الدوحة – نرمين عبد الظاهر

افتتح الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أعمال منتدى الدوحة 2025، وذلك بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب مشاركة رفيعة من مصر ممثلة في وزير الخارجية المصري ووزيرة التعاون الدولي.

وأكد رئيس الوزراء القطري في كلمته الافتتاحية أن النظام الدولي بات “مجموعة من الوعود غير المنجزة”، مشيرًا إلى أن عنوان المنتدى هذا العام، “ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس”، يعكس اتساع الفجوة بين الخطاب والممارسة في النظام العالمي، وتراجع العدالة في ظل تغليب المصالح على المبادئ.

وأوضح آل ثاني أن تفاقم الأزمات الدولية لا يعود لنقص الموارد أو المعرفة، بل لغياب الإرادة السياسية والحلول العادلة، وهو ما يشكّل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين.

وأضاف أن غياب المساءلة يمثل أحد أخطر مظاهر الاختلال في النظام العالمي، مؤكدًا أن معاناة الشعب الفلسطيني تحت الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، وما يشهده السودان من مجازر وانتهاكات جسيمة، تمثل شواهد واضحة على ضرورة ترسيخ العدالة وحماية الحقوق لضمان استقرار المنطقة.

وأكد أن الشعب السوري، بعد سنوات قاسية من غياب العدالة، يمضي نحو مسار تعافٍ يأمل أن تعززه عدالة انتقالية تنبذ الطائفية وتعيد التماسك، تمهيدًا لسلام شامل يطوي صفحة الماضي.

وشدد رئيس الوزراء القطري، أن انتهاك القانون الدولي، والاستخدام المفرط للقوة دون محاسبة، وإضعاف المؤسسات الدولية، عوامل تقوّض الثقة في النظام العالمي.
وقال إن العالم بحاجة إلى منظومة أكثر عدلًا، وإلى إعادة بناء الثقة بالقانون، وإلى تمكين المجتمعات والمنظمات الإنسانية كشريك أصيل في صنع مستقبل أكثر استقرارًا وشمولًا.

وأكد آل ثاني أن دولة قطر مستمرة في أداء دورها كوسيط موثوق، موضحًا أن الوساطة “ليست ترفًا سياسيًا أو خيارًا مصلحيًا”، بل نهج تؤمن به الدولة انطلاقًا من قناعتها بأن السلام الحقيقي يبدأ بالمشاركة وتوسيع المساحات المشتركة.

وكشف أن قطر نجحت، بالتعاون مع شركائها من النرويج وإسبانيا وسويسرا، في تحقيق اختراق مهم أمس في المفاوضات بين الحكومة الكولومبية ومجموعة الـ EGC، في خطوة جديدة تعكس مكانة قطر في جهود بناء السلام العالمي.