الارشيف / هو وهى / انا اصدق العلم

ماذا تقول أحدث الأبحاث عن تساقط الشعر وطرق إعادة نموه؟

تساقط الشعر مشكلة يعاني منها أغلب الأشخاص في حياتهم، ومع أن البعض يخففون من شأن المشكلة مشيرين إلى أنه مجرد شعر، فإن تساقط الشعر قد يكون له أثر سلبي كبير على من يصابون به، ونتيجةً لذلك، يبحث العلم منذ زمن عن طرق لعلاج تساقط الشعر.

قد يكون لتساقط الشعر أسباب كثيرة، مثل العوامل الوراثية والهرمونات والعمر والتوتر والعلاج الكيميائي، حتى أن تصفيف الشعر بطرق معينة قد يؤدي إلى تساقطه.

لتساقط الشعر تأثيرات مختلفة على المصابين به، فهو ليس مسألة جماليةً فقط، إذ أظهرت دراسة أُجريت عام 2021، أن من يعانون تساقط الشعر معرضون أيضًا للإصابة بالقلق والاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس، إضافةً إلى الانسحاب الاجتماعي ومن ثم قلة العمل، لذلك ليس من المستغرب بعد كل تلك الآثار أن يبحث الناس عن علاج لتساقط الشعر بكل الوسائل الممكنة.

العلاجات المنزلية:

إن أساليب إعادة إنماء الشعر والمدرجة تحت عنوان (اصنعوها في المنزل) ليست أمرًا مستحدثًا، لكن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي زاد في انتشارها، لكن هل هناك دليل علمي على فعاليتها بعيدًا عن مقاطع الفيديو التي لا تتجاوز 60 ثانية؟

ربما ظهرت لأغلبنا إعلانات زيت إكليل الجبل لعلاج تساقط الشعر عبر مقاطع الفيديو القصيرة، تزعم تلك الإعلانات أن ذلك الزيت يساعد في إعادة إنماء الشعر المفقود، لكن لا أبحاث كافية حاليًا لدعم تلك الفرضيات.

خَلَصت دراسة أُجريت عام 2022 أن استخدام جِلّ محتوٍ على زيت إكليل الجبل له تأثيرات معززة لنمو الشعر تشابه تأثيرات (المينوكسيديل)، وهو دواء يستخدم لعلاج تساقط الشعر الوراثي، لكن الدراسة أُجريت على الفئران بعد أن أُزيل فراؤها بكريم مزيل للشعر، ولم تُجرَ على البشر.

تساعد دراسات مثل هذه في تقييم سلامة العلاج المحتمل قبل تطبيقه على البشر، لكنها لا تؤكد فعالية زيت إكليل الجبل على البشر.

اختبرت دراسة أُجريت عام 2015 تأثير زيت إكليل الجبل مقارنةً بالمينوكسيديل، وادعت وجود إعادة نمو للشعر، لكن الدراسة طُبقت على 100 شخص فقط جميعهم كانوا يعانون تساقط شعر وراثيًا، لذلك لا يمكن تعميم النتائج على كل أنواع تساقط الشعر.

تشير الدكتور ميشيل وونغ من (Lab Muffin Beauty Science) إلى أن ملخص الدراسة التي أجريت عام 2015 يبدو واعدًا، لكن توجد عدة مشكلات في الدراسة ذاتها، مثل وجود أخطاء مطبعية وأخطاء في الحساب، إضافةً إلى قصر الدراسة نسبيًا فيما يتعلق بدورات نمو الشعر، والنسبة المنخفضة من المينوكسيديل المستخدم، ومقياس تقييم الاكتئاب المستخدم لتقييم تساقط الشعر.

الوخز بالإبر الدقيقة:

يُروّج للوخز بالإبر الدقيقة بأنه يساعد على علاج تساقط الشعر، وقد يُستخدم جنبًا إلى جنب مع زيت إكليل الجبل، لكن هل يستحق الأمر أن نغرس كل تلك الإبر الصغيرة في فروة الرأس؟

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن مع احتمال وجود بعض النتائج الواعدة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات كمًا ونوعًا لتأكيد تأثير تلك الإبر.

مثلًا، وجدت دراسة أُجريت عام 2021، أن الأدلة المتعلقة بتأثير الوخز بالإبر الدقيقة على تساقط الشعر محدودة جدًا، إذ إنها في معظم الدراسات كانت تُستخدم مع المينوكسيديل.

خَلَصت دراسة أخرى عام 2021، أنه مع وجود نتائج إيجابية عامةً لوخز الإبر الدقيقة لعلاج تساقط الشعر النمطي وتساقط الشعر الثعلبي -تساقط في الشعر ناتج من سبب مناعي ذاتي- فإن الكثير من البيانات كانت منخفضة الجودة.

يوصى بزيارة أطباء الجلد عند الرغبة بتجربة الوخز بالإبر الدقيقة أو عند الرغبة باستخدام أي جهاز طبي، إذ إن ثقب الجلد دون اتباع الخطوات المناسبة قد يؤدي إلى حدوث ضرر أو عدوى.

العلاجات السريرية:

تعود أول موافقة أمريكية على استخدام المينوكسيديل علاجًا لتساقط الشعر إلى عام 1988، ومع أن استخدامه الموصى به كان لعلاج تساقط الشعر لأسباب وراثية، فإنه انتشر حاليًا بوصفه علاجًا لكل أنواع تساقط الشعر، وانتشرت عمليات زراعة الشعر بوصفها أسلوبًا ناجحًا للعلاج، لكنها تُعد تدخلًا جراحيًا قد يكون مكلفًا، وظهرت أيضًا أساليب علاجية جديدة طُورت وتمت الموافقة عليها.

أول علاج للثعلبة البقعية الشديدة:

تمت الموافقة على هذا العلاج لأول مرة من قِبل وكالة المملكة المتحدة لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية عام ، وأصبح أخيرًا الخط الأول لعلاج الثعلبة البقعية الشديدة، ويُسمى (بارسيتينيب).

أُعطيت الموافقة بعد بياناتٍ لدراسات سريرية أظهرت أن الدواء كان أكثر فعاليةً من الدواء الوهمي المستخدم في الدراسة لعلاج تساقط الشعر، حتى أن التحسن استمر سنتين.

يؤخذ الدواء بالفم حبة واحدة يوميًا، ويعمل عبر تقليل الإنزيمات التي تسبب الالتهاب في الجريبات ومن ثم تساقط الشعر.

قد يكون الحمض النووي الريبوزي الميكروي علاجًا واعدًا:

حددت دراسة عام 2023 جزيئةً صغيرةً تسمى microRNA-205 أو miR-205 اختصارًا، بدت أنها تعزز إعادة نمو الشعر عند الفئران بتطرية الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر، ولوحظت هذه التأثيرات بسرعة نسبية عند كل من الفئران الكبيرة والصغيرة.

تجدر الإشارة إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات على البشر، وتقييم النتائج لتأكيد الفعالية والأمان، وجمع بيانات كافية للموافقة السريرية على استخدام هذا العلاج.

التغطية الباردة:

يعاني أغلب من يتعرضون للعلاج الكيميائي من تساقط الشعر، يقترح بعض المختصين التعرض لتبريد فروة الرأس أو ما يعرف بالتغطية الباردة لتخفيف تساقط الشعر. لا يؤثر هذا العلاج بالضرورة في كل المصابين، لكن دراسةً جديدةً حددت عوامل قد تجعل من التعرض للتغطية الباردة أكثر أو أقل نجاحًا، من هذه العوامل مدة ارتداء الغطاء وارتدائه بشكل صحيح، إضافةً إلى مداومة التعرض، ووجدت الدراسة أن نوع العلاج الكيميائي الذي يتعرض له المصاب قد يؤثر في فعالية التغطية الباردة، في حين لا يؤثر عِرق المريض أو خصائص شعره في الفعالية.

يشير مؤلفو الدراسة إلى وجود بعض القيود في النتائج، مثل عدم وجود مجموعة تحكم وقلة عدد المرضى الخاضعين للدراسة، وأغلبهم نساء يخضعن لعلاج سرطان الثدي من ذوات البشرة البيضاء غالبًا، لذلك لا يمكن تعميم نتائج الدراسة.

الخلاصة:

مع وجود العديد من العلاجات المنزلية، ومع كوننا نأمل اعتماد مزيد من العلاجات السريرية لتساقط الشعر، فإن من الضروري تحديد سبب التساقط قبل بدء البحث عن علاج معين وتطبيقه.

إن تساقط الشعر أمر معقد، وعلى الأرجح لن يكون العلاج مؤثرًا ما لم يستهدف السبب الرئيسي للتساقط، لذلك فإن الخطوة الأولى للعلاج هي الحصول على تشخيص طبي صحيح.

اقرأ أيضًا:

لماذا يسبب العلاج الكيميائي للسرطان تساقط الشعر؟

التستوستيرون وتساقط الشعر: هل توجد علاقة بين الصلع وهرمون الذكورة؟

ترجمة: ميس مرقبي

تدقيق: نور حمود

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا