سياسة / البشاير

سعد الدين إبراهيم يوصيكم : كونوا علي قلب أنسان واحد مع

  • 1/2
  • 2/2

لشحذ الهمم: فلنكن على قلب رجل واحد!
د. سعد الدين إبراهيم
[email protected]
ما يحمله عنوان هذا المقال الأسبوعي هو نداء للرئيس عبد الفتاح ، وكل المسئولين الكبار والصغار، الرجال منهم والنساء، لتغيير لُغة الخطاب التعبوي، لشحذ همم المصريين، في مواجهة الصِعاب والتحديات.

فقد دأب الجميع على استخدام تعبير “على قلب رجل واحد”، للدلالة على التصميم، والارتفاع إلى مستوى التحديات، لإنجاز المهام الكُبرى، والواجبات الصعبة -من قبيل مُحاصرة الأرهاب والقضاء عليه. ومن قبيل التمويل الشعبي لحفر قناة السويس الجديدة، لخدمة الملاحة الدولية، وغيرها من التحديات لتحقيق الرؤية الطموحة لمصر 2030.

كل ذلك مرغوب ومطلوب، ولكن في خضم الخطاب الحماسي التعبوي يتردد تعبير ليكن الجميع على قلب رجل واحد!. صحيح أن ذلك التعبير من موروثات لغتنا العربية الفُصحى، ولكن بما أن تعيش مرحلة جمهورية جديدة، يقودها عبد الفتاح السيسي، وهو الذي يحرص على أن يُشارك في بنائها كل المصريين -ذكوراً وإناثاً، مسلمين وأقباط، فمن الأهمية بمكان أن تتسق لغة الخطاب العام مع تِلك الغاية النبيلة.

ومن ذلك اقتراحنا، في هذا المقال، أن يتوقف، ويُقلع عن تعبير على قلب رجل واحد، وأن نستبدله بتعبير أكثر حيادية وإيجابية، وهو “على قلب إنسان واحد”. فالإنسان تعبير جامع مانع. فهو قد يكون ذكراً أو أنثى، رجلاً أو أمرأة، طفلاً أو شاباً، أو كهلاً، أو عجوز.

وبالمناسبة، فقد أثبتت بحوث ودراسات علم النفس الاجتماعي Social Psycho Logy، أن مدلولات اللغة ذات تأثير كبير على السلوك الاجتماعي، وعلى التصور الذاتي.

ومن هنا ضرورة تحاشي إطلاق ألفاظ سلبية على الأطفال -مثل شقي، أو لعوب، أو غبي، أو قبيح. فمثل هذه الألفاظ، تترك تأثيرها عليهم. ولا يعني ذلك بالضرورة الإسراف في الاتجاه الآخر بكيل المديح للآخرين.

وهنا تبدو حكمة القول المأثور: أن خير الأمور الوسط -أي لا إسراف ولا تقصير، لا في اللغة، ولا في المال، ولا في السلوك.

وقد حظي موضوع المساواة الجذرية، أي بين الذكور والإناث، باهتمام متزايد خلال القرنين الأخيرين – العشرين والحادي والعشرين. وضمن ذلك تحاشي التعبيرات اللغوية ذات الحمولات التمييزية -مثل الجنس اللطيف، إشارة إلى النساء أو الإناث عامة، والجنس الخشن، إشارة إلى الذكور أو الرجال. ومن ذلك أن اختصار حضرة أو السيد بالإنجليزية كان يرمز لها بحرفي Mr، والبنت بحروف Miss، والسيدة بحروف Mrs. فقادت الحركة النسائية حملة لاختصار كل ما يُشير إلى النساء بحرفي Ms.

وقد يبدو كل سبق للقارئ العربي فذلكات، أقرب لما درجنا على وصفه مجازاً: بالحنبلي، المتشدد. وقد يكون الأمر كذلك بالفعل، ولكن ما هو الضرر في أن نستجيب لما يطلبه إناثنا أو نساؤنا؟!

لقد حاق بنساءنا ظُلم تاريخي لقرون عديدة. فلا بأس من تعويضهن عن ذلك الظُلم، بالإمعان في مُراعاة المساواة. ومن ذلك اقتراحنا على الرئيس السيسي وكبار المسئولين بالإقلاع عن تعبير: على قلب رجل واحد، واستبداله بتعبير على قلب إنسان واحد، وهو الأكثر حيادية، وإلا فاجأتنا، الدكتورة منى حلمي، ابنة الدكتورة نوال السعداوي، باستخدام تعبير على قلب أمرأة واحدة.

إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنصف النساء عملياً، وعوضهن عن قرون الحرمان الماضية، ولا أظن أن الرجل يُمانع في استخدام تعبير على قلب إنسان واحد، للدلالة على كل المصريين -نساءاً ورجالاً، وإلا فإذا كان الخطاب التعبوي مُلحاً، فليكن: على قلب رجل واحد، وعلى قلب أمرأة واحدة!

لقد نجحت مصر والمصريون منذ ثورة 23 يوليو 1952، في تغيير كثير من الممارسات اللغوية والسلوكية، من ذلك الإقلاع عن استخدام الألقاب المدنية، ذات الأصول التركية أو الفارسية، والأوروبية -مثل باشا، وبك، وأفندي، ومستر، ومسيو، والتي حل محلها جميهاً لفظاً واحداً، وهو “السيد”. وفي حالات استثنائية، قد تُستخدم معها الصفة المهنية -من قبيل السيد المهندس، أو السيد الدكتور. ولا بأس في ذلك، فالتمييز هنا لا ينطوي بالضرورة على تميّز.

إن هذه الدعوة إلى الحيادية الموضوعية في الخطاب الجذري (الأنثوي -الذكوري)، قد يُصادف بعض المشقة النفسية في البداية، ولكن ذلك سرعان ما سيصبح عادة مُكتسبة، وتُعطي كل ذو حق حقه.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد
وعلى الله قصد السبيل

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا