الارشيف / فيديو / صحيفة اليوم

أنظر إلى السماء..هل ترى البدر؟


بدرنا رحل، وهل هناك من ألم أكثر من انطفاء البدر؟ هل هناك أصعب من أن تنظر إلى السماء لتكتشف أن بدرها غاب؟ غاب؟! هل حقا غاب؟ يتكرر السؤال فيتردد شعره في الآفاق ثم تقرر أنه لم يرحل، هو يأتينا في كل زمان ووقت ويزرع الحب ليلا وصباحا: «لليل أحبك.. ما بقى في السما نور وإلى ضواني الليل.. للصبح أحبك» يموت إذا استحضر الصد والغرور.. التصوير الفني عند بدر لم يسبقه إليه أحد، يجعل من الكلمة نغمة في الوجدان والخاطر، «أبعتذر.. عن كل شيء.. إلا الهوى.. ما للهوى عندي عذر.. أبعتذر.. عن أي شي.. إلا الجراح.. ما للجراح إلا الصبر»
بدر بن عبدالمحسن يتمدد شعره على أبهى وأمضى ميزة للشعر ألا وهي «إثارة الشعور»، وإذا كان بعض الشعر يخاطب العقل لا المشاعر، فإن شعر البدر يخاطب الإثنين: «سافري كان يرضيك السفر جربي لو ورى ليلي صباح بدلي الرمل بأمواج البحر واتبعي الغيم تحملك الرياح»
القصيدة عند بدرنا تعبر عن فكرة رئيسية تدور حولها الأبيات إضافة إلى أفكار صغيرة، المعنى طريق هذا الأمير إلى قلوب المحبين، ترحل صرخته إلى أعماقهم: «وترحل صرختي تذبل في وادي لا صدى يوصل ولا باقي أنين زمان الصمت ياعمر الحزن والشكوه ياخطوه ماغدت تقوى.. على الخطوه» لم يلتفت إلى الشكل من قافية ووزن فيجعل نفسه سجينا له: «زحمة لكن ‏كلّ من في القهوة ربعي، ‏كلهم دمي و دمعي ‏ليه ما تجلس مكاني؟ ‏وهذا شوفي وهذا سمعي «البدر ظل «فوق هام السحب» طوال مدة كتابته للقصيدة، لم ينزل إلى «العادية» أبدا ولذلك أحبه الناس، صوره الفنية تظهر وكأنه «يفجر» اللغة فيكتشف فيها ينابيع وأنهارا وزهورا ملونة، هو يبتكر كلمات ومعان عميقة تُلبس قصائده لوحات لا تتكرر، يملك خيالا واسعا وثقافة تبدو واضحة في قصائده وحواراته.
عندما تقرأ بداية أي قصيدة للبدر فإنه يفاجئك بقصة ثم تتفرع هذه القصة إلى مسارات تبهرك وتضعك أمام لوحة بديعة، خسرنا بدر جسدا لكننا كسبنا أقماره التي يرددها الملايين في والعالم العربي، بدرشاعر عبقري ولذلك اكتسبت أنفاسه الشعرية عملقة أبدية.
نهاية.. «تاقف على طرف الهدب وماتلمحك عيني، ‏عاتبت أكيد إن العتب ما كان يعنيني ‏سلم أبرد السلام، وهذا ترى كل الكلام ‏اللي حصل بينك وبيني .. تخيّل» البدر الغائب. ‏
@karimalfaleh

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا