تعود أول شراكة بين أرنبة وثعلب في تاريخ قسم شرطة زوتوبيا في فيلم Zootopia 2، بينما يحاول الثنائي مجدداً معالجة الظلم في النظام، والجشع، والفساد، ومواجهة العيوب الشخصية. المزيد عن هذا الموضوعالعرض الرسمي لفيلم Zootopia 2 تبدأ أحداث Zootopia 2 من النقطة التي انتهى عندها فيلم 2016 تقريباً، إذ تواصل الأرنبة الطموحة القادمة من الأرياف جودي هوبس (جينيفر غودوين) والثعلب المحتال نيك وايلد (جايسون بيتمان) الاحتفال بنجاحهما في حل أول قضية كبرى، واستعدادهما للقضية التالية. وعندما يصادفان وجود أول أفعى في زوتوبيا منذ عقود، يلتقي الثنائي بشخصيات محبوبة عائدة وأخرى جديدة من الثدييات، ليكتشفا أكثر مما توقّعا (بالطبع)! تُعد مراجعة أفلام في ظاهرها موجهة للأطفال أمر معقد. فمن جهةٍ أرتدي قبعة الناقد السينمائي وأحب ذلك، ومن جهة أخرى من السهل القول: "إنه فيلم للأطفال". وعلى السطح، يُعد Zootopia 2 فيلماً عن مجموعة من الحيوانات الكرتونية التي تحل الجرائم وتُلقي النكات وتتعلّم تقدير بعضها البعض، لكن وراء تلك الطفولية يكمن بُعد مظلم من النقد الاجتماعي يستحق أن يؤخذ على محمل الجد. ولهذا كنت مصمماً على اصطحاب أطفالي إلى العرض الصحفي ليُدلوا بآرائهم أيضاً. فعلى سبيل المثال، أرى أن الأسلوب الفني في الفيلم بديع. يستخدم أسلوب الرسوم المتحركة اللوحة اللونية نفسها من الفيلم الأول، لكن الأراضي الجديدة والإضاءة الأكثر طموحاً منحت فريق الرسوم فرصة لعرض ما يقرب من عشرة أعوام من التطور التقني. وفي المقابل قالت ابنتي البالغة من العمر 11 عاماً: "كان الجزء المفضل لدي عندما تسللا إلى الحفل. كان الأمر مضحكاً لأنهما كانا في المنطقة المجمدة، لكن جودي كانت ترتدي فستاناً دون أكمام ولم تكن تشعر بالبرد، وأظن أن أجزاء من ذلك المنزل كانت مصنوعة من الجليد". لذا نقطة إضافية لتصميم ديكور مشهد الحفل وأجزاء المنزل الجليدية. لكن المشهد الذي تتحدث عنه ابنتي هو صورة مصغّرة مشوقة لما يجعل عالم Zootopia يعمل بأفضل صورة. فهناك تبادل لطيف وطريف بين بطليْنا المختلفيْن، كما يتضح إدراك صنّاع الفيلم لكيفية بناء التشويق في قصة تحقيق. والآكشن متقن أيضاً، إذ يُمهد لكل حركة ويعطي شعوراً مرضياً بصرياً، بينما تتحول النكات الصغيرة في بداية المشهد إلى ختاماته. إن مشهد التسلل إلى قصر ثلجي في إطار تحقيق غير رسمي، ثم الهروب منه في مشهد آكشن يجمع بين الروعة والطرافة، يُذكّر بأجواء جيمس كاميرون وفيلم True Lies. وبالرغم من أن جودي هوبس لم تكن تشعر بالبرد في ذلك الفستان، فقد لاقى المشهد صدى لدى ابنتي البالغة من العمر 11 عاماً أيضاً. مستوى الجودة هذا في أساسيات صناعة الفيلم كان حاضراً في Zootopia عام 2016 أيضاً، لكن ما يُتقنه الفيلمان معاً هو كثافة التلاعبات اللغوية بالأمور المتعلقة بالحيوانات. فكل شبر من هذا الفيلم مغطى بنكات ذكية عن الحيوانات، مثل أن المحققين الكبشين يحملان أسماء أجبان مصنوعة من الماعز، أو أن شركة تقديم الطعام تُسمى "A-Moose Bouche". ومن الصعب ألا تنجذب لهذا النوع من التفاصيل عندما يكون موجوداً بهذه الكثافة في Zootopia 2، وأنا واثق من أن هناك آلاف النكات التي فاتتني. كما يتقدم Zootopia 2 بوتيرة ممتعة جداً، إذ تتحرك كل من الحبكة ومشاهد الآكشن بإيقاع ممتاز باستثناء جزء واحد يتوقف فيه الفيلم فجأة ليقدّم قدراً كبيراً من الشرح. هناك مشهد بينما يبدأ الفيلم في التوجه نحو نهايته، يتم فيه شرح محور الفيلم بإفراط، وفي لحظة جعلتني أنظر إلى ساعتي، يتم سرد خطوات الخطة التي ستُنقذ الموقف وسط فلاشباكات ضبابية توضح ما يجب أن يحدث في العشرين أو الثلاثين دقيقة الأخيرة من الفيلم. الخطة التي لدى جودي ونيك وحلفائهما الجدد واضحة تماماً، كانت منطقية بالفعل قبل أن يتم حشرها مرة أخرى بهذا المشهد. لكن الإصرار الذي تم به شرح كل شيء جعلني أفكر أنّني ربما فوّت شيئاً ما. إنّه جزء لم تكن هناك حاجة فعلية لوجوده بالسيناريو لأن الرحلة التي يخوضها الفصل الأخير من الفيلم واضحة تماماً عند النظر إليها لاحقاً. ومثل الفيلم الأول، يغوص Zootopia 2 مباشرة في قضايا ثقيلة للغاية. العنصرية والتحامل في الواجهة مرة أخرى في هذا الفيلم، مع إضافة طبقة جديدة تتعلق بالسرقة المتوارثة عبر الأجيال. يقدّم الجزء الثاني عائلة شديدة الوضوح في فسادها من فصيلة الوشق التي تسيطر على المدينة لعقود، وثعباناً منفياً يحاول استعادة اسمه الجيد، وحصاناً كان نجماً سينمائياً سابقاً وأصبح عمدة، ويؤدي صوته باتريك واربورتون. هذه الشخصيات الجديدة، وأصحاب الأصوات الذين يؤدونها، وهم كي هوي كوان وديفيد ستراثيرن وآندي سامبرغ على وجه الخصوص، ممتعون للغاية رغم أنّ الفيلم لم يترك مساحة كبيرة للشخصيات الداعمة العائدة، مثل الفهد الغبي المحبوب محبّ الدونات كلاوهاوزر (نايت تورانس). ومع أنّ هذه الشخصيات الجديدة مرسومة جيداً وتندمج بسهولة في الأداء الطبيعي والمتعاطف الذي يقدمه الطاقم العائد، فإنها لا تلقي بالضرورة ضوءاً جديداً على الموضوعات التي يسلّط الكتّاب الضوء عليها مجدداً. مرة أخرى، ومع وفرة من القضايا الاجتماعية مثل الفساد، والتحامل المؤسسي، ومحو الثقافة، وتحول الأكاذيب القديمة إلى حقيقة حالية، وحتى الضغط غير العادل على الرائدات كي يكنّ مثاليات لئلا يفسدن الفرص لمن يرغب في السير على خطاهن، ربما يحاول Zootopia 2 التعامل مع عدد كبير جداً من الموضوعات المهمة داخل تشكيلته الواسعة من الشخصيات. يحدث الكثير في هذا الفيلم لدرجة أنّ لحظات معينة تبدو وكأنها تشير إلى هذه القضايا فقط بدلاً من التعمق في أي منها بصورة كافية. Zootopia 2 يمكن أن يكون مظلماً بشكل مفاجئ أحياناً. الجزء الثاني، مثل سابقه، يضاعف تركيزه على رغبة جودي في إحداث التغيير. تريد هوبس، أكثر من أي شيء آخر، أن تُحدث فارقاً، وتعرف الحقيقة الصعبة بأن الأمور لن تتغير أبداً ما لم ينهض أحد ويحاول تغييرها. هذا الاعتقاد هو الفارق الجوهري بينها وبين شريكها الثعلب، وهو أيضاً قلب هذه القصة. إنّه منظور مفعم بالأمل إلى حد السذاجة أحياناً. وهو ليس بالضرورة رسالة أصدقها في كل وقت، خصوصاً في فيلم تظهر فيه الشرطة وهي تنفذ أوامر فاسدة وتداهم جزءاً مهمّشاً من المدينة، وهي مشاهد ربما أصبحت أكثر درامية مما كان مقصوداً في ضوء الأحداث الجارية. ومن الغريب أنّ هذه أيضاً نقطة تشابه أخرى بين Zootopia 2 والفيلم الأول: يمكن أن يكون مظلماً بشكل مفاجئ أحياناً. لذا ربما لا يستخرج Zootopia 2 الأعماق الكاملة للقضايا التي يطرحها حول المجتمع، وربما يبسّط الإجابات من أجل إنهاء القصة بشكل مرتب وملائم للأطفال، لكنه يطرح أسئلة مهمة تستحق النقاش. واستناداً إلى ردود أفعال الأطفال، والمحادثات التي أجريناها بعد الفيلم، فقد وصلت جميع المشاعر الصحيحة. إن التعاطف والرحمة والعدالة ليست أبداً أمراً سيئاً، وZootopia 2 وجد طريقة لجعل "كلها، أظن" تترك صداها لدى الأطفال. - ترجمة ديما مهنا يجلب Zootopia 2 آكشن حل الجريمة بالرسوم المتحركة والنكات الطريفة حول الحيوانات نفسها التي كانت في نسخة 2016 مع طاقم جديد مميز من الحلفاء والأشرار لبطلينا غير المتوافقين جودي هوپس ونِك وايلد. ويطور الجزء الجديد أجواءه الرائعة من العالم النابض بالألوان للفيلم الأصلي، وبالرغم من أنّ الفيلم لربما يتناول أكثر مما يستطيع معالجته من ناحية المواضيع، إلا أنّ Zootopia 2، مثل بطلته الأرنبة الشرطية، يشارك أملاً بأنّ الأمور يمكن أن تتغير دائماً.