عادي

لوحات أرقام السيارات تنذر بالوضع البيئي في بريطانيا

إعداد: محمد عزالدين
حذر دعاة الحفاظ على البيئة في بريطانيا، من أن الانخفاض الكبير في أعداد الحشرات الطائرة يعد إنذاراً بيئياً خطيراً لا ينبغي تجاهله، خصوصاً بعد أن أظهر مسح قاده صندوق كينت للحياة البرية، انخفاضاً بنسبة 78% في عدد الحشرات التي ترتطم وتخلف أثراً على لوحات الأرقام في جميع أنحاء بريطانيا منذ عام 2004، المسح الذي يعتمد على ظاهرة الزجاج الأمامي، بأدلة قصصية من السائقين على ارتطام عدد أقل من العث، والذباب، وقمل النبات، والنحل، والخنافس الطائرة، على الزجاج الأمامي مقارنة بالماضي.
وقالت مجموعات الحفاظ على البيئة، إن الحشرات ضرورية لتلقيح المحاصيل، ومكافحة الآفات، وتحليل النفايات، وإعادة تدوير العناصر الغذائية ودعم سلاسل الغذاء، وبدونها تنهار النظم البيئية للأرض، ولكنها في انخفاض مستمر بسبب فقدان، وتلف مواطنها الطبيعية، وتغير المناخ، والتلوث واستخدام المبيدات الحشرية.
ويطلب المسح السنوي الآن من أفراد الجمهور تسجيل عدد الحشرات الطائرة التي ترتطم على لوحة الأرقام الخاصة بهم، ومقارنتها ببيانات من تحليل عام 2004 الذي استخدم الأساليب نفسها، ومنذ المسح الأصلي في عام 2004، حلل ما يقرب من 26 ألفاً و500 رحلة عبر بريطانيا، وللمشاركة في المخطط، قام السائقون بتنظيف لوحة الأرقام الخاصة بهم قبل الرحلة، وسجلوا المسار على هواتفهم المحمولة، وبعد ذلك حسبوا عدد الحشرات التي ارتطمت عليها، باستخدام مقياس خاص، كجزء من المسح، ثم قدموا صورة، وحساب التفاصيل عبر تطبيق خاص، يحول البيانات إلى حساب عدد الارتطام لكل ميل، لجعلها قابلة للمقارنة بين الرحلات.
وأجريت 6637 رحلة في عام 2023، وأظهرت النتائج، أن بريطانيا سجلت أكبر انخفاض بنسبة 83%، بين عامي 2004 و 2023، مع أعلى انخفاض مسجل في لندن، حيث كان هناك انخفاض بنسبة 91%، في حين شهدت ويلز انخفاضاً بنسبة 79%، وإسكتلندا انخفاضاً بنسبة 76%، خلال الفترة ذاتها، في حين شهدت أيرلندا الشمالية التي لديها بيانات محدودة، انخفاضاً بنسبة 54% بين عامي 2021 و2023.
وقال د. لورانس الكرا، من الصندوق: «هذه النتائج مثيرة للقلق، وإن انخفاض عدد الحشرات التي تم أخذ عينات منها، أكثر من 75% في أقل من عقدين، نحن نشهد عدداً أقل من الحشرات التي يتم أخذ عينات منها كل عام».
وقال أندرو وايتهاوس، من بوجليف: «تشير أحدث البيانات المتعلقة بالحشرات الطائرة، إلى أن وفرتها، في ريفنا انخفضت بشكل كبير، ومن المحتمل أن تكون العواقب بعيدة المدى، ولا تؤثر فقط على صحة العالم الطبيعي، ولكنها تؤثر على العديد من الخدمات المجانية التي توفرها لنا الطبيعة».
وأضاف، «لا تزال الأنشطة البشرية، لها تأثير كبير على الطبيعة، فإن فقدان المواطن الطبيعية، والأضرار، واستخدام المبيدات الحشرية، والتلوث، وتغير المناخ كلها تسهم في انخفاض الحشرات، يجب على المجتمع الانتباه إلى علامات التحذير من الانهيار البيئي، واتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة الطبيعة».