أشرار ألعاب الفيديو غالبًا لا يملكون سجلًا ناجحًا عندما يتعلق الأمر بالفوز، فبما أنّ خصمهم الرئيسي هو اللاعب نفسه، من الطبيعي أن يُهزموا في النهاية ثم يُنسَوا أو يتحولوا إلى هدف سهل كلما أعيد اللعب مجددًا. إلا أنّ بعض الأشرار لا يقبلون بالسقوط بهذه السهولة، فقد تهزمهم في المعركة أو تُفشل خططهم، لكنهم ينجحون بطريقة أو أخرى في أن تكون لهم الضحكة الأخيرة. بعض الأشرار لا يخسرون حتى عندما تفوز، إذ قد تظن أنك صاحب اليد العليا بينما يكون لدى الشرير خطوة أخيرة تجعله الفائز الحقيقي على المدى البعيد. يتمكن هؤلاء من العودة لإزعاجك حتى بعد موتهم، أو يجعلون مخططهم يتحقق رغم سقوطهم، أو يتركونك تشعر أنّك انتصرت في معركة بينما هم ربحوا الحرب بأكملها. لهذا يجب الحذر من الأشرار الذين يجدون دائمًا طريقة للحصول على الضحكة الأخيرة حتى عندما تظن أنك هزمتهم. Carlito Keyes – Dead Rising كان Carlito Keyes هو العقل المدبّر وراء كارثة الزومبي في الجزء الأول من Dead Rising، إذ لم تكن أحداث Willamette نتيجة صدفة بل ثمرة مؤامرة حكومية ضخمة ورجل واحد امتلأ قلبه بالغضب والرغبة في الانتقام. يظهر Carlito في دور الخصم الغامض الذي يشتبك مع Frank عدة مرات خلال النصف الأول من القصة، قبل أن تتكشف دوافعه الحقيقية شيئًا فشيئًا. يتضح سريعًا أنّ Carlito هو المسؤول عن إطلاق وباء الزومبي على المدينة، ورغم أنّ نهايته تأتي على يد جزّارٍ مختل، فإنّ لحظة موته تكشف أنّه حصل على ما أراده بالضبط. كل ما فعله كان بدافع معاقبة الحكومة الأمريكية على تسريبها للزومبي عن طريق الخطأ في بلدته Santa Cabeza وفضح تجاربها غير الأخلاقية أمام العالم، وهو ما ينجح فيه بالفعل خلال كارثة Willamette. لكن خطته الحقيقية كانت أبعد بكثير مما توقعه أي شخص. ففي Dead Rising 3 نكتشف أنّه، قبل أحداث الجزء الأول، قام بإصابة خمسين طفلًا سرًا بالفيروس، ليصبحوا لاحقًا قنابل موقوتة تتحول إلى زومبي بشكل عشوائي، ناشرين الفوضى مجددًا في قلب الولايات المتحدة. بهذا، حتى بعد موته، يظل Carlito ينفّذ انتقامه ويضمن ألّا تذهب خطته سدى. لقد خسر المعركة، لكنه بلا شك فاز بالحرب. The Entity – Dead By Daylight The Entity هو الشرير الرئيسي في عالم Dead By Daylight، ورغم أنّ أسلوب اللعب يقوم على صراعٍ مباشر بين ناجين يحاولون الهرب وقتلة يسعون للقضاء عليهم، فإنّ الفوز الفعلي لا يكون لأيٍّ من الطرفين، بل للكيان الذي يدير اللعبة كلها من خلف الستار. في Dead By Daylight يتحكم اللاعبون إما بفريق من الناجين الذين يحاولون تشغيل المولدات والهرب من الخريطة، أو بقاتل هدفه الإمساك بهم قبل أن يفرّوا. ورغم اختلاف النتائج من مباراة لأخرى، فإنّ القصة تكشف أنّ المنتصر الحقيقي دائمًا هو The Entity. هذا الكيان مجهول الأصل، ولا يعرف أيّ أحد في عالم اللعبة ماهيته أو مكان مجيئه، لكن ما هو معروف أنه يتدخل في العوالم الأخرى عمدًا، ويقوم بخطف أشخاص عشوائيين سواء كانوا قتلة أو ناجين ثم يسحبهم إلى بُعده الخاص. هناك، يصبحون جزءًا من دورة لا نهاية لها من المطاردة، حيث يُجبرون على إعادة خوض هذه “اللعبة” مرارًا وتكرارًا. The Entity لا يسعى للقتل المباشر، بل يتغذّى على الخوف واليأس وشهوة الدم. كل مرة يشعر فيها الناجون بالرعب، وكل مرة يزداد فيها القاتل وحشية، يزداد هو قوّة. ولهذا، حتى لو هرب الناجون أو نجح القاتل في القضاء عليهم، فإنّ نتيجة المباراة من منظور القصة لا تغيّر شيئًا؛ فالكيان يربح دائمًا. جميع هذه اللقاءات التي يظن اللاعبون أنها مباريات مستقلة ليست سوى حلقات متكررة في دورة التغذية الخاصة بـ The Entity، الذي يستهلك ضحاياه ببطء شديد، إلى أن يفقدوا كل إنسانيتهم، ثم يذوبون تمامًا في العدم حيث لا يترك خلفهم أي أثر. هكذا، ورغم المظاهر، لا يضحك في النهاية سوى The Entity، لأنه الوحيد الذي لا يخسر أبدًا. Granthem Du’Met – The Devil In Me The Devil In Me هو الجزء الأخير من سلسلة Dark Pictures Anthology، وتدور أحداثه حول مجموعة من صنّاع الأفلام الذين يتم استدراجهم إلى فندق معزول يملكه قاتل متسلسل مختلّ، ليجدوا أنفسهم محاصرين داخل متاهة من الفخاخ والمطاردات المروّعة. الخصم الرئيسي في القصة هو الرجل المقنّع Granthem Du’Met، الذي يُجسّد صورة القاتل الأسطوري في أفلام الرعب؛ قوة لا تُقهَر، لا تتوقف عن مطاردة أهدافها، ولا يبدو أنها تموت مهما تعرضت له. طوال اللعبة، يظل Du’Met حاضرًا كتهديد مستمر لا يلين، لكن الأكثر رعبًا هو أنّ موته غير مضمون إطلاقًا، إذ تُظهر جميع النهايات أنه يحصل على انتصاره الخاص. في النهاية الجيدة، حيث ينجو بعض الشخصيات أو جميعهم، يفترض اللاعبون أن Du’Met قد مات خلال المطاردة الأخيرة على البحيرة، لكن قبل ظهور شارة النهاية، يُرى الرجل وهو ينهض من الماء، حيًّا بالكامل، ومستعدًا للبحث عن مجموعة جديدة من الضحايا ليكرر دائرة الرعب من البداية. أما في النهاية السيئة، فيقوم Du’Met بمساومة آخر ناجيين؛ يعدهما بأنه سيُطلِق سراحهما إذا ساعداه في استدراج المجموعة التالية من الضحايا. ومع ذلك، وبمجرد أن يهمّا بمغادرة الجزيرة، يقوم Du’Met بإطلاق النار عليهما ببندقية قنص، قاضيًا عليهما بلا تردد، ومثبتًا أنه لا يترك خلفه أي نهايات مفتوحة. مهما حاول اللاعبون النجاة، ومهما تغيّرت اختياراتهم، يثبت Du’Met في كل سيناريو أنّ الشرير الحقيقي في الحكاية هو الذي يحصل في النهاية على الابتسامة الأخيرة. Albert Wesker – Resident Evil يُعَدّ Albert Wesker واحدًا من أشهر أشرار سلسلة Resident Evil، والمفارقة أنه يُفترَض أنك تقتله في الجزء الأول تمامًا. في الإصدار الأصلي، يظهر Wesker كعضو في فريق S.T.A.R.S المكلّف بالتحقيق في أحداث القصر، لكن مع اقتراب القصة من نهايتها يكتشف اللاعب أنّ الرجل كان يتجسّس عليهم طوال الوقت، وأنه المسؤول عن التجارب التي تجري داخل المبنى. في المواجهة الأخيرة، يتعرّض Wesker للطعن على يد كائن صنعه بنفسه، ثم ينفجر القصر بالكامل، ما يجعل اللاعب يظن أنّ هذه هي نهاية الرجل صاحب النظارات الشمسية الشهيرة. بل إنّ مشهد موته يبدو مبالغًا فيه إلى درجة قد تدفعك للسخرية من نهايته الدرامية. لكن مع صدور الأجزاء التالية، يتّضح أنّ السخرية كانت عليك أنت. على الرغم من كل ما حدث، تكشف السلسلة لاحقًا أنّ Wesker نجا من الموت بعد أن حقن نفسه بمصل الطفرة، الأمر الذي مكّنه من تجديد جروحه القاتلة والهرب من القصر المحترق دون أي أثر. منذ تلك اللحظة، يتحوّل Wesker إلى العقل المدبّر لمعظم الأحداث الكبرى في السلسلة، يتحرك في الظل، ويتقدّم دائمًا بخطوة على فريقه القديم. وهكذا يحصل على الضحكة الأخيرة في واحدة من أكثر القصص التفافًا في عالم ألعاب الرعب. اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.