الارشيف / عقارات / متر مربع

نجوميات محمد نجم : رجل يحب البلد والناس

نجوميات
رجل يحب البلد والناس!
محمد نجم

أعرف المهندس نادر رياض كرجل صناعة منذ فترة طويلة، لم نكن أصدقاء ولكن جمعتنا علاقة عمل لفترات متباعدة، وكان حريصا على إقامة إفطار رمضانى سنوى يدعو له معارفه القريبين من الصحفيين والإعلاميين، لما سماه “إفطار الأصدقاء” وكنت أحد المدعوين لهذا الإفطار ولسنوات طويلة، قبل أن يتوقف بسبب الكورونا!

ولكن طبيعته المتحفظة وكلامه القليل لم يكن يشجعنى لفتح حوار معه أو الاقتراب أكثر من عالمه الخاص، هذا مع علمى بأن له نشاط اجتماعى متعدد وأنه قدم خدمات جليلة للبلد وللعديد من الجمعيات الأهلية، وأنه لا يتأخر عن المساعدة فى الكوارث الطبيعية أو الظروف الطارئة مدفوعا بالشهامة المصرية والإخلاص للبلد ومواطنيها.

ومؤخرًا.. أهدانى نسخة من مذكراته التى صدرت فى كتاب أنيق وطباعة فاخرة عن المركز الإعلامى العربى، ضمن سلسلة “شخصيات من الزمن الجميل” وبدأت بتفحص الكتاب شكلا ومضمونا وعنوانا، وسرعان ما غصت فى قراءة المحتوى الذى أرّخ للبدايات، ومشوار الحياة
وما تحقق فيها.

ووجدت أننا أمام “قصة كفاح” مصرية.. وراءها طموح مشروع وعزيمة قوية وذكاء مصرى فطرى!
نعم إنه سليل عائلات كبيرة من ناحية الأب والأم، وإنه يسير على خطى جده المهندس رياض سلامة، ووالده المهندس نصحى، وشقيقه الأكبر المخرج وكاتب السيناريو ناجى رياض.. ولكنه تميز باختلاف البدايات والنهايات، فالجد والأب كانا موظفين فى السكة الحديد ومحطات مياه الشرب، وهو بدأ وما زال فى العمل الحُر من ورشة صغيرة فى شبرا إلى مجمع صناعى ضخم وشركات متنوعة ومتعددة، فضلا عن أنه أول من أدخل صناعة أدوات إطفاء الحريق فى بشكلها الحديث.

الغريب فى الموضوع أن تفوقه المهنى والعلمى والذى أوصله للدكتوراة وإقامة إمبراطورية صناعية متميزة، بدأ بإصابته وهو طالب فى المرحلة الثانوية بمرض غريب استدعى سفره إلى ألمانيا للعلاج، وهناك التحق بإحدى المدارس وتعلم الألمانية، ثم عاد بعد الشفاء للالتحاق بهندسة القاهرة – قسم الطيران – وعند التخرج لم يقبل بالوظيفة الميرى وعاد إلى ألمانيا لاستكمال الدراسة مع التدريب فى أحد المصانع المتخصصة.

وعاد من هناك ومعه عقد وكالة وشراكة مع أكبر الشركات الألمانية فى صناعة وحدات إطفاء الحرائق، وتمكن بجده واجتهاده خلال سنوات بسيطة من الاستحواذ على الشركة الأم، والتى أصبحت تابعة إداريًا وفنيًا للشركة المصرية والتى حملت ذات الاسم!

والمذكرات ممتعة فى قراءتها، جديدة فى محتواها، وتثبت أن “مصر ولاّدة” وأن أبناءها قادرون على التحدى والمواجهة، وأن السماء تنحاز إلى جانب القوم المكافحين، وأن الله لا يضيع جزاء من أحسن عملا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا