كتب هانى الحوتى الجمعة، 05 ديسمبر 2025 08:28 م ابتسمت البورصة المصرية هذا الأسبوع لعدد من كبار المؤسسات والشركات، بينما عاقبت آخرين بقسوة، في مشهد يعكس إعادة توزيع السيولة وارتفاع ثقة المستثمرين في شركات بعينها مقابل تراجع الحماس تجاه أخرى. البداية كانت مع البنك التجاري الدولي، حيث صعد سهم البنك إلى قمة تاريخية غير مسبوقة عند 118.23 جنيه، ليؤكد سيطرة البنك على معنويات السوق بعدما أصبح المحرك الرئيسي لمؤشراته، وتواصلت موجة الصعود على أسهم أخرى جاءت في مقدمتها المصرية لنظم التعليم الحديثة عند 0.875 جنيه، وأطلس للاستثمار والصناعات الغذائية عند 2.9 جنيه، ومصرف أبوظبي الإسلامي–مصر الذي واصل اندفاعه حتى مستوى 29 جنيهًا، ما يعكس تزايد الشهية الاستثمارية على الشركات ذات الربحية الواضحة والإدارة القوية. ولم يتوقف الصعود عند هذه الشركات، فقد وصلت أسهم المصريين للاستثمار والتنمية العمرانية وإي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية وشارم دريمز للاستثمار السياحي وماريديف ونهر الخير للتنمية الزراعية إلى أعلى مستوياتها خلال عام كامل، وسط نشاط واضح في التداولات وتدفق سيولة جديدة نحو القطاعات التي تستعد لموسم نتائج أعمال قوي. كما واصل سهم المطورون العرب القابضة تسجيل ارتفاعات متتالية ليصل إلى أعلى مستوى في ستة أشهر عند 0.256 جنيه، فيما صعد سهم آراب ديري – باندا إلى 4.16 جنيه، وشاركت أسهم أخرى منها العامة للصوامع والعربية لحليج الأقطان وسبيد ميديكال وكونكريت فاشون جروب في موجة ارتفاع دفعتها إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر. لكن في الجهة الأخرى، لم تكن جلسات الأسبوع رحيمة بشركة النعيم القابضة للاستثمارات، وهبط إلى 0.109 دولار وهو أدنى مستوى له خلال عام، وسط ضغوط بيعية كثيفة أثارت قلق المستثمرين، كما تلقت شركة راميدا، ضربة قوية بعد هبوط السهم إلى 3.08 جنيه مسجلًا أدنى مستوى في ستة أشهر. وامتدت الخسائر إلى عدد من الشركات التي واصلت النزول إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر، من بينها الدلتا للسكر وكفر الزيات للمبيدات والكيماويات ومصر لصناعة الكيماويات ووثائق صندوق استثمار المصريين. وسقطت أسهم أخرى لرجال أعمال وشركات عقارية وخدمية إلى قيعان شهرية شملت الشمس للإسكان والتعمير والقاهرة للدواجن والقناة للتوكيلات الملاحية والمهندس للتأمين وإي إف جي القابضة وتنمية للاستثمار العقاري وراية لخدمات مراكز الاتصالات وركاز القابضة. وتعكس هذه التحركات حالة انتقائية واضحة في السوق، حيث يكافئ المستثمرون الشركات القوية التي تتمتع بإدارة محترفة وتوقعات ربحية مرتفعة، بينما يعاقبون الأسهم التي تعاني من تراجع الأداء أو ضعف الرؤية المستقبلية، وتبقى أعين السوق موجهة إلى التطورات الاقتصادية المقبلة، خاصة تحركات أسعار الفائدة وسعر الصرف، التي قد تعيد رسم خريطة القوة داخل البورصة خلال الأسابيع المقبلة.