سياسة / اليوم السابع

مشاهد بالعين المجردة.. فجر الجمعة تعامد كوكب المشترى على الكعبة المشرفة

كتب محمود راغب

الخميس، 04 ديسمبر 2025 11:12 ص

تشهد سماء مكة المكرمة فجر يوم غدا الجمعة 5 ديسمبر 2025 ظاهرة فلكية نادرة حيث يتعامد كوكب المشتري على الكعبة المشرفة، يمكن رؤية المشتري بالعين المجردة كنقطة مضيئة في السماء لكن تحديد التعامد الهندسي بدقة يتطلب استخدام أدوات فلكية أو محاكاة متقدمة.

وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها : سيتعامد كوكب المشتري عند الساعة 03:09 فجرًا بتوقيت على ارتفاع قدره 89.995 درجة أي أقل من التعامد الهندسي البالغ 90 درجة بفارق 15 ثانية قوسية فقط. هذا يعني أن الكوكب سيكون قريباً للغاية من نقطة السمت أعلى الكعبة المشرفة بفارق زاوي لا يتجاوز 0.004 درجة وهو ما يصنف فلكياً على أنه تعامد شبه كامل عالي الدقة.

 

كوكب المشترى يتعامد على الكعبة المشرفة

مقصود بتعامد كوكب المشتري على الكعبة المشرفة أن الكوكب بالنسبة للراصد في مكة المكرمة يظهر في السماء قريباً جدًا من نقطة السمت مباشرة فوق الرأس أي عند مروره على خط الزوال المحلي للموقع ويعتمد تحديد هذه اللحظة على حسابات فلكية ومدارية عالية الدقة تأخذ في الاعتبار حركة الكوكب الظاهرية وموقع الراصد وتصحيحات الزمن والمكان، ما يجعل رصدها الدقيق يحتاج إلى نماذج فلكية متقدمة وبرمجيات تخصصية أكثر من الملاحظة البصرية المباشرة.

ورغم ندرة الظاهرة وتعقيد حسابها يمكن استغلال تعامد كوكب المشتري عملياً لتحديد اتجاه القبلة بدقة عاليةًإذ إن معرفة لحظة التعامد مقرونة بإحداثيات موقع الراصد تتيح استخدام السمت والارتفاع الظاهري للكوكب لتحديد الاتجاه نحو الكعبة المشرفة مباشرة بوصفه مرجعًا سماوياً هندسياً دقيقاً خلال تلك اللحظة الزمنية المحددة.

بشكل عام يعد تعامد الشمس الوسيلة الأكثر شيوعاً ودقة لتحديد اتجاه القبلة إذ يحدث مرتين سنوياً ويمكن رصده بسهولة خلال ساعات النهار من خلال انعدام الظلال أو استقامتها عند لحظة التعامد أو الزوال ما يوفّر طريقة عملية واضحة وعالية الاعتماد. أما تعامد القمر فهو أكثر ندرة ويتأثر بمرحلته القمرية وارتفاعه الزاوي في السماء ما يجعل استخدامه مشروطاً بظروف رصد محددة ومع ذلك يمكن الاستفادة منه في المناطق البعيدة كما يستغل رصده بدقة لاختبار مدى صحة النماذج الفلكية التي تصف حركته ومداره حول الأرض.

أما تعامد كوكب المشتري فوق الكعبة المشرفة فيعد أقل شيوعاً من تعامد الشمس لكنه يوفر مرجعاً سماوياً دقيقاً عند لحظة حدوثه. في تلك اللحظة يصبح اتجاه المشتري الظاهري في السماء موازياً تماماً لخط القبلة بالنسبة للراصدين الواقعين ضمن نطاق خط التعامد الممتد على سطح الأرض ويتيح ذلك تحديد القبلة بسهولة ودقة عالية دون الحاجة إلى حسابات رياضية معقدة.

ويشمل هذا النطاق غالبية الدول العربية وخصوصاً دول الخليج العربي حيث يكون التوافق بين اتجاه المشتري والقبلة شبه كامل عملياً بينما يزداد الفرق الزاوي تدريجيا في المواقع البعيدة عن مكة ما يتطلب في هذه الحالات استخدام الحسابات الفلكية لتصحيح الاتجاه.

أما خارج نطاق العالم العربي مثل أوروبا والأمريكيتين وشرق آسيا فلا يكون توافق اتجاه المشتري مع القبلة مباشراً ويصبح من الضروري الاعتماد على الحساب الفلكي الكامل للسمت لتحديد الاتجاه بدقة.

السبب العلمي وراء أن تعامد الشمس يمكن استخدامه عالمياً لتحديد القبلة تقريباً مباشرة بينما تعامد المشتري لا يمكن ذلك، يعود إلى عوامل فلكية وهندسية رئيسية. فبعد الشمس الكبير يجعل أشعتها الضوئية شبه متوازية على سطح الأرض ما يؤدي إلى تقارب اتجاهها عند التعامد مع القبلة لأي موقع مع انحراف ضئيل عملياً. أما المشتري فبالرغم من بعده الكبير أيضًا فإن زاويته الظاهرية تختلف حسب موقع الراصد، ما يجعل اتجاهه موازياً للقبلة فقط ضمن نطاق محدود حول مكة. خارج هذا النطاق يصبح من الضروري استخدام الحساب الفلكي للسمت لتحديد الاتجاه بدقة إذ يمكن أن يصل فرق الزاوية بين اتجاه المشتري والقبلة إلى عدة درجات في المواقع البعيدة بينما عند استخدام الشمس لا يتجاوز الانحراف عادة دقيقة قوسية واحدة مما يوضح سبب كون الشمس مرجعاً عملياً عالمياً لتحديد القبلة.

بالإضافة إلى ذلك تتحرك الشمس ظاهريا بانتظام على خط زوال واضح ويمكن رصد تعامدها بسهولة بينما سرعة تغير ارتفاع المشتري تجعل استخدامه عالمياً أقل عملية.

إن هذا الحدث الفلكي يحمل أهمية علمية وجمالية على حد سواء. فهو يمثل اختباراً عملياً لدقة النماذج الفلكية لحركة المشتري من منظور رصدي أرضي ويظهر انتظام حركة الأجرام السماوية وقدرتها على التنبؤ ما يعكس النظام الكوني الدقيق.

كما يساهم في تعزيز الفهم العلمي لـ كروية الأرض إذ بينما يوفر تعامد الشمس والقمر أدلة واضحة على اختلاف الزوايا حسب الموقع الجغرافي يضيف تعامد جرم أبعد مثل المشتري دليلًا إضافياً على دقة التوقعات الفلكية والجيوديسية ويمكن استغلال هذه الظواهر في التعليم العلمي لشرح مفاهيم الزوال والميل السماوي والارتفاع الزاوي بالإضافة إلى توضيح كيفية محاكاة السماء عبر البرامج الفلكية لجميع العواصم العربية ودول الخليج العربي.

أما من الناحية العملية لتحديد القبلة فيبقى تعامد الشمس الأكثر دقة وسهولة بفضل مراقبة الظلال بينما يوفر تعامد القمر خياراً متوسطاً مفيداً في بعض المواقع والظروف ويعد تعامد المشتري أقل شيوعاً لكنه يضيف بعداً علمياً وجمالياً مهماً ويشجع على الرصد الفلكي ومتابعة الظواهر السماوية مما يعزز الفهم والتوعية العلمية لدى الراغبين في التعرف على حركة الأجرام السماوية.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا