أزياء / ليالينا

مجموعة Chanel ما قبل خريف 2026: عودة إبداعية لروح نيويورك في عرض "ميتييه دارت"

شكلت عودة دار شانيل Chanel إلى مدينة نيويورك من خلال عرضها السنوي لمجموعة "ميتييه دارت" نقطة تحوّل حاسمة في مسيرة المصمم ماتيو بلازي، لأول مرة، قدّم بلازي تفسيره الفريد للمجموعة داخل موقع غير تقليدي على رصيف مترو الأنفاق المهجور أسفل مبنى 168 باوري، متحولًا بذلك إلى مسرح سينمائي نابض بالحياة، يجمع بين طابع المدينة الخشن وإيقاعاتها المتعددة الطبقات، ليخلق تجربة مميزة تعكس العلاقة الوثيقة بين المدينة والعلامة.

موقع العرض: سينما المدينة وروح شانيل

اختيار موقع العرض لم يكن اعتباطيًا، بل كان بمثابة بيان فني يجسد التعقيد الثقافي لمدينة نيويورك، والتي تجمع بين الحرفية الراقية للموضة وعفوية الحياة الحضرية:

  1. تحولت محطة مترو الأنفاق، التي تمثل مركزًا للنقل اليومي وملتقى للأشكال والشخصيات المختلفة، إلى منصة لتقديم رؤية شانيل التي مزجت بين رموز باريس الكلاسيكية ونبض الشوارع النيويوركية، معلنة بذلك عن فصل جديد من إبداع بلازي.
  2. افتُتح العرض بمشهد عارضات الأزياء وهن يخرجن من قطار مترو الأنفاق ويتجولن على الرصيف، محاكيات بذلك حياة سكان المدينة الذين يبدأون يومهم بطابع حضري بحت.
  3. كانت هذه البداية البسيطة والسردية بمثابة تمهيد لعرض يتناول التنوع الاجتماعي والثقافي بأسلوب ديمقراطي، حيث تلاقت الأشكال والأنماط لتؤكد على أهمية الفردية في عالم متغير.

تويد بروح المدينة: خيوط الحرفية والابتكار

شكّل نسيج التويد محور العرض، لكن في شكل معاصر يتسم بالمرونة والابتكار:

  1. بدلاً من التويد التقليدي، جاء التويد المزخرف بنقشة جلد المنسوجة، ما أضفى ملمسًا فاخرًا دون أن يكون ثقيلاً أو تقليديًا. كما أدخل بلازي لمسات فنية من الحرير المستوحى من أقمشة الدنيم البالية لعقد العشرينيات، حيث طبّق تقنيات شانيل المسرحية، ليُضفي على القطع خفة وعصرية متجددة تلائم الحياة الحضرية المعاصرة.
  2. برزت الخياطة الدقيقة في التوازن بين الأكتاف القوية والخصر الناعم، مع استخدام ملابس خارجية ذات ظهر انسيابي وواجهات منظمة، ما منح المعاطف إحساسًا بالحركة والتدفق بدلاً من الجمود والتصلب، معززة بذلك فكرة الأناقة العملية.

السهرة والدراما: ألق نيويورك يلتقي بلمسات شانيل

  1. على عكس طابع النهار المتوازن، جاءت ملابس السهرة لتعكس الدراما والحركة، فبرزت الفساتين الضيقة المزدانة بتدرجات ألوان أومبريه.
  2. إلى جانب تنانير مصنوعة من "بتلات" كبيرة تبدو كأنها مهترئة، مع إضافة بريق الريش الذي عكس أضواء المدينة المبللة على الرصيف، مانحًا القطع حضورًا خاصًا وأنيقًا.

لمسة المرح والدقة: الحرفية تلتقي بثقافة الشارع

  1. لم يغفل بلازي الجانب المرح والروح الحيوية لشخصيات المدينة، حيث أضاف تنورة مزينة بشراشيب مستوحاة من زخارف مبنى إمباير ستيت المقلوب، ليجمع بين الإبداع والارتباط بالمدينة.
  2. كما أعاد تصميم الملابس المحبوكة التي تستمد من الملابس الرياضية الأمريكية بدقة وحرفية شانيل، من خلال استخدام أقمشة الفلانيل المربعة المزينة بسلاسل رقيقة، في صيغة جديدة من الفخامة اليومية.

كما كانت الإكسسوارات تحمل طابعًا خاصًا، بدءًا من حقائب اليد المصممة على شكل أكواب القهوة، وصولاً إلى طبعات وجوه الكلاب، تعبيرًا واعيًا عن تفاصيل الحياة الحضرية وعادات سكان نيويورك، مع الحفاظ على تركيز المجموعة على التصميم كشخصية متكاملة لا مجرد أزياء.

الحرفية والديكور: تناغم بين الإبداع والتقنية

برهنت ورشات الحرف اليدوية على حضورها القوي في كل تفاصيل المجموعة.

  1. تداخلت التطريزات الدقيقة، وتطريز الريش، وصناعة القبعات، والخرز، ومعالجات الجلود المتخصصة لتخلق تناغمًا مدهشًا دون أن تسيطر على الملابس.
  2. حافظ بلازي على التوازن بين الزخرفة والحرفية، مستخدمًا الزينة لتسليط الضوء على القوام والشكل، بدلاً من استخدامها كزينة سطحية، مما أضفى على القطع تميزًا وأناقة مدروسة.

إعادة تعريف علاقة شانيل بنيويورك: مزيج من التراث وروح المدينة

  1. أعاد العرض تعريف الروابط بين شانيل ونيويورك بعيدًا عن الروعة الفاخرة المعتادة في الأحياء الراقية، ووجه السرد نحو طاقة المدينة الحية، التي تجمع بين الفخامة المعاصرة والروح اليومية، لتقدم مجموعة "ميتييه دارت" تجربة فريدة تعكس التقاليد والحرفية في عصري نابض.
  2. قدمت مجموعة شانيل ما قبل خريف 2026 تحت إشراف ماتيو بلازي مزيجًا آسراً بين التراث الكلاسيكي وروح المدينة المعاصرة، تكمن قوة المجموعة في وضوح السرد، والتناغم المسرحي، والاستخدام المبتكر للمواد والتقنيات.
  3. وبينما أضفت المراجع التاريخية لمسات غنية من التنوع البصري، حافظت التصاميم على تماسكها بفضل انضباطها في اختيار الألوان والمواد، مما منح المجموعة توازنًا فريدًا بين الرقي والمرح.

العودة إلى أرشيف شانيل بطريقة غير مباشرة

رغم أن بلازي لم يكرر عناصر أرشيف شانيل بشكل مباشر، إلا أن ملامح الدار كانت واضحة في كل تفصيل:

  • اللآلئ التي ظهرت في إكسسوارات خفيفة، الخطوط الأنيقة التي حملت صدى فساتين الستينات.
  • واللون الأسود الذي ظل ملكًا على المنصة، لكن دائمًا في حوار مع ألوان نيويورك الترابية والمعدنية.

هذا الحوار بين الأرشيف والمعاصرة خلق عمقًا إضافيًا للمجموعة، وجعلها ليست مجرد عرض، بل رسالة عن كيفية قراءة الماضي دون الوقوع في أسر التكرار.

تعميق العلاقة بين الحرفية والتكنولوجيا

على الرغم من تمسك شانيل بالحرف اليدوية المتجذرة في تاريخها، فإن مجموعة ما قبل خريف 2026 كشفت عن انسجام لافت بين الحرفية التقليدية والتقنيات الحديثة.

  1. فالمعالجة الرقمية للأقمشة، والقصّات المعتمدة على أساليب مبتكرة، والأقمشة التي تبدو كلاسيكية ولكنها تعتمد على تكوينات معاصرة، كلها عناصر تشير إلى أن بلازي لا يعيد إنتاج الماضي، بل يطوره.
  2. هذا التماهي بين الماضي والمستقبل لم يكن مجرد أسلوب بصري، بل كان موقفًا إبداعيًا يثبت أن شانيل قادرة على الحفاظ على إرثها دون الانفصال عن التطور التقني الحديث، ومن خلال هذا المزيج الذكي، أصبحت القطع أكثر خفة، وأكثر مرونة، وأكثر قدرة على مواكبة إيقاع الحياة السريع.

ليست عودة شانيل إلى نيويورك مجرد حدث جغرافي، بل تعبير إبداعي يبرهن على قدرة دار الأزياء العريقة على تجديد تراثها بأسلوب يعكس نبض الحياة الحضرية دون فقدان جوهرها الأنيق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا