بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لإدارة الطوارئ والكوارث في دبي؛ تواصل مختلف الجهات المعنية جهودها على مدار الساعة لضمان عودة الطرق والخدمات إلى طبيعتها في مختلف مناطق الإمارة.

مطر الطاير: خطة متكاملة للتعامل مع تأثيرات الحالة الجوية
بذلت هيئة الطرق والمواصلات وبلدية دبي الجهود للتغلب على التداعيات التي خلفتها الحالة الجوية الاستثنائية التي شهدتها الدولة خلال الأيام الماضية، حيث بلغ عدد الكوادر البشرية المشاركة في الاستجابة لحالات الطوارئ قرابة 5000 شخص من مهندسين وفنيين وعمال وغيرهم.
وأكد مطر الطاير، المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة المدير العام لهيئة الطرق والمواصلات، أن الهيئة وضعت خطة متكاملة للتعامل مع تأثيرات الحالة الجوية، قبل حدوثها، وتركزت الخطة في محورها الرئيسي على ضمان سلامة مستخدمي شبكة الطرق ووسائل المواصلات العامة المختلفة، واستدامة تقديم الخدمة، والتعامل السريع مع تجمعات المياه وإعادة الحركة المرورية على الشوارع الرئيسية، وكذلك خدمة مترو دبي وحافلات المواصلات العامة.
وقال: «فعّلت الهيئة فريق إدارة الطوارئ والأزمات، الذي تولى التعامل مع الحالة من مركز التحكم الموحد، كما فعّلت الغرفة المشتركة للتعامل مع تجمعات مياه الأمطار، وتضم ممثلين من شرطة دبي وبلدية دبي والمطورين العقارين».

وأشار إلى أن الهيئة بالتنسيق والتعاون مع بلدية دبي وشرطة دبي والدفاع المدني، قامت بالتعامل مع تجمعات مياه الأمطار حفاظاَ على سلامة السكان ومستخدمي الطريق خاصة، حيث بلغ عدد المشاركين في الاستجابة أكثر من 2500 مشارك من مهندسين وفنيين وعمال ومقاولين وموردين، وتوفير أكثر من 400 مضخة و300 صهريج، وأكثر من 200 معدة ثقيلة (شاحنات/بلدوزرات).
وأضاف أن جهود فرق العمل تركزت في المرحلة الأولى على ضمان سرعة إعادة خدمة مترو دبي لوضعها الاعتيادي، مع الحرص على تحقيق الأمن والسلامة للركاب والأصول، حيث يعتبر المترو العمود الفقري لحركة تنقل السكان في الإمارة، وتم افتتاح محطات المترو بشكل تدريجي وصولاً لتشغيل جميع المحطات في اليوم الثاني للحالة الجوية.
وجرى التعامل مع تجمعات مياه الأمطار في مختلف الشوارع، مع التركيز على محاور الطرق الرئيسية مثل شارع الشيخ زايد وشارع الشيخ محمد بن زايد وشارع المطار، وتم الانتهاء من سحب المياه من مختلف الشوارع في فتره زمنية قياسية وعودة الحركة المرورية لطبيعتها.
من جانبه، أكد داوود الهاجري مدير عام بلدية دبي، أن فرق الطوارئ الميدانية مستمرة في التعامل مع تبعات الحالة الجوية الاستثنائية التي مرت بها دبي وفق خطط مكثفة تغطي كافة المناطق، وبالتنسيق الكامل مع الشركاء الاستراتيجيين، وذلك بهدف معالجة تبعاتها التي تسببت بتجمعات مياه الأمطار، وانسدادات في شبكات المصارف.
وقال: «وضَعنا كافة الإمكانات بنسبة 100% في كامل الاستعداد منذ بداية الحالة الجوية، حيث شملت منظومة متكاملة الجاهزية من فرق عمل وكوادر بشرية متخصصة وعالية الخبرة والكفاءة، مزودة بأفضل التجهيزات والمعدات اللوجستية التخصصية اللازمة لإنجاز كافة الأعمال والخدمات والتعامل مع البلاغات الطارئة بالأسلوب الأمثل».
وأشار إلى أن الأمطار الغزيرة والتاريخية التي شهدتها الإمارات وإمارة دبي، والتي زادت عن 220 ملم خلال أقل من 24 ساعة، نتج عنها كميات كبيرة من المياه وتطلبت وقتاً أكبر لتصريفها وسحبها عبر شبكات الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار، مشيراً إلى أن تعامل الفرق المتخصصة مع الحالة المدارية الاستثنائية تميز بالكفاءة والسرعة. وتواصل بلدية دبي، تعاملها مع تقلبات الحالة الجوية وفق خطط متكاملة وبرامج عمل شاملة عالية الكفاءة، تنفذها فرق الطوارئ الميدانية التي تضم أكثر من 2,425 مهندساً وفنياً وعاملاً، يعملون على مدار 24 ساعة، ويغطون كافة مناطق الإمارة للاستجابة الفورية والسريعة لحالات وبلاغات الطوارئ، وذلك بهدف تعزيز السلامة العامة لكافة أفراد المجتمع والحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم.
وتتألف الفرق من كوادر إشرافية وقيادية قوامها 160 فرداً، و125 منسقاً لبلاغات الطوارئ، ونحو 735 موظفاً ومهندساً ومراقباً فنياً من مختلف التخصصات يشرفون على متابعة عمل 1,248 عاملاً وسائقاً، و161 منقذاً. وتشمل التجهيزات، 146 آلية ومعدة ومركبة ثقيلة، و141 مضخةً لسحب المياه، و130 صهريجاً، إضافة إلى 85 ⁠آلية ومعدة ومركبة خفيفة.
وتعمل البلدية بالتنسيق المباشر مع فرق الشركاء الحكوميين منذ بداية تأثر الدولة بالحالة الجوية، وذلك بهدف ضمان تعزيز سرعة استجابة أنظمة الطوارئ، وتسهيل اتخاذ القرارات الفورية ومعالجتها بشكل آني، حيث وضعت خطط مرنة تضمن جهوزية كافة فرق الطوارئ للتعامل مع الأوضاع الحالية على مدار 24 ساعة، والعمل وفق منظومة متكاملة من إجراءات وآليات الاستجابة للتعامل مع بلاغات وحالات الطوارئ الناتجة عن تبعات الحالة الجوية.
وأعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي، أنها تلقت أكثر من 50 ألف مكالمة، منذ بدء الحالة الجوية الاستثنائية التي مرت بها الدولة، مؤكدة أنه تم التعامل مع الأغلبية العظمى من تلك المكالمات، وأن العمل جارٍ على الانتهاء من الحالات القليلة المتبقية.

ودعت الهيئة المتعاملين وأفراد المجتمع لاتخاذ الاحتياطات والإجراءات الضرورية لتجنب حدوث أية أعطال، أو انقطاعات داخلية، وضمان سلامة واستمرارية إمدادات الطاقة الكهربائية، بشكل مستقر وآمن، وشددت على ضرورة الاستعانة بخدمات فني كهربائي مؤهل للقيام بأعمال الصيانة الدورية، والتأكد من أن جميع الوصلات الكهربائية الخارجية للمنزل واللوحات الكهربائية وصندوق العداد من النوع المقاوم للمياه، ومعزولة بشكل جيد.
وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي، إن الهيئة تسير وفق توجيهات القيادة الرشيدة التي تضع سلامة المواطنين والمقيمين، وأمنهم، على رأس أولويات حكومة الإمارات، وأفاد بأن الهيئة باتت نموذجاً يحتذى على مستوى العالم، في كفاءة واعتمادية الطاقة والمياه.
وقال إنه تم التعامل مع الأغلبية العظمى من الحالات التي تم التبليغ عنها، ووصل عددها لأكثر من 50 ألف مكالمة، مؤكداً أن العمل قائم على قدم وساق للانتهاء من الحالات القليلة المتبقية، ولفت إلى مبادرات التطبيقات الذكية لسرعة توصيل الخدمة وسرعة الاستجابة من خلال الإعادة الفورية للتيار، وكذلك الاستهلاك الذكي وترشيده من خلال العدادات الذكية.
وتابع: «حتى الحالات التي تقع خارج نطاق عمل الهيئة يتم التعامل فيها مع أصحاب العلاقة بشكل فوري، مع الحفاظ على أمن وسلامة الأفراد التي تعتبر أولوية قصوى لدينا، مع اتخاذ إجراءات واحتياطات السلامة العامة المتعارف عليها، والمعمول بها في هذا الخصوص».
وأوضح أن فرق العمل المتنقلة مجهزة بالمعدات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات كالمولدات الكهربائية لتوفير الكهرباء في حالات الانقطاع، مؤكداً أن تلك الفرق كانت، وما زالت في جهوزية كاملة لإجراء ما يلزم.
(وام)