محمد بن ثعلوب الدرعي

في مثل هذا التوقيت الذي تتداخل فيه حسابات المنافسة على صعيد البطولات المحلية والخارجية، تخوض الأندية تحدياً كبيراً يتمثل في عملية التوازن بين ما هو محلي مهم وخارجي أهم، ومن هذا المنطلق كانت الجولة المنتهية هذا الأسبوع على مستوى المسابقات المحلية في الدوريات الكبرى، بهيئة مختلفة قياساً بالجولات الماضية، خاصة بالنسبة للأندية التي تعثرت في دوري الأبطال، والتي كانت أمام تحد صعب متمثل في تحقيق نتيجة إيجابية تسهم في عملية التعافي.

وكذلك الحال بالنسبة للأندية التي سجلت تفوقاً في دوري أبطال أوروبا، والتي كانت مطالبة بمواصلة التفوق والتميز محلياً، ولعل أبرزها قمة البريميرليغ التي جمعت بين متصدر الدوري أرسنال ومضيفه تشيلسي، وكلاهما حقق العلامة الكاملة خارجياً الأسبوع الماضي في دوري الأبطال، والمطالبة بتحقيق الفوز في ديربي لندن كان هدفاً مشتركاً، خاصة وأن القمة تجمع بين متصدر الدوري والوصيف، والتي انتهت بالتعادل بعد مباراة مثيرة ولكنها في المقابل أوقفت انطلاقة أرسنال المحلية وتقلص الفارق إلى 5 نقاط مع السيتي الذي استعاد مركز الوصافة، فيما تراجع تشيلسي للمركز الثالث بفارق نقطة عن السيتي و6 نقاط عن أرسنال.

في الدوري الألماني لم يختلف الوضع كثيراً حيث تعرض بايرن ميونيخ، الذي تلقى هزيمة قاسية أمام أرسنال وهي الأولى للفريق البافاري هذا الموسم بعد سلسلة قياسية من عدم الخسارة، لحرج شديد في الدوري المحلي، عندما وجد نفسه متأخراً أمام سانت باولي في أول 6 دقائق من المباراة، قبل أن ينجح في حسم الأمور ليحافظ البايرن على سجله الخال من الهزائم محلياً، برشلونة وجد نفسه في ذات الموقف حيث عانى كثيراً أمام ألافيس، وكان الفريق قد تعرض لخسارة مؤلمة في الشامبيونزليغ أمام تشيلسي بهدفين، الأمر الذي تسبب في تعقد موقفه في سباق المنافسة أوروبياً، وحتى لا تتأزم الأمور محلياً أيضاً كانت مباراته أمام ألافيس في غاية الأهمية، وهذا ما اتضح على أرض الواقع عندما وجد صعوبة كبيرة في اجتياز ضيفه الذي يحتل المركز14.

آخر الكلام

مع دخول المسابقات المحلية من جهة والخارجية من جهة أخرى لمراحل تحديد المصير بالنسبة للمنافسة، أصبحت عملية إحداث التوازن بين المنافسة المحلية والخارجية تحدياً من نوع خاص، من ينجح فيه هو الذي سيتمكن من الوصول لأبعد نقطة في المنافسة.