كشفت شركة «يو بي إس» السويسرية لإدارة الثروات عن نتائج لافتة تخص دولة الإمارات، ضمن تقرير «طموحات المليارديرات لعام 2025»، حيث أظهر التقرير نمواً متواصلاً في ثروات مليارديرات الدولة، إلى جانب ارتفاع عددهم، وتزايد دور الميراث في إعادة توزيع الثروات خلال السنوات المقبلة.وبحسب التقرير، ارتفعت ثروة مليارديرات الإمارات إلى 168.7 مليار دولار، خلال عام 2025، مسجلة نمواً بنسبة 21.6% على أساس سنوي، ما يعكس الزخم المتواصل في قطاعات الاستثمار، والعقارات، والطاقة، والخدمات المالية، والتكنولوجيا داخل الدولة، في ظل بيئة اقتصادية مستقرة وجاذبة لرؤوس الأموال.وفيما يتعلق بعدد الأثرياء الكبار، أظهر التقرير أن عدد المليارديرات في الإمارات ارتفع من 18 مليارديراً في عام 2024 إلى 19 مليارديراً في عام 2025، وهو مؤشر واضح على استمرار قدرة الاقتصاد الإماراتي على توليد الثروة، سواء عبر روّاد الأعمال أو من خلال توسع الاستثمارات القائمة. ولفت التقرير إلى أن نحو 74% من مليارديرات الإمارات هم من العصاميين، أي ممن بنوا ثرواتهم بأنفسهم دون الاعتماد على الميراث، وهو ما يعكس قوة بيئة ريادة الأعمال، ومرونة السوق، وسهولة تأسيس الشركات، وتدفق الاستثمارات الأجنبية في الدولة. انتقال الثروة كما سلط التقرير الضوء على ملف انتقال الثروة عبر الأجيال، حيث أشار إلى أن إجمالي الثروة القابلة للتحويل في الإمارات، خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، سيبلغ نحو 152.7 مليار دولار، في واحدة من أكبر موجات انتقال الثروة في المنطقة، ما يفتح الباب أمام تحولات كبيرة في خريطة الاستثمار وإدارة الأصول العائلية.وعلى مستوى الشرق الأوسط، أظهر التقرير اتساع الفجوة في النمو بين الأسواق، إذ تضاعفت ثروة مليارديرات السعودية لتصل إلى 81.0 مليار دولار، مسجلة قفزة سنوية كبيرة بلغت 113.2%، في ظل الطفرة الاستثمارية المرتبطة بمشاريع التحول الاقتصادي والرؤية التنموية.في المقابل، واصلت الإمارات ترسيخ موقعها كأحد أهم مراكز الثروة والاستثمار في المنطقة، بفضل تنوع اقتصادها، واستقرار تشريعاتها، وتطور بنيتها التحتية المالية، واتساع نطاق فرص الاستثمار في قطاعات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والطاقة النظيفة.وأشار التقرير إلى أن الجيل الجديد من المليارديرات في المنطقة، ومن ضمنهم مليارديرات الإمارات، بات أكثر ميلاً إلى الاستثمار المؤسسي، والاستدامة، وتنويع المحافظ خارج الأطر التقليدية، مع اهتمام متزايد بإدارة المخاطر والتخطيط طويل الأمد لانتقال الثروة. تقلبات اقتصادية يأتي هذا الأداء في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات اقتصادية حادة، ما يعزز مكانة الإمارات كوجهة آمنة لرؤوس الأموال، وكمحور رئيسي لتراكم الثروة وانتقالها بين الأجيال.في سياق متصل، سجّلت ثروات مليارديرات العالم قفزة تاريخية خلال عام 2025، بعدما أضاف 196 مليارديراً عصامياً نحو 386.5 مليار دولار إلى إجمالي الثروة العالمية، لترتفع إلى مستوى قياسي بلغ 15.8 تريليون دولار، في ثاني أكبر زيادة سنوية يتم تسجيلها في تاريخ هذا التقرير.وبحسب البيانات من «يو بي إس»، ارتفع إجمالي عدد المليارديرات حول العالم بنسبة 8.8%، ليقفز من 2,682 مليارديراً إلى ما يقارب 3 آلاف ملياردير، خلال عام واحد فقط، في تحول لافت يعكس عودة قوة ريادة الأعمال كمحرّك رئيسي لصناعة الثروة.وخلافاً لطفرة عام 2021، التي كانت مدفوعة بارتفاع أسعار الأصول بعد الجائحة، جاء نمو ثروات 2025، نتيجة الابتكار المباشر وبناء الشركات، حيث أسهمت قطاعات متنوعة في هذا التحول، منها برمجيات التسويق، والهندسة الوراثية، والغاز الطبيعي المُسال، والبنية التحتية، في إعادة تشكيل الطلب العالمي على نطاق واسع، مع تصدّر الولايات المتحدة وآسيا والمحيط الهادئ مشهد النمو.وعلى مستوى القطاعات، حقق قطاع التكنولوجيا نمواً في الثروات بنسبة 23.8%، في حين تباطأ نمو قطاع السلع الاستهلاكية والتجزئة إلى 5.3% فقط، متأثراً بتراجع زخم قطاع الرفاهية الأوروبي أمام صعود العلامات التجارية الصينية. ورغم هذا التباطؤ، ظل قطاع المستهلك والتجزئة الأكبر عالمياً من حيث القيمة، بإجمالي ثروات بلغ 3.1 تريليون دولار. الصناعة الأسرع سجّل القطاع الصناعي أسرع وتيرة نمو في 2025، إذ ارتفعت ثرواته بنسبة 27.1% لتصل إلى 1.7 تريليون دولار، وأسهم المليارديرات الجدد بأكثر من ربع هذه الزيادة، ما يعكس تنامي دور الصناعات الثقيلة والتصنيع المتقدم في توليد الثروات.كما ارتفعت ثروات قطاع الخدمات المالية بنسبة 17% لتصل إلى 2.3 تريليون دولار، بدعم من قوة الأسواق العالمية وانتعاش سوق العملات المشفّرة، حيث شكّل المليارديرات العصاميون نحو 80% من إجمالي ثروات هذا القطاع.وفي ملف انتقال الثروة بين الأجيال، أظهر التقرير تسارعاً غير مسبوق في حركة الميراث خلال عام 2025، إذ ورث 91 شخصاً (64 رجلاً و27 امرأة) ثروة قياسية بلغت 297.8 مليار دولار، بزيادة 36%، مقارنة بعام 2024، رغم انخفاض عدد الورثة.وأسهمت هذه التحولات في تعزيز حضور المليارديرات متعددي الأجيال، حيث ارتفع عددهم عالمياً إلى نحو 860 مليارديراً يشرفون على أصول بقيمة 4.7 تريليون دولار، مقارنة بـ 805 مليارديرات فقط يديرون 4.2 تريليون دولار في عام 2024.