انتقد مستهلكون ما وصفوه بتراجع الدور المجتمعي للجمعيات التعاونية في ما يتعلق بأسعار السلع، لافتين إلى أن بعض «التعاونيات» تعرض سلعاً بأسعار مرتفعة، مقارنة بمثيلتها في منافذ البيع التجارية (القائمة على الربحية فقط)، مطالبين بتفعيل الدور المجتمعي لـ«التعاونيات»، والالتزام بتقديم أسعار منخفضة للسلع بمعدلات أكبر من منافذ البيع الأخرى. وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن من الطبيعي أن تكون أسعار السلع في منافذ البيع أعلى بشكل عام من أسعارها في «التعاونيات» وليس العكس، لأن أهداف تلك المنافذ تتركز في الربحية فقط، مقارنة بـ«التعاونيات» التي تشتهر في مختلف الدول بوجود دور مجتمعي لها. بدورهم، أكد مسؤولو «تعاونيات» ضرورة إجراء مقارنة شاملة للسلع، وليس لسلع فردية بين «التعاونيات» ومنافذ البيع التجارية الأخرى، حتى يتضح مدى تنافسية أسعار «التعاونيات»، وقالوا إن «التعاونيات» تعمل بشكل تنافسي يتيح لها زيادة في المبيعات والأرباح، وفي الوقت نفسه، لا تهمل جانب دورها المجتمعي. الدور المجتمعي وتفصيلاً، قال المستهلك محمد حسين لـ«الإمارات اليوم»: «استغربت من ارتفاع أسعار بعض أصناف الخضراوات والفواكه والسلع الأخرى لدى بعض (التعاونيات)، مقارنة بنظيرتها في منافذ بيع تجارية أخرى»، لافتاً إلى أنه رصد سعر نوع من الأرز في جمعية تعاونية بـ18.70 درهماً للعبوة، مقابل 17.99 درهماً للعبوة نفسها في منافذ البيع الأخرى. من جانبه، قال المستهلك إبراهيم جمال: «من الطبيعي أن تكون الأسعار في منافذ البيع التجارية أعلى، مع تركيزها على الربحية فقط، مقارنة بـ(التعاونيات) التي يفترض أن لها دوراً مجتمعياً يتجاوز الربحية فقط في العديد من الدول، وبالتالي تكون أسعار السلع فيها أقل». وأضاف: «قد تكون الفروق السعرية قليلة في بعض الحالات، لكنها تبقى في (التعاونيات) أعلى من منافذ البيع التجارية»، مشيراً إلى سعر عبوة لعلامة تجارية شهيرة من عسل النحل تباع بـ31.25 درهماً في إحدى «التعاونيات»، مقابل 30.45 درهماً في غير التعاونية. أما المستهلك يوسف حميد، فقال: «(التعاونيات) مطالبة بتفعيل دورها المجتمعي، والالتزام بتقديم أسعار أقل من مثيلاتها من منافذ البيع التجارية، وعدم التركيز على الربحية فقط»، لافتاً إلى أن بعض السلع مثل الطحين والزيوت ترتفع أسعارها بين 50 فلساً ودرهم في بعض «التعاونيات»، وهو ما يعد غير مقبول، لاسيما مع تكرار ذلك في سلع أخرى، خصوصاً السلع الغذائية. تخفيضات «التعاونيات» وفي السياق نفسه، قال المستهلك محمد عبدالرحمن: «العديد من السلع تباع في «(التعاونيات) بأسعار أعلى من مثيلاتها في منافذ بيع أخرى، على الرغم من أنه يفترض أن تكون الأسعار في «التعاونيات» أقل من منافذ البيع الأخرى أو أن تكون مثلها على الأكثر»، وأضاف: «تعرض إحدى (التعاونيات)، على سبيل المثال، نوعاً من الزيوت بحجم 1.5 لتر بـ25.75 درهماً، بينما يباع في منافذ بيع أخرى بأسعار تراوح بين 24.10 و24.20 درهماً، كما تعرض إحدى (التعاونيات) نوعاً من الصابون بثمانية دراهم للقطعة، بينما يباع في منافذ أخرى بخمسة دراهم فقط، حداً أقصى، فيما تطرح منافذ بيع عبوة تضم أربع قطع من هذا النوع من الصابون بـ18.30 درهماً». ولفت عبدالرحمن إلى أن التخفيضات على السلع الغذائية قليلة لدى بعض «التعاونيات»، خصوصاً الدواجن واللحوم والحليب والعديد من أصناف الخضراوات والفواكه، مشيراً إلى أن التخفيضات تتركز في أحيان كثيرة على سلع غير غذائية، مثل الأجهزة الكهربائية والأواني والمنظفات، وغلايات المياه والشامبو وورق دورات المياه. سلع غير أساسية من جهته، قال المستهلك رامي سليمان، لـ«الإمارات اليوم»، إنه لاحظ أن العديد من السلع تباع في «التعاونيات» بأسعار أعلى من مثيلاتها في منافذ البيع الأخرى. وقدّم سليمان بعض الأمثلة على ذلك بقوله: «يباع نوع من الدجاج المبرد في منافذ بيع، على سبيل المثال، بسعر 28 درهماً للكيلوغرام، بينما نجده في إحدى (التعاونيات) بـ31 درهماً للكيلوغرام، كما يباع طبق بيض من 15 حبة (حجم كبير أبيض) في منافذ البيع بأسعار تراوح بين 13.40 و13.50 درهماً، مقابل 14.50 درهماً في إحدى (التعاونيات)، للنوع نفسه». واتفق معه سليمان على أن تخفيضات السلع الغذائية في العديد من «التعاونيات» قليلة، خصوصاً التمور واللحوم والأرز والمكسرات، بينما تطرح «التعاونيات» تخفيضات على سلع غذائية «غير أساسية» لدى المستهلك مثل: العصائر والمعجنات والمياه الغازية، وأصناف عدة من البسكويت، والشوكولاتة، أما في السلع غير الغذائية، فتتركز التخفيضات على مساحيق الغسيل، ومعجون الأسنان، والمناديل الورقية، والأغطية، ومستلزمات الشواء. بدورها، قالت المستهلكة ندى الشامسي، إن تخفيضات «التعاونيات» على السلع الغذائية الأساسية قليلة في بعض الأحيان، وتضم سلعاً محدودة مثل المياه، وبعض أنواع البقوليات والمقرمشات والشيبس. وأضافت: «لكن التخفيضات تتركز أساساً على سلع غير غذائية، مثل بعض أنواع المنظفات والمطهرات، ومستحضرات العناية بالوجه والجسم، والقفازات، وغيرها». أما المستهلكة سلمى علي، فقالت إنها لاحظت أن نسب الخصومات على بعض السلع في «التعاونيات» قليلة، مقارنة بنسبها في منافذ بيع أخرى، وأضافت: «طرحت إحدى (التعاونيات)، أخيراً، خصماً على علامة تجارية لمناديل ورقية، لينخفض سعرها من 17 درهماً إلى 13 درهماً، بينما يبلغ سعر تلك المناديل في تخفيضات منافذ بيع أخرى تسعة دراهم»، وأشارت كذلك إلى تفاوت حتى بين «التعاونيات»، حيث طرحت إحدى «التعاونيات» خصماً على سائل لغسيل الصحون لينخفض سعره من 19.95 درهماً إلى 12 درهماً، بينما بلغ سعره بعد الخصم في تعاونية أخرى 14.30 درهماً. أسعار تنافسية إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لتعاونية الاتحاد، محمد الهاشمي: «أسعار (التعاونيات) تنافسية، ومن يفترض أن السلع في (التعاونيات) أعلى من مثيلاتها في منافذ بيع تجارية أخرى، فعليه أن يجري مقارنة شاملة عبر مقارنة لسلة شرائية من السلع بأخرى في تلك المنافذ، وليس مجرد مقارنة سلع بأخرى، فقد تكون هناك العديد من السلع في (التعاونيات) أقل سعراً، مقارنة بغيرها في منافذ البيع». وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «التعاونية ملتزمة بتوفير السلع بأسعار منخفضة، وتجري دراسات سوقية مستمرة لمقارنة أسعار السلع المهمة التي تشمل قائمة تصل إلى نحو 100 سلعة، ودائماً ما تكون أسعار سلع التعاونية تنافسية مقارنة بغيرها في منافذ البيع، إضافة إلى سياسة تثبيت أسعار العديد من السلع التي تطبقها في منافذها على مدار العام، بما يضمن توفير سلع بأسعار مخفضة للمستهلكين». وأكد الهاشمي أن «التعاونية تهتم بدورها في الحفاظ على وفرة مخزون السلع بكميات كافية في الأسواق، وتوفير أسعار تنافسية تدعم حماية حقوق المستهلكين، وتُعزّز استقرار الأسواق، وهو ما يُمثّل دوراً مهماً لها في الأسواق». مقارنة شاملة من جهته، قال مسؤول في إحدى «التعاونيات»، فضّل عدم نشر اسمه: «تعمل (التعاونيات) وفق مبادئ تتيح لها الحفاظ على استقرار أسعار السلع والتنافسية السوقية، فليس من المنطقي أن تكون أسعارها أعلى من منافذ تجارية أخرى منافسة، وإلا ستنخفض مبيعاتها، وهو ما يتنافى مع الواقع الذي يشير إلى ارتفاع مبيعاتها بشكل متتالٍ خلال الأعوام الأخيرة، وهو ما يؤكد تنافسية وانخفاض أسعارها، بدليل تزايد الإقبال عليها من قبل المستهلكين، سواء بشكل عام، أو المساهمين». وأضاف: «لابد من إجراء مقارنة شاملة للسلع، وليس سلعاً فردية بين (التعاونيات) ومنافذ البيع التجارية الأخرى، حتى يتضح مدى تنافسية أسعار (التعاونيات) بشكل عام»، لافتاً إلى أن «التعاونيات» تتسم أيضاً بطرح حملات تخفيضية موسّعة لا تقتصر على سلع كمالية، وإنما تشمل سلعاً استهلاكية وغذائية أساسية. وتابع: «(التعاونيات) تعمل بشكل تنافسي يتيح لها زيادة في المبيعات والأرباح، وفي الوقت نفسه لا تهمل جانب دورها المجتمعي في التعاون مع مختلف الجهات الخيرية والاجتماعية، أو من خلال توفير سلع وعروض تنافسية تُسهم في تخفيف الأعباء المالية للمستهلكين، عبر حملات دورية، أو خلال مناسبات التسوق الشهيرة مثل الموسم الرمضاني». المسؤولية الاجتماعية لـ «التعاونيات» قال خبير شؤون تجارة التجزئة، إبراهيم البحر، لـ«الإمارات اليوم»: «المسؤولية الاجتماعية لـ«التعاونيات» تُلزمها بتقديم أسعار مناسبة للمستهلكين، وليس مجرد التنافسية السوقية لزيادة الأرباح فقط، خصوصاً أن لـ«التعاونيات» طبيعة خاصة مختلفة عن الكيانات الربحية التقليدية في قطاع تجارة التجزئة». وأضاف: «تزايُد الشركات العاملة في قطاع تجارة التجزئة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، هو الذي سيحدد بشكل واضح خلال الفترات المقبلة، المنافذ التي تتيح أسعاراً مناسبة وتدعم توسعها ومبيعاتها بمعدلات أكبر». مسؤول في «تعاونية»: التخفيضات متوافرة حسب «الفرع والموسم والمورد» قال مسؤول في إحدى الجمعيات التعاونية إن «سياسة «التعاونية» تركز على طرح سلع من الأعلى طلباً في التخفيضات، سواء كانت غذائية أو غير غذائية». وأضاف: «تعرض «التعاونيات» سلعاً من إنتاجها تشمل سلعاً غذائية وغير غذائية، وتعدّ من أكثر الأنواع جودة، كما أن أسعارها أرخص مقارنة بعلامات تجارية أخرى»، لافتاً إلى أن «التعاونيات» تحرص على بيع علامات تجارية عدة من السلعة نفسها، لتلبية أذواق المستهلكين المختلفة، وتختلف أسعار هذه السلع وتتفاوت، وللمستهلك حرية اختيار ما يناسبه. وشدد المسؤول على أن «(التعاونيات) تتميز بطرح المنتجات المحلية، خصوصاً الخضراوات والفواكه من المزارع المحلية مباشرة للمستهلك، بأسعار جيدة وبجودة عالية». وأشار إلى أن التخفيضات على السلع المختلفة بما فيها اللحوم والدواجن، والخضراوات والفواكه، وبعض السلع الغذائية الأساسية وغير الأساسية متوافرة، حسب الفرع، وفي بعض الأوقات قد لا تكون هناك تخفيضات على بعض السلع، مثل الخضراوات والفواكه، بحسب الموسم، وبلد المنشأ، وكلفة الشحن، وغيرها، مثلها مثل منافذ البيع الأخرى. وقال: «نِسَب الخصومات ليست ثابتة على كثير من السلع، بل تكون متغيرة عادة، وترتفع وتنخفض حسب الاتفاق مع المورّد، وظروف التوريد، وأسعار هذه السلع في بلد المنشأ». مسؤولو «تعاونيات»: . لابد من إجراء مقارنة شاملة للسلع، وليس لسلع فردية بين «التعاونيات» ومنافذ البيع الأخرى، حتى يتضح مدى تنافسية أسعار «التعاونيات». . «التعاونيات» تعمل بشكل تنافسي يتيح لها زيادة في المبيعات والأرباح، وفي الوقت نفسه لا تهمل جانب دورها المجتمعي.