الارشيف / فيديو / صحيفة اليوم

لماذا؟


في مجلس لطيف جميل قيم الأحاديث، تحدثت الحاضرات عن أمور عديدة، ولمحت بين الأحاديث معنى لكلمة تكررت بفيض بألفاظ منوعة استعارتها من لغتنا الثرية، كانت تلك الكلمة مرتبطة بمعنى التأجيل، فالكل يتحدث عن خطط وآمال ومنهج في الحياة ويربطه بالغد بغض النظر عن قربه الذي لا يلتزم بمواعيد أو بعده الذي يسكن أمد قصي بعيد.
تابعت باهتمام حوارتهم، فهي منوعة تنبض بالحياة، فتلك تنوي أن تتعلم حرفة وستؤجل ذلك إلى بعد حين، وأخرى تود أن تتعلم لغة تعشقها ولكنها أجلتها لعام محدد يبعد عن عامنا بأعوام كثيرة، وثالثة تفكر بتغير نمط حياتها وحددت شهر قابل للتغير، وكثير كثير من خطط غاياتها وأفكارها منوعة قيمة فيها من التطلعات الشيء المبهر الجميل وكلها رغم روافدها الكثيرة تصب في محيط عنونته بـ»محيط التأجيل».
أفكار وغايات وتطلعات، آمال وقدرات ورغبات رغم وفرتها وألوان زهوتها وتباين أشكالها صبت في محيط التأجيل ذاك المحيط القاتم الذي يطفئ أضواء القدرات وبريق الرغبات وسنا الأمنيات ويساويها ويدفنها في عمق سحيق فيه تتساوى الأشياء ويعمها الظلام.
قلت لهن وأنا أتأمل لون حمرة الشاي التي أحاطها كوب من زجاج شفاف لا تراه ولكن ما بداخله يجعله يُورى، اليوم نعيش تلك الأفكار وتعيش بنا هذه الأفكار وقد يأتي كل ماحملتموه لذلك الغد وقد يغلق في وجهك الباب، فأنت كدست حمولك للغد وفاتك أن حياتك قد تستوعب تحميله اليوم، رشفة صاحبت لحظة توقف ثم قلت: تلك اللغة التي اخترتي تعلمها لماذا لا تبدئي بحروفها اليوم؟ وتلك الحرفة التي تنوين إتقانها لماذا لا تبحثين عن مراكز لتعلمها أو تصقلين بها ذاتك من اليوم؟ وحياتك التي تخططين أن تكون صحية لماذا لا تعدين منهجها في الحال وتتدرجين بالرياضة فتبدئين بالمشي لمدة نصف ساعة من اليوم؟ لماذا نظن أننا الآن نحن في لحظة توقف وتخطيط وسنبدأ الحياة في الغد؟
هدوء جميل وأحب أنا هذا النمط من الهدوء لأنني أعي أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة التي سيختار الأغلب أن تعصف بكلمة التأجيل.
@ALAmoudiSheika

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا