عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

طحنون بن محمد.. شخصية عطاء ملهمة

العين - راشد النعيمي

طحنون بن محمد، اسم ارتبط بالوطن والمؤسس وأيقونة عطاء رافقت زايد وشاركته أحلامه عندما كان يرسمها بعصاه على الرمال.. آمن به وبطموحاته، وشاركه في كل تفاصيل حياته وكان السند والعضد في تنفيذ كل ما يوكل إليه من مسؤوليات خاصة في مدينة العين، تلك المدينة التي عشقها زايد، وانطلق منها وحفظ كل تفاصيلها عن ظهر قلب، حتى أشجارها التي كان يتفقدها ويصدر توجيهاته تباعاً، لتكون خطة عمل عند طحنون بن محمد تنفذ بكل دقة وسرعة.

نعم كان طحنون بن محمد من القلة القليلة التي كان لها شرف مرافقة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الوالد المؤسس وباني دولة ، منذ نعومة أظفاره، وكان لهذه الرفقة والصحبة المباركة طابع لا تخطئه عين، في فكر وتصرفات وإدارة الشيخ طحنون بن محمد، الذي نهل من الوالد المؤسس الخبرة العملية والمعرفية؛ لأنه كان عليماً وضليعاً بأحوال أهالي العين وأخبارهم، منذ أن كان ممثلاً للحاكم في منطقة العين.
طحنون بن محمد، واحد من كوكبة الرجال الذين وضع فيهم الشيخ زايد ثقته المطلقة، فعيّنه في الحادي عشر من سبتمبر عام 1966 في أول مناصبه الرسمية بعد شهر من استلامه مقاليد الحكم في أبوظبي، حيث قام الشيخ زايد، رحمه الله، بتعيينه رئيساً لدائرة الزراعة ورئيساً لبلدية العين، وكان من ضمن العاملين معه على المشروع الاتحادي العظيم الذي توج في الثاني من ديسمبر عام 1971، بإعلان دولة الاتحاد، وشغل قبلها منصب البلديات والزراعة منذ الأول من يوليو لعام 1971، كما تم تعيينه ممثلاً للحاكم في منطقة العين في التاسع من أغسطس من العام نفسه.
 

وفي الثامن من يوليو عام 1972، صدر مرسوم أميري يقضي بتعيين الشيخ طحنون بن محمد عضواً في مجلس إدارة صندوق أبوظبي للإنماء والاقتصاد العربي «صندوق أبوظبي للتنمية حالياً» ورئيساً لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» عام 1973، وفي عام 1974 صدر مرسوم بتعيينه رئيساً لدائرة البلدية والزراعة في العين، ومع تأسيس مجلس إدارة مؤسسة أبوظبي للاستثمار، كان الشيخ طحنون عضواً في مجلس إدارة المؤسسة وجددت عضوية سموّه في عام 1980.
وفي عام 1977 أصبح الشيخ طحنون بن محمد نائباً لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ورئيساً لدائرة الزراعة والبلديات في العين، كما عيّنه رئيس الدولة عضواً في المجلس الأعلى للبترول عام 1988.
في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد 52، كان حديث طحنون بن محمد المعبر عن الإمارات التي كتبت قصص نجاح عظيمة على مر السنين الماضية، واستطاعت أن تضع لها مكانة مميزة بين دول العالم المتقدم، حيث أشار إلى أن الإمارات تحت قيادتها الرشيدة تسير بخطى ثابتة ونهج رصين، تضع المواطن الإماراتي على رأس أولوياتها من خلال الارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية وبناء اقتصاد يستند إلى المعرفة والاستدامة، وتخلق الفرص المتعددة والطموحة لمصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية، وذلك لتحقيق الأهداف الوطنية والتنموية الطموحة تحت قيادة قائد مسيرتنا المباركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

وأوضح، إن ما تحقق خلال 52 عاماً الماضية من إنجازات محلية وعالمية، إنما يدعونا إلى الفخر وتحمل المزيد من المسؤولية والالتزام لحمايتها، وأن نقدم كل غال ونفيس من أجل ضمان استمراريتها للأجيال القادمة، مؤكداً أن مسيرتنا في ظل القيادة الحكيمة ستحقق، إن شاء الله، أهدافها المستقبلية وتواجه التحديات المختلفة بعزيمة أبنائها المخلصين.
كما أكد أنه بعد مضي 52 عاماً، أثبتت دولة الإمارات أنها وبتوفيق من الله، عزّ وجلّ، قادرة على تحقيق الإنجازات والتفوق والتميز والريادة في جميع المجالات، لتواصل ما بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون، طيب الله ثراهم، عند تأسيس دولة الاتحاد، حيث استطاعوا بحكمتهم وتسامحهم، توحيد الصفوف، وعملوا على نصرة المظلوم، ومساعدة الدول الشقيقة والصديقة، فأياديهم البيضاء، تركت بصمة خير في كل دول العالم وانتهجت قيادتنا الرشيدة هذا النهج حتى أصبحت الإمارات اليوم منارة للعالم في العمل الإنساني والخيري.

وفي ختام كلمته، دعا الله، عزّ وجلّ، أن يحفظ الإمارات وقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي والمقيمين على أرضها الطيبة، وأن يديم عليها الأمن والأمان والتقدم والازدهار.
وفي نوفمبر 2018 وبتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تم إطلاق اسم الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، على طريق العين - دبي، ويعد هذا الطريق من أهم الطرق الحيوية في مدينة العين، كونه يربطها بإمارة دبي ويخدم العديد من المناطق المحاذية للطريق مثل منطقتي الهير والفقع ويتفرع منه الطريق المؤدي إلى إمارة الشارقة عبر منطقة الشويب وصولاً إلى منطقة المدام.
وتم تطوير هذا الطريق في عام 2010 على مرحلتين، شملت الأولى المسافة من منطقة الطوية وحتى منطقة مساكن بطول 23 كيلو متراً وتحتوي على ثلاث حارات لكل اتجاه، والمرحلة الثانية من منطقة مساكن وحتى منطقة الفقع بطول 42 كيلو متراً وتحتوي على 4 حارات لكل اتجاه، وذلك ليواكب التطور العمراني المتنامي في المدينة، وما يتطلبه من وجود طرق على أعلى مستوى.

وتم إنشاء هذا الطريق وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية ويستوعب ما يعادل 7000 مركبة في كل اتجاه في الساعة الواحدة، كما أنه يحتوي على 15 من نقاط الالتفاف والمخارج من جسور وأنفاق، إضافة إلى اللمسات الجمالية عبر الزراعة التجميلية من خلال التشجير على جانب الطريق وعند الأنفاق والجسور.
وراعى تصميم الطريق بشكل رئيسي عوامل السلامة من حيث الحواجز الجانبية وتخطيط الطريق وموانع مرور الحيوانات والإنارة وتتوفر به اللوحات الإرشادية التي توضح مداخل مدينة العين وأهم المناطق بها إلى جانب وجود الكثير من الخدمات بجانب الطريق من محطات تزود بالوقود والاستراحات.
وفي أغسطس 2020 وجه سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس أمناء جامعة أبوظبي بإطلاق اسم الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، على المبنى الجديد لحرم جامعة أبوظبي بمدينة العين، وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً على تعيينه ممثلاً للحاكم في العين.

وفي دورتها الرابعة عشرة في عام 2022، كرّمت جائزة خليفة الدولية للنخيل، الشيخ طحنون بن محمد، بصفته شخصية العام لدوره المؤثر في مجال زراعة النخيل، وإنتاج التمور، تقديراً وعرفاناً بما بذله من جهد جعل العين واحة النخيل المتميزة بأصنافها وواحتها وأفلاجها.
وقاد الشيخ طحنون بن محمد، جهوداً كبرى لتطوير مدينة العين وكان مرافقاً لكل مراحل نموها التي بدأت بتوجيهات المؤسس زايد، الذي صنع نهضة كبرى فيها وحول صحراءها إلى غابات خضراء وأحياءها المتناثرة إلى مناطق سكنية حديثة يضرب بها المثل اليوم في تطور البنى التحتية.

كما أشرف ميدانياً على كثير من المشروعات المتعلقة بالبنى التحتية والسياحية والصناعية في العين، وارتبط مع أهلها بروابط وثيقة وصلات لم تنقطع يوماً، حيث كان يشاركهم الأفراح والأتراح، وكان ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية شعلة نشاط وحيوية لكثير من الأعمال والإنجازات والمبادرات التي دفعت بمدينة العين لأن تحصد لقب ثاني أجمل مدن العالم.
وتحت إشرافه المباشر، انطلقت العين في مسيرة بناء مثلت ثورة معمارية في الأحياء السكنية والأنفاق والجسور والمرافق العامة والحدائق والمنشآت السياحية، إضافة إلى المستشفيات والمدارس وكافة الخدمات والطرق الداخلية والخارجية وفق تخطيط حديث ومتطور.

من أقواله في عيد الاتحاد ال 52:

الإمارات كتبت قصص نجاح عظيمة على مر السنين

دولتنا تسير بخطى ثابتة تضع المواطن على رأس أولوياتها

إنجازاتنا المحلية والعالمية تدعو إلى الفخر وتحمل المسؤولية

مسيرتنا ستحقق أهدافها المستقبلية وتواجه التحديات بعزيمة

نحقق الإنجازات والتفوق والتميز والريادة في جميع المجالات

الشيخ زايد والمؤسسون استطاعوا بحكمتهم توحيد الصفوف

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا