بيروت: هيام السيد ورد الخال من الممثلات اللبنانيات اللواتي يمتلكن حضوراً درامياً لافتاً، وهي تتميّز بقدرتها على الانغماس الكامل في الشخصية، بحيث تمنح كل دور نبضاً خاصاً سواء كان رومانسياً، نفسياً، شريراً أو هادئاً. ويكمن تميزها في تنوع أساليبها التمثيلية، إذ تنتقل بسلاسة بين الانفعالات الداخلية العميقة والأداء الخارجي المعبّر دون مبالغة.. وبعد مرور عامين على مشاركتها في مسلسل «للموت» تطل الممثلة ورد الخال، في أول تجربة تمثيلية لها في الأعمال المعربة، من خلال مسلسل «حب أعمى» الذي تنتجه شبكة MBC وتصوره في تركيا بمشاركة مجموعة من النجوم السوريين واللبنانيين من بينهم فاليري أبو شقرا، سامر إسماعيل، ويامن الحجلي. * هل «حب أعمى» أول عمل تركي مُعرّب يُعرض عليكِ، أم أنك تلقيتِ عروضاً من نفس النوع قبله؟ - ليس المشروع الأول الذي يُعرض عليّ بل تلقيت عرضاً آخر قبل عدة سنوات لكنه لم يكتمل، و«مسلسل حب أعمى» أول مشروع تُحسم مشاركتي فيه فعلياً. * وما أكثر ما لفتك للدور، خصوصاً أنه يعرف عنك أنك انتقائية في اختيار أدوارك؟ - لا أستطيع أن أكشف عن الشخصية وتفاصيلها ولكن العمل بحد ذاته هو الذي جذبني كحزمة كاملة: مخرج جديد، بلد جديد، تجربة جديدة، نَفَس جديد، ولذلك قررت أن أخوض هذه المغامرة الجديدة. * ألا تعتقدين أنك تأخرت قليلاً على خوض هذه التجربة؟ - القيمون على العمل قالوا إنهم تأخروا، وعندما تحدثوا معي قالوا لي مازحين «تأخرنا عليكِ»، لكن في النهاية كل شيء يأتي في وقته المناسب. * هل يزعجك أن الممثل بات اليوم مخيّراً بين موسم رمضان وبين الدراما المُعرّبة، لانعدام الخيارات الأخرى؟ -هذه واحدة من المشكلات التي نعانيها فعلاً.. الدراما تنشط فقط في الموسم الرمضاني فقط، حيث تنتج مئات المسلسلات، والناس لا يعرفون ماذا يتابعون لكثرة عددها، والأعمال المُعرّبة تخصص لباقي أشهر السنة، أما الأعمال المحلية الخالصة كالسورية أو المصرية أو اللبنانية فلا نشاهدها إلا في رمضان. * وهل هناك أعمال تعرض على المنصات؟ -حتى المنصات قليلة الإنتاج خلال السنة، وأغلب ما يُقدّم أعمال صغيرة ومتواضعة. * هذا الوضع يشمل سوريا ومصر ولا يختلف الوضع في لبنان؟ -السوق اللبناني لا يُشبه أبداً السوق السوري أو المصري. ففي مصر وسوريا هناك يكتبون ويخططون على مدار السنة ليكون كل شيء جاهزاً لرمضان، أما نحن فلا نخطط ولا نجهّز، وتمضي السنة دون عمل وعند إعلان التصوير نستلم نصوصاً غير جاهزة. صناعة الدراما في لبنان متوقفة تقريباً، فلا دعم، ولا تمويل، ولا محطات تشتري الأعمال حتى الجهود الفردية لم تعد قادرة على الصمود. * وهذا ما دفع بالكثير من الممثلين للاتجاه نحو المسرح، فهل فكرت بخطوة مماثلة؟ - كان من المفترض أن أشارك في عمل مسرحي لكن ارتباطي بالعمل الطويل في تركيا حال دون ذلك. المسرح متنفس للممثلين، مساحة لأحلامهم وأفكارهم التي لا يجدون من يترجمها تلفزيونياً، كما أن الجمهور الذي يشتاق أيضاً لرؤية الممثلين صار يقصد المسرح لكي يتسنى له مشاهدتهم. والحمد لله أن المسرح منتعش ونشيط. * ومتى ستباشرون تصوير المسلسل؟ - في ديسمبر/كانون الأول المقبل. * وماذا عن فريق العمل؟ - لا أعرف كل الأسماء بشكل نهائي، لكن الأسماء التي ذكرت لي جميلة و«لذيذة» و«الكاست» يبدو لطيفاً ومنسجماً، وأتمنى أن يكتمل التوافق كما يجب. * هل تشعرين بالخوف من التجربة كونها خارج لبنان؟ -كلا، لست خائفة بل أنا متحمّسة جداً، لأنني اشتقت كثيراً للعمل في مهنة التمثيل التي أحبها وانقطعت عنها لمدة عامين، كما أنني متحمسة لأنني سوف أغادر منطقة الراحة التي كنتُ أعيش فيها، وأنتقل إلى بلد آخر لخوض تجربة جديدة بطريقة عمل جديدة، وهذا الحماس كنت أعيشه أيضاً عندما كنت أسافر للتصوير في مصر، ولا شك أن التجارب التي يشارك فيها الممثل خارج بلده تضيف إليه ويضيف إليها. * عادة يؤكد كل الممثلين الذي يشاركون في الأعمال المعربة بأنهم لا يشاهدون النسخة التركية كي لا يتأثروا بالشخصيات، فهل أنتِ مثلهم؟ - بالتأكيد أنا شاهدت المسلسل بأكمله، أي شاهدت نحو مئة حلقة لكي أفهم القصة وموضوعها، والشخصية التي سوف أقدمها، ولكن بعيداً عن التأثر بها أو تقليدها بل نحن نقدم المسلسل بطريقتنا الخاصة.. هم يختارون المسلسل ثم يقومون بتعريب القصة بما يتوافق مع مجتمعاتنا العربية. * وحتى الشكل لم يعد مطابقاً لأشكال الممثلين الأتراك كما كان يحصل سابقاً؟ - هذا صحيح، هم ابتعدوا عن النسخ الحرفي، وهذا أفضل لأنه يتيح الفرصة أمام المشاهد لكي يتابعه بروح جديدة.