الارشيف / اقتصاد / صحيفة الخليج

تأثير عمليات التنصيف على سعر البتكوين من منظور تاريخي

نشأت عملة البتكوين، التي تم طرحها لأول مرة في عام 2009، كنظام مالي لامركزي استجابة للأزمة المالية العالمية عام 2008، ما أدى إلى إلغاء الحاجة إلى سلطات مركزية أو وسطاء. وهي تمتلك خصائص مشابهة لتلك الخاصة بالموارد الطبيعية والمعادن الثمينة، مثل الذهب، حيث لديها معروض محدود يبلغ 21 مليون وحدة. وعلى عكس العملات التقليدية، فإن قيمة البتكوين مصممة للارتفاع بمرور الوقت بسبب القيود المفروضة مسبقاً على العرض.

شهدت شبكة البتكوين رابع عملية تنصيف لها في 19 أبريل 2024. أثار هذا الإنجاز التقني، الذي تزامن مع اهتمام إعلامي متزايد بصناديق الاستثمار المتداولة بالبتكوين التي تم إطلاقها حديثاً في الولايات المتحدة، نقاشات واسعة النطاق. يرى البعض أن التنصيف حدث محوري من شأنه أن يعزز قيمة البتكوين كأصل نادر في السنوات المقبلة، بينما يرى البعض الآخر أنه مجرد تعديل تقني يتم تضخيمه من قبل المضاربين لتعزيز سعره. إذاً، ما هو التنصيف بالضبط، وهل له أهمية فعلية؟

  • ماهي عملية التنصيف؟

عملية التنصيف هي تعديل في تقنية سلسلة الكتل الأساسية لشبكة البتكوين والتي تهدف إلى خفض معدل إنشاء عملات البتكوين جديدة. صُممَت البتكوين، التي ابتكرها ساتوشي ناكاموتو مجهول الهوية، ليكون لها عرض إجمالي محدد يبلغ 21 مليون رمز. قام ناكاموتو بدمج آلية التنصيف في كود البتكوين، والتي تعمل على معدل إصدار عملات البتكوين الجديدة. حتى الآن، تم تداول أكثر من 19 مليون رمز.

  • توقيت عملية التنصيف

تحدث عملية التنصيف في كل مرة يتم فيها إضافة 210,000 كتلة جديدة إلى سلسلة الكتل، أي ما يعادل مرة كل أربع سنوات تقريباً. صُممت هذه الميزة المضمنة في البروتوكول لإدارة التضخم. تُعد هذه العملية جزءاً لا يتجزأ من تصميم شبكة البتكوين، حيث تعمل كآلية لتنظيم التضخم. مع تعدين حوالي 19.5 مليون البتكوين حتى الآن وإجمالي العرض المحدد عند 21 مليون، تشير التوقعات إلى أنه سيتم تعدين آخر عملات البتكوين بحلول عام 2140 تقريباً. على مدى الـ 116 عاماً القادمة، من المتوقع إنشاء 1.5 مليون البتكوين فقط، وهو ما يُظهر انخفاضاً كبيراً في التضخم المتبقي من منظور تقني.

  • تأثيرات عملية تنصيف البتكوين الحالية

استقر سعر العملة المشفرة بشكل عام، في أعقاب تنصيف البتكوين الرابع الذي حدث في 19 أبريل 2024، حول 63,000 دولار أمريكي. تزامن ذلك مع انخفاض معدل إنشاء عملات البتكوين جديدة كل 10 دقائق إلى 3.125 البتكوين.

هناك تكهنات كثيرة حول تأثير تنصيف البتكوين على قيمته السوقية، وعمليات التعدين، والربحية، والآثار الأوسع على سوق العملات المشفرة. يهدف تنصيف البتكوين إلى الحفاظ على ندرة العملة، مما يطرح تحدياً لربحية عمال التعدين الذين يواجهون ارتفاع تكاليف التشغيل. ونتيجة لذلك، يُعتقد بأن سعر البتكوين يجب أن يرتفع على المدى المتوسط والطويل للحفاظ على جدوى عمليات التعدين اقتصادياً.

على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على أن عمليات تنصيف البتكوين السابقة تسببت مباشرة في ارتفاع سعر العملة، يراقب المتداولون وعمال التعدين عن كثب تحركات الأسعار بعد كل تنصيف محاولين استشراف اتجاهات السوق المستقبلية.

  • الاستنتاجات

تاريخياً، أدت عمليات تنصيف البتكوين إلى زيادة قيمتها السوقية، مما أدى إلى انتعاش سوق العملات الرقمية بسبب انخفاض المعروض من العملات الجديدة. من المتوقع أن يؤدي الانخفاض المتوقع بنسبة 50٪ في المعروض الجديد من البتكوين بعد حدث التنصيف لعام 2024 إلى ارتفاع الأسعار. ومع ذلك، بسبب ديناميكيات سوق البتكوين المعقدة، يعتبر ربط تقلبات الأسعار فقط بأحداث التنصيف تحدياً. في حين تشير عمليات التنصيف السابقة إلى تأثير إيجابي، يجادل البعض بأن السوق قد يكون قد استوعب هذا التأثير بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة البيانات التجريبية حول عمليات التنصيف السابقة (ثلاث نقاط بيانات فقط) تجعل من الصعب التنبؤ بالنتائج المستقبلية.

هناك مخاوف بشأن ربحية التعدين بعد التنصيف، حيث يحتمل أن يؤدي ذلك إلى خروج المعدنين من الشبكة، مما يشكل تهديداً أمنياً لشبكة البتكوين. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي تقليل مكافآت التعدين إلى تحسين استهلاك وبصمة البتكوين البيئية، مما يشجع على استخدام تقنيات تعدين أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

على الرغم من العيوب المحتملة، تظل ندرة البتكوين عاملاً رئيسياً في تحديد قيمته، حيث يجذب المستثمرين على المدى الطويل. وفي حين يعتقد البعض بأن الندرة تعزز قيمة البتكوين، يرى آخرون أن أي تأثير محتمل يكون قد تم أخذه في الاعتبار بالفعل عند تحديد الأسعار، مما يزيد من صعوبة التنبؤ بالأسعار. ومع ذلك، من المتوقع أن يؤدي تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى نهج أكثر تساهلاً بعد تقرير الوظائف غير الزراعية الأخير إلى تعزيز الأصول عالية المخاطر مثل البتكوين على المدى القريب.

يتم الآن النظر إلى البتكوين بشكل متزايد على أنها أداة تحوط ضد حالة عدم الاستقرار التي تشهدها السوق التقليدي، حيث تقوم شركات الاستثمار التقليدية بإنشاء صناديق استثمار متداولة خاصة بالبتكوين للمشاركة في هذه السوق.

ختاما، من المتوقع أن يكون لتنصيف البتكوين الأخير تأثير كبير على النظام البيئي للعملات الرقمية بأكمله، ليكون أكثر من مجرد حدث تقني. من الضروري للشركات والمستثمرين البقاء على اطلاع دائم بالتطورات والتفكير في الآثار المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ظهور صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالبتكوين يجعل من السهل المشاركة في هذه السوق، في ظل التغطية الإعلامية المتزايدة والاهتمام المتنامي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا