم قطاعات الأنشطة العقارية والخدمات التعليمية بنسب 5.7% و5.3% على الترتيب.

وعن جملة الاستثمارات الموجهة لمحافظة جنوب سيناء، بخطة عام 23/2024 لتنمية محافظة جنوب سيناء، أوضح تقرير لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أنها تبلغ نحو 5.1 مليار جنيه تمول الخزانة العامة منها 47% (2.4 مليار جنيه)، ويستحوذ قطاع التعليم على النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات بنحو 28.1%، يليه قطاع الخدمات الأخرى بنسبة 23.1%، ثم قطاعي المياه والنقل والتخزين بنسب 15.4% و10.4% على الترتيب.

وفيما يتعلق بأهم البرامج التنموية المستهدف تنفيذها فى محافظة جنوب سيناء خلال عام الخطة، تضم العديد من المشروعات منها استكمال إنشاء عدد 15 تجمعا زراعيا، بالتعاون مع الصندوق الكويتى للتنمية، استكمال حفر وتجهيز آبار، وإنشاء سدود للحماية من أخطار السيول، مشروع الدلتا الجديد لإجراءات حصر وتصنيف وتقييم الأراضي للمشروعات القومية الزراعية، استكمال إحلال وتجديد محطات وشبكات مياه الشرب بمراكز الطور وشرم الشيخ وطابا ورأس سدر، وذلك لتقوية الضغوط وتقليل تكرار الكسور والحوادث بالخطوط، ورفع كفاءة محطات وشبكات مياه الشرب لإطالة عمرها الافتراضي والاستفادة الكاملة من طاقتها.

اقرأ أيضًا: مصر تنفي تماما تداول أي حديث مع إسرائيل حول اجتياح رفح

واستكمال المرحلة الثانية من ازدواج خط مياه النفق/ أبو رديس بطول 168 كم، ورفع طاقة محطة مياه غرب النفق من 35 إلى 70 ألف م3/يوم، إنشاء محطات تحلية بمدن الطور ورأس سدر وأبو زنيمة ودهب ونويبع، إنشاء خزان أرضى بمدينة دهب سعة 5000 م3 والخط الصاعد والهابط، علاوة على إنشاء خزان تكديس المياه الجنوبى سعة 20000 م3 بمدينة شرم الشيخ، وتوصيل المرافق الخارجية (مياه الشرب، الصرف الصحي) لجامعة الملك سليمان بفروعها الثلاث (رأس سدر، الطور، شرم الشيخ).

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا