أشارت «جيه إل إل» العقارية، في أحدث تقاريرها حول أداء سوق الإنشاءات في الإمارات خلال الربع الأول من عام 2024، إلى أنه رغم استمرار التحديات العالمية مثل التضخم المستمر وارتفاع الفائدة والتوترات الجيوسياسية، إلا أنه من المتوقع أن تصل القيمة الإجمالية لمشاريع البناء التي لم تتم ترسيتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 3.9 تريليون دولار، لافتة إلى امتلاك الإمارات حصة كبيرة منها بنسبة 15%.
وكشف التقرير، الذي استند إلى المعلومات التي تم جمعها من مصادر السوق وخبراء قطاع الإنشاءات، أن الإمارات تتميز بمشاريع ذات قيمة عالية تبلغ 590 مليار دولار في سوق المشاريع، حيث تستأثر المشاريع السكنية بنحو 125 مليار دولار (21%)، فيما تمثل المشاريع متعددة الاستخدامات 232 مليار دولار (39%).

• مكانة مهمة

ونظراً لمكانتها في سوق العقارات في الإمارات، شهدت دبي زيادة كبيرة بنسبة 21% على أساس سنوي في أسعار المبيعات والإيجارات، حيث تم تسليم نحو 10 آلاف وحدة سكنية في الربع الأول من عام 2024.
ومن المقرر تسليم نحو 25 ألف وحدة بحلول نهاية العام، ليرتفع إجمالي المخزون السكني في دبي إلى نحو 754 ألف وحدة.
وفي أبوظبي، تم تسليم نحو 1600 وحدة خلال الربع الأول، وهناك 6 آلاف وحدة إضافية متوقعة خلال الفترة المتبقية من عام 2024. وكانت العاصمة سجلت زيادات سنوية معتدلة بنسبة 5% في أسعار المبيعات و2% في أسعار الإيجارات على التوالي، ومن المتوقع أن تشهد ارتفاعاً في إجمالي مخزونها إلى 294 ألف وحدة هذا العام.
وفي قطاع الضيافة، شهدت دبي إضافة 2000 غرفة فندقية إلى مخزونها الحالي في الربع الأول من عام 2024، حيث كان التركيز بشكل أساسي على فئة 5 نجوم. ومع توقع إضافة 5 آلاف غرفة أخرى في عام 2024، سيبلغ إجمالي الغرف الفندقية لدى دبي 160 ألف غرفة، بينما ستضيف أبوظبي نحو 500 غرفة هذا العام، ليصل مخزونها إلى 34 ألف غرفة فندقية.

• نظرة إيجابية

وتحتفظ «جيه إل إل» بنظرة مستقبلية إيجابية لدولة الإمارات، التي حققت إنجازاً ملحوظاً في عام 2023 وضاعفت قيمة المشاريع التي تمت ترسيتها ثلاث مرات تقريباً، مقارنة بالعام السابق.
بحسب مجلة «ميد للمشاريع» التي تقوم بتتبع ورصد المشاريع الإقليمية، بلغت قيمة هذه المشاريع 87 مليار دولار، مقارنة بـ 31 مليار دولار في عام 2022، ما يعكس التقدم المتميز الذي أحرزته الدولة تماشياً مع مساعيها لتحقيق مستهدفاتها في التنويع الاقتصادي والاستثمار.

• مرونة قوية

قالت لورا مورغان، رئيس معلومات السوق في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة «جيه إل إل»: «اعتماداً على المرونة القوية وآفاق النمو الواعدة التي تحظى بها جميع القطاعات في الإمارات، يظهر سوق الإنشاءات اتجاهاً تصاعدياً ثابتاً. وفي العام الماضي 2023، وفي ظل ظروف السوق المزدهرة، أسهم القطاع بمبلغ 42.9 مليار دولار، وهو ما يمثل نحو نصف إجمالي المشاريع التي تمت ترسيتها. ورغم أن المسار التصاعدي لتكاليف الأراضي والبناء ما زال يمثل تحدياً رئيسياً في عام 2024، فإنّ الإقبال القوي على المشاريع الجديدة من شأنه أن يخفف الضغط ويحافظ على زخم نمو القطاع خلال العام».

• التضخم

ومع الأخذ في الاعتبار الارتفاع الكبير في أسعار البناء، وظروف السوق السائدة، وقيمة المشاريع المتوقعة، والعوامل الخارجية التي قد تؤثر في أسعار البناء، تشير توقعات «جيه إل إل» إلى أنه من المتوقع أن تشهد الإمارات تضخماً في أسعار المناقصات بنسبة 3% في عام 2024. وكشف التقرير أيضاً أنه للتغلب على ارتفاع التكاليف، قد يلجأ المطورون في دبي إلى استكشاف إمكانية تطوير وحدات ومشاريع أصغر حجماً في مناطق ثانوية.
وأفاد التقرير بأن تقلبات الأسعار في الشحن والنقل تؤثر بشكل كبير في أسعار البناء المحلية بسبب زيادة الاعتماد على المواد المستوردة مثل الزجاج وأنظمة الواجهات والأخشاب.
وفي الفترة من مارس/ آذار 2023 إلى مارس 2024، شهدت أسعار شحن البضائع زيادة ملحوظة بارتفاع «مؤشر دروري العالمي للحاويات» من 1800 دولار لكل حاوية قياس 40 قدماً إلى أكثر من 3 آلاف دولار.
ومع ذلك، يشير التحليل، إلى الاستقرار في توافر مواد البناء حالياً وأن التوقعات على المدى المتوسط إلى الطويل تشير إلى حدوث تحسينات في قدرات التصنيع المحلية. وتتوقع الرابطة العالمية للصلب أن ينمو الإنتاج العالمي من الصلب بنسبة 1.9% في عام 2024 بعد انخفاض بنسبة 1.6% في العام السابق. ويشير تقرير «جيه إل إل» أيضاً إلى أنه من المتوقع أن ينتعش الطلب على الصلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2024، مدعوماً بالمشاريع الضخمة والقطاع السكني.