بعد المأساة التي هزت الرأي العام في حادثة دهس الطفلة جنى أمام مدرستها في الشروق، وتصريحات أمجد، زوج الأم المتهمة في حادث دهس الطالبة جنى، والذى أوضح أن الحادث لم يكن عمدًا، مشيرًا إلى أن زوجته كانت تسير بسرعة 40 كم/س، وهي السرعة المقررة بسبب وجود مطبات على الطريق، حيث برز سؤال جوهري: هل سرعة 40 كيلومتراً في الساعة (كم/س) مميتة فعلاً للمشاة؟ تأتي أهمية هذا السؤال من اعترافات السائقة المتهمة، والتي ذكرت أن سرعة قيادتها لحظة الاصطدام كانت 20 كم/س، وأن الطفلة نزلت فجأة من الرصيف، ومع ذلك، فإن النتيجة المأساوية للحادث (وفاة الطفلة) تتناقض مع التصور الشائع بأن السرعات المنخفضة نسبياً لا تؤدي إلى الوفاة. - ادعاء السائقة والواقع المأساوي ذكرت السائقة في اعترافاتها أن سرعة سيارتها كانت 20 كم/س، لكن، وبغض النظر عن السرعة الفعلية التي ستحددها التحقيقات الفنية، فإن النتيجة النهائية كانت وفاة الطفلة جنى، وإذا افترضنا أن السرعة كانت أعلى قليلاً، مثلاً 40 كم/س، فإن هذا يضعنا في منطقة الخطر وفقاً للإحصائيات العالمية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بطفل. - تحليل سرعة 40 كم/ساعة البيانات العالمية حول حوادث دهس المشاة، والتي تم تحويلها إلى الكيلومتر في الساعة (1 ميل/س ≈ 1.61 كم/س)، توضح الآتي:المنطقة الآمنة:أقل من 20 حتى أقل من 32 .. تكون فيها احتمالية إصابة قاتلة تقل عن 5%.منطقة الخطر:من 35 إلى 56 كم، وفيها تكون سرعة 40 كم/س تقع ضمن هذه الفئة، وتؤدي إصابات خطيرة محتملة (كسور)، ولكن الوفاة غير مرجحة للبالغين. إصابة خطيرة ووفاة محتملة من 55 إلى 88 كم فيى الساعة ، خطر الوفاة يرتفع إلى 45% عند سرعة 56 كم/س (35 ميل/س) وبحسب التقارير فإن سرعة 40 كم/ساعة (حوالي 25 ميل/ساعة) تقع في "منطقة الخطر"، وهي سرعة غير مميتة بالضرورة للبالغين الأصحاء، ولكنها مميتة جداً للأطفال لماذا هي مميتة للأطفال؟ - هشاشة الجسم: جسم الطفل أقل قدرة على تحمل قوة الاصطدام مقارنة بالبالغ. - نقطة الاصطدام: غالباً ما يكون الاصطدام في منطقة الرأس والصدر للطفل، وهي مناطق حيوية، بينما يكون الاصطدام للبالغ في منطقة الساقين أولاً. - الكتلة والقوة: القوة الناتجة عن الاصطدام تتناسب مع مربع السرعة. حتى الزيادة الطفيفة في السرعة تضاعف قوة الاصطدام، وتؤدي إلى إصابات داخلية وكدمات دماغية يصعب على جسم الطفل النجاة منها. تأثير كل سرعة على المشاة لتوضيح مدى خطورة السرعة، يجب النظر إلى تأثير كل نطاق سرعة على احتمالية نجاة المشاة، مع التركيز على أن هذه الإحصائيات تخص البالغين، وتكون المخاطر أعلى بكثير للأطفال: ما بين 20 وحتى 32 .. هي منطقة أمنة وتكون فيها الإصابات طفيفة أو متوسطة..ما بين 25 حتى 40 .. منطقة الخطر، إصابات خطيرة (كسور) محتملة، مميتة للأطفال.ما بين 35 حتى 56 ..إصابة خطيرة ووفاة محتملة، إصابات الدماغ والنزيف الداخلي واردة .ما بين 40 وحتى 64 .. ارتفاع كبير في خطر الوفاة.ما بين 55 وحتى 88 .. منطقة الموت، وفيها فرص النجاة ضئيلة للغاية. لذلك فإنه وفقا للتقارير السابقة، فإن سرعة 40 كم/ساعة، التي قد تبدو منخفضة، هي سرعة قاتلة في مناطق المشاة، خاصةً إذا كان الضحية طفلاً. مأساة جنى تُعيد مأساة الطفلة جنى التأكيد على ضرورة تطبيق مفهوم "السرعة الصفرية" (Vision Zero) في المناطق الحضرية، وخاصة حول المدارس، والذي يهدف إلى الوصول إلى صفر وفيات وإصابات خطيرة على الطرق، خيث أن السرعة الآمنة حول المدارس: يجب أن تكون السرعة القصوى في محيط المدارس أقل من 20 كم/س، حيث أن هذه السرعة تزيد بشكل كبير من فرصة نجاة المشاة. كذلك يجب اليقظة المطلقة، في مناطق المشاة، فلا يكفي الالتزام بالسرعة المحددة، بل يجب القيادة بأقصى درجات اليقظة والاستعداد للتوقف الفوري.