تعرضت إمدادات النحاس العالمية لضغوط مع اقتراب المصاهر الصينية من الحصول على الموافقات التنظيمية لخفض الإنتاج، إلى جانب نقص المعروض الناتج عن الاضطرابات في المناجم الرئيسية وخاصة في زامبيا. على الرغم من أنه يتم إعادة تدوير المزيد من النحاس إلا أن ذلك لن يكون كافيًا لتغطية الطلب، لذلك فإن البديل الوحيد هو المزيد من التعدين. ونظرًا لأن النحاس يعد بمثابة محرك كلاسيكي للاقتصاد العالمي، لأنه يرتفع وينخفض جنبًا إلى جنب مع الإنتاج الصناعي، فإن شركات التعدين تتوخى الحذر بشأن زيادة طاقتهم الإنتاجية خوفًا من انخفاض الطلب. كما أن استخراج الرواسب الجديدة أصبح أكثر صعوبة وتكلفة، لأن هناك حاجة لاستخراج المزيد من الصخور لتأمين نفس الكمية من المعدن، فضلاً عن أن التدقيق المتزايد في التكاليف البيئية لتعدين النحاس لا يشجع على المزيد من الاستثمار. وحسب تقديرات "جولدمان ساكس"، تحتاج الصناعة لإنفاق 150 مليار دولار على مدى العقد المقبل لمعالجة العجز السنوي المتوقع في المعروض والبالغ قدره 8 ملايين طن. وترى كل من "ترافيجورا" و"بلاك روك" أنه لتحفيز ذلك النوع من الإنفاق في الصناعة، فإن شركات التعدين ستحتاج لارتفاع الأسعار لمستويات قياسية. وتسعى كبار الشركات في الصناعة لزيادة إنتاجها، على سبيل المثال عرضت "بي إتش بي جروب" مؤخرًا الاستحواذ على "أنجلو أمريكان". لكن رفضت "أنجلو أمريكان" العرض البالغة قيمته 39 مليار دولار لأنه يقلل بشكل كبير من قيمة الشركة المنتجة للنحاس وغيره من المعادن وآفاقها المستقبلية.