رحل النجم الياباني-الأمريكي كاري هيرويوكي تاغاوا مساء أمس عن عمر 75 عاماً، وذلك إثر مضاعفات خطيرة ناجمة عن سكتة دماغية وبخبر موجع تناقلته وسائل الإعلام العالمية، أكّد مدير أعماله، مارجي وينر، وفاة الممثل القدير في رسالة رسمية نُشرت عبر مجلة Rolling Stone، أوضح فيها أن الراحل فارق الحياة محاطاً بعائلته في مدينة سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا.

وفاة الفنان الياباني-الأمريكي كاري هيرويوكي تاغاوا

وأكد وينر أن علاقته المهنية بــتاغاوا تجاوزت الإطار الرسمي لتتحول إلى علاقة إنسانية عميقة امتدت لسنوات، إذ قال في نعيه المؤثر أنه يشعر بالفخر لتمثيله كاري-هيرويوكي تاغاوا لسنوات عديدة، مؤكداً على أن علاقتهما تطورت بشكل سريع بعد ذلك لتصبح أعمق فقد أصبح بمثابة فرد من عائلته.

وأضاف بكلمات تفيض حزناً: "كان كاري روحاً نادرة… كريماً، ومتفكراً، ومخلصاً لفنه بلا حدود. خسارته لا تقاس، وقلبي مع عائلته وأصدقائه وكل من أحبوه".

نشأة فنية وعسكرية… وبدايات لم تكن سهلة

وُلد كاري هيرويوكي تاغاوا في طوكيو لأم يابانية عملت في المسرح وأب ياباني-أمريكي خدم في الجيش الأمريكي. انعكست الطبيعة العسكرية للعائلة على سنواته الأولى، إذ تنقّل بين عدة ولايات ومدن، قبل أن تستقر العائلة في جنوب كاليفورنيا، حيث بدأت ميوله الفنية والرياضية تتشكل تدريجياً.
درس تاغاوا التمثيل في كاليفورنيا، لكن شغفه بالفنون القتالية كان واضحاً منذ بداياته. فقد تدرب على الكارتيه على يد واحد من أعظم المدربين في هذا المجال، ماساتوشي ناكاياما، وواصل التدريب لسنوات طويلة قبل أن يبتكر لاحقاً نظاماً خاصاً به يجمع بين التأمل والحركة أطلق عليه اسم Ninjah Sportz، وهو مزيج من الفنون القتالية وأساليب العلاج بالطاقة.

طريق طويل قبل النجومية

لم يكن الوصول إلى هوليوود رحلة ميسّرة بالنسبة لتاغاوا. فقبل أن يشق طريقه إلى عالم السينما، اضطر للعمل في وظائف بعيدة تماماً عن الأضواء مثل:

• مزارع كرفس
•  سائق ليموزين
•  سائق شاحنة للبيتزا
•  مصوّر صحفي

كانت تلك الوظائف مجرد جسور مؤقتة قادته نحو حلمه الأكبر في التمثيل. وجاءت نقطة التحول الكبرى في مسيرته عام 1987 عندما شارك في فيلم The Last Emperor للمخرج الإيطالي العالمي بيرناردو بيرتولوتشي. الفيلم نال سبع جوائز أوسكار، وكانت مشاركته فيه بمثابة بطاقة دخول رصينة إلى عالم السينما العالمية، حيث بدأ الجمهور وصناع السينما يلتفتون إلى موهبته وحضوره.

من "ذا لاست إمبراطور" إلى هوليوود

على مدى عقود، شارك تاغاوا في عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية، لكنه اشتهر بشكل كبير بالأدوار التي تجمع بين عمق الشخصية والهيبة الجسدية المدعومة بخبرته في الفنون القتالية.
ومن أبرز أدواره التي تركت بصمة قوية:

• دور البارون في فيلم Memoirs of a Geisha (2005)

قدّم تاغاوا أداءً لافتاً في الفيلم المقتبس عن الرواية الشهيرة التي تروي قصة فتاة يابانية تتنقل من حياة الفقر إلى عالم النخبة في اليابان. لعب دور البارون بثقة وحضور قويين عكسا قدرته الفريدة على تجسيد الشخصيات المعقدة.

• شخصية الساحر الشرير شانغ تسونغ في سلسلة Mortal Kombat

يُعد دور شانغ تسونغ واحداً من أشهر الأدوار التي قدمها تاغاوا، وواحداً من أكثر الشخصيات التي التصقت باسمه عالمياً. فقد جسّد في سلسلة Mortal Kombat شخصية الشرير بمهارة، معبّراً عن الدهاء والقوة والخبث بطريقة جعلت الجمهور يراه كأيقونة حقيقية في أفلام القتال والفانتازيا. حتى اليوم، يعتبره جمهور السلسلة "أفضل من لعب شخصية شانغ تسونغ" بلا منازع.