الارشيف / اقتصاد / صحيفة الخليج

صوفيا.. بوتقة تاريخ أوروبا الغربية

إعداد: خنساء الزبير

تأثر تاريخ صوفيا وهندستها المعمارية بشكل كبير بأكبر الحضارات في العالم، بما في ذلك الإغريق والرومان والعثمانيون. ومن الأمثلة الواضحة على الهندسة المعمارية الانتقائية هناك كاتدرائية القديس ألكسندر نيفسكي ذات الطراز البيزنطي الجديد، وهي منطقة الجذب السياحي الرئيسية في صوفيا.

تشمل المعالم التاريخية المهمة الأخرى متحفاً يعود تاريخه إلى القرن العاشر ولوحات جدارية عديدة، والقاعة المستديرة، والحمامات المعدنية التركية السابقة، والتي تضم الآن متحف صوفيا للتاريخ. وتعتبر الأطباق البلقانية الشهية أمراً لا بد من تجربته عند زيارة المدينة، وكذلك مياه الينابيع المعدنية المحلية المتدفقة بحرية عبر نوافير الشرب المنتشرة في جميع أنحاء المدينة.

وبالنسبة للزوار النشطين، يقع جبل فيتوشا على بعد 30 دقيقة فقط خارج المدينة، ويوفر فرصة صعود المرتفعات أو التزلج؛ اعتماداً على وقت الزيارة.

وهناك الكثير مما يمكن القيام به في مدينة صوفيا في التالي بعض منه.

  • التنزه في حديقة المدينة

حديقة ذات مناظر خلابة تضم نوافير وتتألف من مساحات خضراء تنتشر فيها المقاعد، وتحيط بها بعض أجمل المباني ذات الطراز الأوروبي في المدينة.

وتم بناء الحديقة عام 1872 لتكون بمثابة متنفس للسكان المحليين للمشي والاستمتاع بالمساحات الخضراء الصغيرة بعيداً عن المدينة الصاخبة المحيطة بها.

ويمكنك القدوم إليها للقيام بنزهة قصيرة حولها، والاستمتاع بمياه النافورة، وبجمال مسرح إيفان فازوف الوطني وهو مسرح كلاسيكي جديد جميل ومهيب، والذي يتم عرضه بالكامل هنا.

ويتوافد السكان المحليون للاستمتاع بتبادل الأحاديث مع بعضهم بعضاً، ولعب الشطرنج، ومشاركة الكتب في المكتبة العامة الصغيرة هنا، والجلوس والاسترخاء في أحد المقاهي العديدة الموجودة حول الحديقة.

  • مشاهدة تاريخ المدينة في المتحف الإقليمي

لمن يهتم بمعرفة المزيد عن تاريخ صوفيا الحافل والطويل عليهم زيارة متحف التاريخ الإقليمي في المدينة، وهو متحف رائع يوفر فرصة الغوص عميقاً في التاريخ الغني والمتنوع للمنطقة.

وتشمل مجموعة المتحف الواسعة مجموعة من القطع الأثرية والمعارض التي تعرض تاريخ وثقافة المنطقة. ويوجد في الداخل العديد من المعارض التي تعرض كل شيء بدءًا من التحف القديمة وأسلحة العصور الوسطى وحتى الأزياء الشعبية والأعمال الفنية المعاصرة.

وأحد أبرز معالم متحف التاريخ الإقليمي لصوفيا هي المجموعة المذهلة من ذهب التراقيون، وتتميز هذه المجموعة الرائعة بالمجوهرات المصنوعة بشكل معقد والتحف الأخرى التي يعود تاريخها إلى الحضارة التراقية القديمة.

ويقع المتحف في المبنى الكلاسيكي الجديد الجميل الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر والذي كان يستخدم كحمامات معدنية عامة في صوفيا، وهو مكان جذب سياحي في حد ذاته.

والمتحف مفتوح من الساعة 10 صباحاً حتى 6 مساءً ما عدا يوم واحد بالأسبوع، مع رسوم بأسعار معقولة للغاية؛ ويمكن كذلك الذهاب في جولة سيراً على الأقدام لرؤية بعض المباني من تلك الحقبة.

  • المشي في بوليفار فيتوشا

بعد الانتهاء من زيارة جميع المباني التاريخية والمتاحف يحين الوقت لاستكشاف الجزء الحديث من صوفيا وليس هناك أفضل من البدء في بوليفار فيتوشا.

بوليفار فيتوشا، هو شارع مشاة صاخب تصطف على جانبيه المتاجر الفاخرة والمطاعم التي يمكن الاستمتاع بها. وتمت تسمية الشارع على اسم جبل فيتوشا الشهير، والذي يمكن رؤيته من مناطق كثيرة في المدينة.

ويمكن استكشاف العديد من المحلات التجارية التي تصطف على طول الشارع والتي تتميز بوجود كل شيء تقريباً؛ بدءاً من الهدايا التذكارية والأعمال اليدوية المحلية وحتى الأزياء الراقية والسلع الفاخرة.

ويضم الشارع أيضاً العدد من المقاهي المريحة والمطاعم العصرية، لذلك فهو يناسب من يبحثون عن مكان للتنزه وأيضاً لتناول العشاء.

  • القصر الثقافي الوطني

يعد قصر الثقافة الوطني موطن جميع المباني ذات «الطراز الوحشي» في صوفيا، وهو أحد أكثر الأماكن شعبية بالنسبة للسكان المحليين للتنزه بفضل مناطقه العامة الواسعة.

يعتبر المبنى أكبر مركز مؤتمرات ومعارض متعدد الوظائف في جنوب شرق أوروبا، وقد تم افتتاحه في عام 1981 احتفالاً بالذكرى ال 1300 لتأسيس بلغاريا.

والمبنى في حد ذاته مذهل ولكن أكثر ما يجذب في هذا المكان هو حديقته الجميلة الممتدة أمامه والأجواء المفعمة بالحيوية التي يجلبها السكان المحليون معهم أثناء قضاء الوقت حول الأشجار والنوافير الممتدة على طول الحديقة، وهو يتصل بشارع المشاة «بوليفار فيتوشا». ويوجد أيضاً مقهى في القصر به مناطق جلوس خارجية يمكن الجلوس فيها والاسترخاء والاستمتاع بأجواء صوفيا المفعمة بالحيوية؛ ويكون هذا المكان نابضاً بشكل خاص خلال النهار في عطلات نهاية الأسبوع.

  • الحمامات المعدنية المركزية

تم إنشاء هذه الحمامات المعدنية في عهد الإمبراطورية العثمانية ثم تحولت إلى متحف جميل ومركز للمعارض.

والهندسة المعمارية المذهلة والأهمية التاريخية لهذا المكان تجعله محطة فريدة للمسافرين.

وتبدأ قصة الحمام العام منذ زمن طويل مع نبع المياه المعدنية الذي بني فوقه؛ فمنذ قرون مضت، عندما كانت هذه الأراضي جزءاً من الإمبراطورية الرومانية كان الرومان يعرفون بالفعل الخصائص العلاجية للمياه المعدنية واستخدموه مثل سبا وكذلك للشرب. وظلت مدينة سيرديكا الرومانية (الاسم القديم لصوفيا) معروفة في العصر الروماني بمياهها المعدنية العلاجية.

وفي القرون التالية أصبحت هذه الأراضي الثمينة جزءاً من الولايات البلغارية، ولكن في نهاية القرن الرابع عشر.

وكان لدى العثمانيين أيضاً طرق لاستخدام المياه، ونتيجة لذلك تم بناء الحمام في ذات المكان حيث يوجد الحمام العام اليوم، وظل السكان المحليون يستخدمونه لزمن طويلة.

وفي نهاية القرن التاسع عشر عادت بلغاريا إلى الظهور على الخريطة وعاصمتها صوفيا؛ وأرادت السلطات «تحديث» المبنى العثماني القديم وعهدت بإعادة بناء الحمام العام إلى أحد أبرز المهندسين المعماريين البلغار في ذلك الوقت وهو بيتكو مومشيلوف. واستغرق بناء الحمام الجديد 6 سنوات وتم تنفيذ عناصر معمارية مختلفة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا