منذ بداية ولاية الرئيس "دونالد ترامب" الثانية، وهو يسعى إلى السيطرة على الاحتياطي الفيدرالي لتنفيذ نهجه المتمثل في خفض الفائدة، لكن لم يمكنه رئيس البنك الحالي "جيروم باول" من ذلك رغم موجة الانتقادات والتوبيخ التي واجهها سواء من رئيس البلاد أو مسؤولي إدارته، والآن حان الوقت لاختيار بديل له. اختيار "باول" المرة الأخيرة التي اختار فيها "ترامب" رئيسًا للفيدرالي كانت في نوفمبر 2017 عندما اختار "باول" - الذي أعاد تعيينه الرئيس السابق "جو بايدن" - لتنتهي ولايته الحالية في مايو 2026، والآن ومع استعداد البنك لعقد اجتماع السياسة النقدية الأخير هذا العام، أصبحت الأسواق تترقب أيضًا قرار اختيار الرئيس الجديد للبنك، وبمجرد أن يعلن "ترامب" مرشحه سيخضع القرار للتأكيد من قبل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون. اختيار حاسم تنبع أهمية هذا القرار من الدور الحاسم للمنصب، إذ يساعد رئيس الفيدرالي في الإشراف على تنظيم البنوك والمؤسسات المالية الأخرى إلى جانب دوره الأبرز في تحديد السياسة النقدية والتوقعات الاقتصادية، كما أن تصريحاته تحرك الأسواق في غضون دقائق. قائمة مختصرة حدد "ترامب" قائمة بخمسة مرشحين نهائيين لخلافة "باول" تضم عضوي مجلس محافظي البنك "كريس والر" و"ميشيل بومان"، والمسؤول السابق "كيفن وارش"، ومدير مركز الأبحاث الوطني والمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض "كيفن هاسيت"، و"ريك ريدر" رئيس قسم الدخل الثابت لدى "بلاك روك". عقد المقابلات قاد وزير الخزانة "سكوت بيسنت" عملية إجراء المقابلات مع المرشحين المحتملين، رغم أن "ترامب" أكد مرتين أنه لا يزال منحازًا لاختيار "بيسنت" نفسه للمنصب، لكنه رغم ذلك ليس ضمن المرشحين بشكل رسمي، وأوضح أن قرار التعيين بشأن الرئيس الجديد للبنك قد يعلن قبل الكريسماس. من المرشحون المحتملون لرئاسة الفيدرالي؟ المرشح التوضيح كيفن هاسيت لديه علاقة وثيقة مع الرئيس لأنه يقدم له المشورة بشأن السياسة الاقتصادية، إلى جانب دوره في إدارة "ترامب" السابقة.صرح "هاسيت" – البالغ من العمر 63 عامًا - مؤخرًا بأنه يولي أولوية قصوى لاستقلالية الفيدرالي وتنفيذ سياسات نقدية سليمة وموائمة لأسعار الفائدة مع الظروف الاقتصادية.يتفق مع "ترامب" في أن الفائدة يجب أن تكون أقل كثيرًا، وأنه سيكون من الخطأ التوقف عن خفضها في ديسمبر، وأوضح أنه سيكون سعيدًا بتولي منصب الرئيس القادم للاحتياطي الفيدرالي حال اختياره. كريس والر "والر" – البالغ من العمر 66 عامًا - عضو بالفعل بمجلس إدارة البنك تم ترشيحه من قبل "ترامب" في يناير 2020.وتتوافق آراؤه مع توجه الرئيس، وهو الأول بين مسؤولي البنك الذي دعا إلى خفض الفائدة في يوليو، كما يدعم الخفض في ديسمبر، رغم قلقه بشأن ضعف سوق العمل. ميشيل بومان عضوة حالية بمجلس محافظي الفيدرالي عينها "ترامب" في ولايته الأولى، وتوقعت "بومان" – البالغة من العمر 54 عامًا - ثلاثة تخفيضات للفائدة هذا العام، لذلك قد تؤيد الخفض في اجتماع هذا الشهر. كيفن وارش شغل "وارش" – البالغ من العمر 55 عامًا- منصب محافظ الاحتياطي الفيدرالي من عام 2006 إلى عام 2011، ولديه خبرة واسعة في إدارة شؤون البنك المركزي. وانتقد "باول" من قبل لاتخاذه قرارات غير حكيمة منها تجاهله استمرار التضخم بعد الجائحة. ريك ريدر" هو رئيس قسم أدوات الدخل الثابت لدى شركة إدارة الأصول "بلاك روك"، وعضو اللجنة الاستشارية الاستثمارية في الأسواق المالية التابعة للاحتياطي الفيدرالي. ويرى أن على الفيدرالي خفض الفائدة في ديسمبر. اعتبارات سياسية في ظل المخاوف من أن يكون الولاء للرئيس هو العامل الرئيسي في اختيار المرشح المحتمل لقيادة الفيدرالي، أكد البيت الأبيض التزام "ترامب" بترشيح أفضل الأفراد وأكثرهم تأهيلاً للمؤسسات العامة الرئيسية بما يشمل البنك المركزي. هل حسم الأمر؟ أعلن "ترامب" أنه اتخذ قرارا بشأن الرئيس الجديد للبنك المركزي، قائلاً للصحفيين في البيت الأبيض: أتمنى أن يعين هذا الشخص في المنصب على الفور، لكن البعض يعيقني، وحسبما ذكرت "بلومبرج" الأسبوع الماضي يعتبر "هاسيت" المرشح الأوفر حظًا لخلافة "باول"، لكن عندما سئل الرئيس عن ذلك أمس ابتسم قائلاً: لن أخبركم، سنعلن ذلك. من المرشح الأوفر حظًا لخلافة "باول"؟ المحلل/المسؤول التوضيح "ستيفن مور" كبير المستشارين الاقتصاديين السابقين لـ "ترامب" يرى أن السباق على رئاسة الفيدرالي عبارة عن منافسة ثلاثية بين "وارش و"هاسيت" و"بيسنت" الذي يعتقد أنه لن يرفض ترشيح الرئيس حال اختاره. جاريت سيبرغ" المحلل لدى "تي دي كوين" TD Cowen يعتقد أن "وارش" هو الأوفر حظًا، على الرغم من أن احتمالية تعيين "هاسيت" قوية أيضًا نظرًا لتواصله المتكرر مع الرئيس كمستشار. "ديفيد بيكورث" الباحث بمركز "ميركاتوس" بجامعة "جورج ماسون" يبحث "ترامب" عن الولاء، وعن شخص يثق به لدعم مساعيه لخفض الفائدة، ويرجح أن يكون "والر" هو الخيار الأمثل نفوذ ترامب مع استبدال "باول" سيمنح ذلك المعينين من قبل "ترامب" بمجلس إدارة الفيدرالي أغلبية - بما يشمل "ستيفن ميران" و"والر" و"بومان" من ولاية "ترامب" الأولى - ولن يقتصر دورهم على تحديد اتجاه الفائدة فحسب، بل سيمتد إلى مدى دعم المجلس لرغبة الرئيس في تثبيت الفائدة حتى لو ظل التضخم مرتفعًا والنمو قويًا. الخلاصة يبحث "ترامب" بين المرشحين المحتملين على حليف مقرب يثق به للهيمنة على البنك المركزي وتنفيذ نهجه في خفض الفائدة والذي لم يمكنه رئيس البنك الحالي من تحقيقه منذ بداية هذا العام، فمن وجهة نظرك.. من المرشح الأوفر حظًا لخلافة "باول"؟ المصادر: أرقام – معهد جورج تاون للسياسة والخدمة العامة – فوكس نيوز – ياهو فاينانس - بلاك روك - بلومبرج – يو إس إيه توداي