عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

محمد بن زايد وضع حجر الأساس للأخوة الإنسانية

منذ أكثر من 5 سنوات وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حجر الأساس للأخوة الإنسانية في العالم، عبر دعوة وجهها سموه لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبابا الكنيسة الكاثوليكية وقتها الراحل البابا فرنسيس، للمشاركة في لقاء عالمي للحوار بين الأديان حول موضوع الأخوة الإنسانية، ومن خلال اللقاء تم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التي تعد واحدةً من أهم ثمار الحوار الديني في العصر الحديث. 
اليوم تحت قيادة سموه، أصبحت نموذجاً رائداً وحضارياً، في نشر مفاهيم التسامح والتلاحم المجتمعي، حيث إن الدولة تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات والأعراق والثقافات، في حين يحظى الجميع فيها برعاية واهتمام قيادة وشعب الإمارات، مشكلين ركناً رئيسياً في المشهد التنموي الشامل والمستدام الذي تشهده الدولة في جميع المجالات، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من النسيج المجتمعي للدولة. 
تلبية للدعوة
وكانت الزيارة الرسمية والتاريخية، التي قام بها بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس إلى الدولة، لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، خلال الفترة من 3 إلى 5 من شهر فبراير/ شباط 2019، تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأولى لشبه الجزيرة العربية، حيث قال الفاتيكان، حينها عبر موقعه الإلكتروني: «إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمشاركة في لقاء عالمي للحوار بين الأديان حول موضوع الأخوة الإنسانية». 
وقال حينها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «يسعدنا في دولة الإمارات الترحيب بزيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي يعد رمزاً عالمياً من رموز السلام والتسامح وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية».
وتابع سموه: «نتطلع إلى زيارة تاريخية ننشد عبرها تعظيم فرص الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب، وازدهار السلام غاية تتحقق بالتآلف وتقبل الآخر». 
مؤتمر الأخوة
وفي فبراير/ شباط 2019، استضافت دولة الإمارات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، كما يهدف إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف، وتزامن المؤتمر مع الزيارة المشتركة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس. 
بنود الوثيقة
وأكدت الوثيقة على 12 بنداً منها: أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، أن الحرية حق لكل إنسان: اعتقاداً وفكراً وتعبيراً وممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة، يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها، أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءاً كبيراً من البشر.
أبرز النتائج
وحقق توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية العديد من النتائج المثمرة، وتستعرض «الخليج» أبرز 7 نتائج منها وهي: عقد «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية»، إطلاق «جائزة زايد للأخوة الإنسانية»، وتأسيس «صندوق زايد العالمي للتعايش»، وتدشين «جدارية الأديان» التي تتضمن سلسلة تاريخية عن دور العبادة لغير المسلمين في الإمارة، والبالغ عددها 23 دار عبادة مرخصة، وتدشين «بيت العائلة الإبراهيمية»، إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عن اعتماد الرابع من فبراير/ شباط اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، إطلاق فعاليات «القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية» بهدف دعوة قادة الأديان والشرائع حول العالم للجلوس معاً للمناقشة والحوار حول التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية من أجل مستقبل أكثر أمناً وسلاماً يضم الجميع. 
«جائزة زايد للأخوة الإنسانية»
وتحت رعاية صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تأسست جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة عام 2019 أثناء القمة التاريخية بين فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، في أبوظبي في 4 فبراير/ شباط 2019 لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، وتكرم الجائزة الأفراد والكيانات الذين يجسدون قيم الأخوة الإنسانية، وتهدف الجائزة إلى دعم وتعزيز التعايش السلمي على كافة المستويات. 
وفي العام الجاري 2025 تم تكريم كل من: ميا موتلي وهي ثامن رئيس وزراء لبربادوس وأول امرأة تشغل هذا المنصب الرفيع، وطوال حياتها المهنية، دافعت عن قضايا الدول الأكثر عرضة للآثار الضارة لتغير المناخ، وبصفتها مدافعة عن المناخ، فهي معروفة على نطاق واسع بالتزامها الثابت بإيصال أصوات الدول الجزرية الصغيرة النامية، وتعهدت بتحقيق 100% من المتجددة بحلول عام 2030، ولتحقيق هذا الهدف، تستثمر إدارتها في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة للحد من اعتماد الجزيرة على الوقود الأحفوري. 
كما فاز المطبخ العالمي المركزي (WCK) منظمة خيرية مدنية غير ربحية وغير حكومية، تعمل على توزيع الطعام والمساعدات الغذائية على المنكوبين حول العالم، أسسها الطباخ الإسباني الشيف خوسي أندريس في عام 2010، وتم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2024 وهو الحائز على ميدالية الحرية الرئاسية الأمريكية لعام 2025.
«صندوق زايد»
وامتداداً لوثيقة الأخوة الإنسانية، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتأسيس «صندوق زايد العالمي للتعايش» بهدف دعم الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي والتآخي الإنساني بين الأفراد والشعوب. 
وجاء الصندوق امتداداً لوثيقة الأخوة الإنسانية، التي تعد حدثاً حضارياً فريداً في تاريخ الأديان والشعوب، حيث احتوت على مجموعة من المبادئ الإنسانية التي دعا الرمزان الكبيران العالم للتحلي بها ووجها من خلالها دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة.
ويدعم الصندوق مبادرات عالمية تستقي نهجها من الوثيقة لتوسيع قاعدة المشتركات الإنسانية ونشر ثقافة السلام والتسامح في مختلف بقاع العالم، فضلاً عن دعم جهود تطوير المناهج التعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وغرسها في نفوس الطلبة والناشئة كما سيخصص منحاً دراسية لطلبة الدراسات العليا لحثهم على إجراء البحوث العلمية في المبادئ الواردة في الوثيقة، ومنحاً مالية للمشاريع والمبادرات التي تعمل على نشر قيم السلام والتعايش بين الشعوب وتسهم في حل النزاعات حول العالم وتشجع على نبذ العنف والتطرف والكراهية.
«جدارية الأديان»
وتحتضن العاصمة أبوظبي «جدارية الأديان» التي تتضمن سلسلة تاريخية عن دور العبادة لغير المسلمين في الإمارة، والبالغ عددها 23 دار عبادة مرخصة، وتتضمن الجدارية تاريخ دور العبادة لغير المسلمين المرخصة في إمارة أبوظبي، والتي قامت دائرة تنمية المجتمع بالإمارة بترخيصها وفق القوانين والنظم المعمول بها، وتمثل الجدارية تاريخ التنوع الديني، والذي يثبت للعالم أجمع حرص دولة الإمارات، قيادة وشعباً على ترسيخ مبادئ الأخوة والترابط والتعاضد، التي غرسها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في قلوبنا وأفكارنا جميعاً، ومنذ تأسيسها وقيام الاتحاد، عملت دولة الإمارات على إرساء مفاهيم التلاحم والتعايش المجتمعي، كما حرصت على احترام وتعزيز التعددية الثقافية، حيث باتت اليوم موطناً آمناً لجميع المقيمين على أرضها. 
العائلة الإبراهيمية
وضمن إحدى المبادرات الأولى، التي دعت إليها وثيقة الأخوة الإنسانية، تم تدشين «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي ليكون منارة جديدة للحوار والمعرفة، وصرحاً ثقافياً ضمن منطقة السعديات الثقافية، ويضم البيت ثلاث دور عبادة، هي مسجد الإمام أحمد الطيب وكنيسة قداسة البابا فرنسيس، وكنيس موسى بن ميمون، إضافة إلى مساحات مشتركة للتلاقي والحوار.
ويعكس بيت العائلة الإبراهيمية، رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة وقيمها لتلاقي الإنسانية وحوار الثقافات، والتنوع الذي تتسم به دولة الإمارات، مكرساً جهوده لتعزيز التعايش السلمي للأجيال القادمة، ومستلهماً مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها قداسة البابا (فرنسيس)، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019، وافتتح بيت العائلة الإبراهيمية في وقت سابق، المركز الجديد للتعلم والحوار وأداء الشعائر الدينية بمنطقة السعديات الثقافية في أبوظبي. 
ويضم بيت العائلة الإبراهيمية، دور عبادة ثلاثاً، صمّمها المهندس المعماري العالمي السير ديفيد أدجايي، جميعها تسع 822 مصلياً وهي: مسجداً تبلغ طاقته الاستيعابية 322 شخصاً وكنيسة تسع 300 شخص، وكنيساً يسع 200 شخص، متساوية الأحجام والمكانة في رمزية تعكس الديانات الثلاث على اختلافها، يتخذ كل مبنى شكل مكعب يبلغ عمقه 30 متراً وعرضه 30 متراً وارتفاعه 30 متراً، ويرحّب بيت العائلة الإبراهيمية بالزوار من جميع أفراد المجتمع في دور العبادة الثلاث المسجد والكنيسة والكنيس، واعتباراً من 1 مارس/ آذار ، بإمكان الزوار حجز الجولات الإرشادية مصحوبة بمرشدين، والتي يمكن حجزها عبر الموقع الإلكتروني. 
المجتمع الدولي
وضمن نتائج توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.. استجاب المجتمع الدولي، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن اعتماد الرابع من فبراير/ شباط اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، وهو اليوم الذي اقترحته دولة الإمارات، الأمر الذي يدل على المكانة التي وصلت إليها بفضل توجهات القيادة الحكيمة، حيث أصبحت المرجع والنموذج في ترسيخ قيم السلام والتسامح والمحبة في العالم، وهو انعكاس للتأثير الإيجابي لمساعي دولة الإمارات لتعزيز الأخوة الإنسانية، ولا شك في أن ذلك ساهم في زيادة الوعي بالقيم المشتركة بين جميع البشر، وأن التسامح والتعددية والاحترام المتبادل وتنوع الأديان والمعتقدات عوامل تعزز الأخوة الإنسانية. 
قمة التسامح
وفي إطار احتفال دولة الإمارات باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، عقدت العام الماضي «القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية» بهدف دعوة قادة الأديان والشرائع حول العالم للجلوس معاً للمناقشة والحوار حول التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية من أجل مستقبل أكثر أمناً وسلاماً يضم الجميع، وهو دأب إمارات «زايد الخير» دائماً، والتي تسعى لتعزيز القيم الإنسانية في جميع المحافل الدولية، فضلاً عن تعزيز الجهود الدولية من أجل الإنسانية إقليمياً وعالمياً من خلال أربعة محاور رئيسية وهي الإيمان والسلام والكوكب، والتنوع، إلى جانب أنه يحمل رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي حول جهود الإمارات لتعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية محلياً وعالمياً بالتعاون مع كافة الأشقاء والأصدقاء حول العالم.
عام التسامح
وبمناسبة إعلان دولة الإمارات عام 2019 عاماً للتسامح، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في ذلك الوقت: إن دولة الإمارات هي عنوان التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، مؤكداً سموه أهمية الدور الذي تؤديه دولة الإمارات في ترسيخ ونشر مفاهيم وقيم التسامح والتعايش والسلام لدى مختلف شعوب العالم.
وأكد سموه، أن المجتمعات التي تؤسس على قيم ومبادئ التسامح والمحبة والتعايش هي التي تستطيع تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية بجميع جوانبها وترتقي بطموحات وإنجازات أوطانها في مسيرتها نحو المستقبل.
وأضاف سموه أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رسخ مكانة دولة الإمارات نموذجاً عالمياً للتسامح والتعايش والتعاون، وحرص على غرس هذه القيم العظيمة لدى أبناء شعبه الذين يجسدون معانيها الإنسانية بكل رقي وتحضر في دولة الإمارات وخارجها، وإن النموذج الإماراتي في التسامح يرتكز على قيم حب الخير للجميع والتآلف والتعاون والعطاء والمساواة بين البشر جميعاً.
المهرجان الوطني للتسامح
انطلقت خلال نوفمبر 2024 فعاليات وأنشطة الدورة السادسة للمهرجان الوطني للتسامح الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش سنوياً في إطار احتفالات الإمارات باليوم العالمي للتسامح، برعاية وحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان التسامح والتعايش.
وبدأ المهرجان، بملتقى الحكومة حاضنة للتسامح، بمشاركة 14 مؤسسة وهيئة محلية بالظفرة، وانطلق المنتدى الدولي الأول للحوار الديني والحضاري ببيت العائلة الإبراهيمية بالتعاون بين الإمارات والنمسا، كما انطلقت الأنشطة الجماهيرية والفنية والتراثية في حديقة أم الإمارات، وشهد المهرجان مشاركة كوريا الجنوبية ضيف شرف المهرجان، حيث يتم افتتاح حدائق التسامح بمشاركة كورية بارزة.
وافتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، درب التسامح من خلال قيادته لمسيرة التسامح بمشاركة فئات المجتمع كافة.ومن الأمثلة العملية لروح التسامح، التي تتمتع بها دولة الإمارات، توجيه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق اسم مريم أم عيسى «عليهما السلام» على مسجد الشيخ محمد بن زايد بمنطقة المشرف في أبوظبي، وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات والتي حثنا عليها ديننا الحنيف والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا