كتبت فاطمة خليل الأحد، 30 نوفمبر 2025 04:00 م أعلن فريق من الباحثين عن تقنية علاجية مبتكرة تعتمد على بخاخ أنفي نانوي قادر على الوصول مباشرة إلى الدماغ وتنشيط الجهاز المناعي لمهاجمة الأورام العدوانية، وعلى رأسها الورم الأرومي الدبقي (Glioblastoma) المعروف بصعوبة علاجه وارتفاع معدل الوفيات المرتبط به، وفقا لموقع تايمز ناو. هذه النتائج التي وصفت بأنها "تحول جذري في علاج سرطان الدماغ" جاءت من خلال دراسات ما قبل السريرية على الحيوانات، وتفتح الباب أمام أمل جديد للمرضى الذين لا تسعفهم العلاجات التقليدية غالبًا. ما هو ابتكار بخاخ الأنف لعلاج سرطان الدماغ؟ يعتمد العلاج الجديد على تكنولوجيا حديثة في الطب النانوي تُعرف باسم الأحماض النووية الكروية (Spherical Nucleic Acids)، وهي جزيئات نانوية دقيقة قادرة على نقل الدواء إلى مناطق يصعب الوصول إليها داخل الدماغ. وعلى عكس العلاجات التقليدية التي تواجه حاجزًا كبيرًا يتمثل في الحاجز الدموي الدماغي — وهو خط دفاع طبيعي يمنع معظم الأدوية من الدخول إلى الدماغ — فإن هذه الجسيمات النانوية تدخل من الأنف مباشرة عبر الأعصاب، خاصة العصب الشمي والعصب ثلاثي التوائم، لتصل إلى الورم دون المرور عبر الدورة الدموية. كيف يعمل بخاخ الأنف داخل الدماغ؟ بعد وصول الجزيئات النانوية إلى الدماغ، تبدأ العملية الأساسية: تنشيط مسار STING، وهو نظام إنذار طبيعي داخل الخلايا يفعّل الجهاز المناعي ويجعله يتعرف على الورم باعتباره جسمًا غريبًا يجب تدميره، هذا الأمر بالغ الأهمية لأن الورم الأرومي الدبقي عادةً ما يُعد "ورمًا باردًا" — أي أنه لا يُظهر أي علامات تثير الجهاز المناعي، مما يسمح له بالنمو سريعًا داخل الدماغ دون مقاومة. لكن باستخدام هذا البخاخ الأنفي: يزداد نشاط الخلايا المناعية تتعرف الخلايا التائية على الورم تبدأ عملية مهاجمة الخلايا السرطانية وقد تشكل مناعة طويلة الأمد ضد تكرار الورم في التجارب على الفئران، تمكن العلماء من تقليص الأورام بشكل كامل عند دمج العلاج الأنفي مع محفزات مناعية أخرى. لماذا يعتبر هذا العلاج واعدًا جدًا؟ هناك عدة أسباب تجعل العلماء يعتقدون أن هذه التقنية قد تغيّر مستقبل علاج سرطان الدماغ: 1. علاج غير جراحي لا حاجة لجراحات المخ الخطرة أو التدخلات المباشرة داخل الورم. 2. توصيل مباشر للدماغ يتجاوز الحاجز الدموي الدماغي، ما يزيد من فعالية وصول الدواء بنسبة عالية. 3. علاج مناعي آمن بدلًا من المكونات الكيميائية القاسية، يعتمد على تحفيز المناعة الطبيعية للجسم. 4. سهولة الاستخدام قطرات يمكن استخدامها في المنزل مستقبلاً إذا أثبتت فعاليتها وأمانها. 5. نتائج مبشرة في الدراسات على الحيوانات: جرعة واحدة أو جرعتان فقط كانتا كافيتين لتحقيق نتائج قوية اختفاء الأورام في العديد من الحالات توفير مناعة ضد عودة الورم لاحقًا ما حدود الدراسة حتى الآن؟ رغم النتائج المبشرة، يشدد العلماء على وجود نقاط يجب التعامل معها بحذر: لم تبدأ التجارب البشرية بعد لا تزال هناك أسئلة حول الآثار الجانبية طويلة المدى فعاليتها على البشر قد تختلف عن نتائج الحيوانات العلاج المناعي وحده قد يكون غير كافٍ لبعض أنواع الأورام من المحتمل دمج العلاج مع بروتوكولات أخرى لتعزيز الاستجابة المناعية ماذا يعني هذا مستقبلًا لمرضى سرطان الدماغ؟ إذا أثبتت التجارب السريرية نجاح هذا الابتكار، فقد تكون النتيجة: تغيير جذري في مفهوم علاج سرطان الدماغ الانتقال من العمليات الجراحية المعقدة إلى علاجات منزلية بسيطة تقليل الآثار الجانبية بشكل كبير تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة توفير خيارات علاجية جديدة لمرضى الورم الأرومي الدبقي الذي يُعد من أشد الأورام فتكًا ويأمل العلماء أن يتحول هذا العلاج إلى بروتوكول طبي واقعي خلال السنوات القادمة، ليمنح المرضى فرصة جديدة للحياة بعيدًا عن الألم والمعاناة.