اقتصاد / صحيفة الخليج

القواعد الجديدة المتحكمة في الأعمال

د. عبدالعظيم حنفي

كان اجتماع مجموعة الاقتصاد القياسي بمؤثراتها العالمية التي تعقد كل خمس سنوات قد صمم لعرض التطورات الحديثة، كان الاجتماع مختلفاً إلى حد ما هذه المرة، وعندما تم عرض قضايا خاصة متنوعة عن «الاقتصاد في الألفية» عام 2000 لم تكن هناك سوى إشارة إلى بسيطة إلى أي شيء قد تغير بصورة كبيرة.

وفي نفس الوقت، حدث ما يماثل الاندفاع نحو الذهب في أوساط مستشاري الأعمال والمفكرين الاستراتيجيين. الآخرين كان بيتر دراكر هو أول من أكد أهمية «اقتصاد المعرفة» وذلك في أوائل الثمانينات وفي عام 1990 أعاد مايكل بورتر من مدرسة هارفارد للأعمال تقديم الأفكار المارشالية حول مجموعات الصناعات المرتبطة في كتاب «الميزة التنافسية للدول». وسرعان ما بدأت تتدفق من دور الطباعة كتب مثل «المعرفة العاملة» و«رأس المال الفكري» و«القارة الخفية» و«عمل الدول» و«ثروة المدن» وكانت هذه الكتب تنبع من الصحافة، كما قامت مؤسسات المحاسبة والاستشارات بالتباهي بمراكز الإبداع و ممارسات المعرفة.

وبحلول أواسط التسعينات تم اكتشاف «اقتصاد جديد». وكان آلان جرينسبان أحد أهم الشخصيات في الدراما وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شهر ديسمبر من 1996، وبخ الأسواق على «الوفرة الطائشة». و في العام التالي، ارتفعت أسعار الأسهم لمؤشر داوجونز على الرغم من تحذيراته، و بعد مرور سبعة أشهر، أعلنت مجلة «بيزنس ويك» على غلافها قصة «انتصار الاقتصاد الجديد» وقالت إن رئيس مجلس الادارة قد دخل إلى عهد جديد وهكذا أنفجر استخدام المصطلح.

تحولت شبكة الإنترنت إلى استعارة قوية «للقواعد الجديدة» والتي قيل إنها أصبحت تتحكم في الأعمال. وكان من الأسباب التي ذكرت في تبرير حدوث ذلك: العولمة والتغير التكنولوجي ونهاية الحرب الباردة والتحرر من القوانين والاحتفال بثقافة الأعمال، وانخفاض التضخم، ونهاية دورة الأعمال.

واحتفل الصحفيون الاقتصاديون بظهور «قتل المسافات» و«الاقتصاد عديم الاحتكاك» و«المجتمع منعدم الوزن» و«العالم المسطح». وظهر كتاب مايكل لويس «جديد الأشياء» وكتاب توماس فريدمان «الأرض المسطحة» وبالطبع وصف جرينسبان بنفسه في «التحول عميق الجذور الذى مازال يتطور في اقتصادنا» حدوث «انفجار خارجي في الغالب» للابتكار التكنولوجي، على حد قوله.

حتى ذلك الحين كان هناك عدد محدود من الالتماسات الموجهة للسلطة الاقتصادية والتي صيغت وفقاً لمصطلحات الاكتشاف آنذاك، ففي تصريحات «ما نعرفه الآن» - لم يكن هناك شيء بعيد مثل «الصدع بين الظلام والنور» الذى كان السمة المميزة للثورة الكينزية. وكانت وجهة نظر أستاذ جامعة «بيركلي» هال فاريان مطابقة لوجهة النظر السائدة، وهو عالم اقتصاد جزئي بارز وكتب بجريدة «نيويورك تايمز» في طليعة عام 2002 ما يلي: لم تكن هناك أبداً اقتصادات جديدة كي تتمشى مع الاقتصاد الجديد، كان هناك بالطبع كثير من المناقشات حول تزايد العوائد، وآثار الشبكات وتكاليف التحويل وما إلى ذلك. ولكن المفاهيم تعد بالكاد جديدة ؟ فقد كانت جزءاً من الأدب الاقتصادي منذ عقود. وفضلاً عن ذلك أنها بالرغم من كونها أفكاراً مهمة فإنها لم تكن كبيرة.

[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا