توفي الي  رحمة الله تعالي الفقية الدستوري فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لدورات متعددة ووزير للتربية والتعليم لمدة عام  أو يزيد . جاءت وفاة الرجل العظيم مساء الجمعة وفي إحدي ليالي ليلة القدر الرمضانية ..

هذا الرجل قاد في حياته معارك متعددة من بينها معركة الغش الجماعي التي لا يعرفها أحد أو التي تواطئ الجميع علي دفنها .

القصة سجلتها صحيفة الجمهورية عام ١٩٨٣ .. في هذا العام تم إختياره وزيرا للتربية والتعليم في وزارة عاطف صدقي الأولي .

شهود الواقعة أحياء يرزقون وهم كاتب هذه الوقائع والأستاذ محفوظ الأنصاري رئيس تحرير الجمهورية آنذاك .

جاءنا الرجل بنفسه وطلب من رئيس التحرير عقد إجتماع لتوجيه نداء الي الأمة : أن الأمة تشهد فسادا مرعبا ، سوف يقض مضاجعها لسنوات أو قل لقرون ..

السبب في رأيه هو إنتشار ظاهرة الغش الجماعي في كل المدارس من الإبتدائي الي ثانوي . وربما إنتقل الي التعليم الجامعي . وقال إنه رصد بنفسه قيام بعض أولياء الأمور في مدارس المحافظات ،وهم يستأجرون سيارة ميكروفون . ويرابطوان عند كل مدرسة لإذاعة نص الإجابات علي الأسئلة .

وقد حاول بنفسه التنسيق مع أجهزة الحكم المحلي لمحاصرة الظاهرة .. للأسف لم يجد صدي لتوجهاته .

وعليه يريد أن يوجه نداءا من خلال صحيفة الجمهورية ، لعله يؤثر ويحشد الدولة وأولياء الأمور لمواجهة ظاهرة الغش الجماعي .

ونشرنا للرجل حوارا شاملا عن أهمية تطهير المنظومة التعليمية من ظاهرة الغش الجماعي ..

ونظما حملة صحفية لمواجهة الظاهرة علي أرض الواقع .. لكن الحملة لم تكتمل بسبب إختيار فتحي سرور رئيسا لمجلس الشعب ، وتولي الوزارة لشخصية لم تهتم كثيرا بتطهير النظام التعليمي .. الذي نعاني من تبعاته حتي الآن ..