شهد وادي صفار واحدة من أجمل أمسيات موسم الدرعية لهذا العام ضمن برنامج صدى الوادي، حيث اجتمع الفنان عايض يوسف مع الفنانتين زينة عماد وخديجة معاذ في ليلة طربية عكست جمال الإحساس السعودي الحديث وقدّمت للجمهور مزيجًا من الأصوات الشابة والطاقة الفنية الراقية. ومنذ لحظة دخول الزوار إلى منطقة الفعالية، كان واضحًا أن الجهد الكبير وراء الأمسية من ناحية التنظيم والإعداد، سواء في تجهيزات المسرح أو جودة الصوت أو الخدمات المقدّمة للجمهور. قد يهمّك أيضاً أجواء الدرعية الساحرة تميّز المكان بوجود مطاعم شعبية تقدّم أكلات سعودية أصيلة تمنح الزائر شعورًا بالتجربة المحلية الكاملة، حيث تنوّعت الأصناف بين المرقوق والجريش والقرصان والمطبق الشعبي، إضافة إلى الحنيني والكليجا التي لاقت رواجًا لدى الزوار. هذا التنوع أضفى على المكان روح التراث السعودي وأشعر الجمهور بارتباط جميل بين الأجواء الفنية والمذاقات التقليدية. كما وُجدت كوفيات مجهزة تقدّم مشروبات ساخنة تناسب برودة الجو، مما أسهم في خلق تجربة متكاملة ومريحة. وإلى جانب ذلك، تم تجهيز المنطقة بعدد كبير من الكنبات والجلسات المريحة الموزعة بطريقة مدروسة تمنح الزائر مساحة للجلوس والاسترخاء قبل بدء الفقرات. ومن اللفتات الجميلة التي قدّمها المنظمون توفير شالات لمن يرغب في الاحتماء من البرد، وهي خطوة حازت تقدير جميع الحضور، لما حملته من عناية واهتمام بتفاصيل تجربة الحضور. أداء ثابت وسط تفاعل متفاوت افتتحت الفنانة زينة عماد الأمسية بصوتها الهادئ وإحساسها المتزن، مقدمةً مجموعة من الأغاني التي لامست أذواق الجمهور. تلتها الفنانة خديجة معاذ التي حضرت بإطلالة شابة وصوت متطور يعكس حضورها المتنامي على الساحة الفنية. وقدمت خديجة أداءً حيويًا حافظ على حرارة الأجواء رغم هدوء أغلب الجمهور. ثم صعد الفنان عايض يوسف إلى المسرح في الفقرة الأكثر انتظارًا، حيث قدّم مجموعة من أشهر أعماله التي تراوحت بين اللون الرومانسي والطابع الوطني. عايض ظهر بثقة عالية وحضور قوي، واستطاع جذب الانتباه بأدائه المتقن وسيطرته على المسرح. وبرغم أن التفاعل الجماهيري كان متواضعًا من أغلب الحضور، إلا أن الفنانين حافظوا على أدائهم الاحترافي، وأكملوا فقراتهم بحماس وثبات دون أن يتأثروا ببرود البعض. “عاش سلمان يا بلادي” تشعل الوادي وصلت الأمسية إلى ذروتها عندما ختم عايض الحفل بأغنية “عاش سلمان يا بلادي”، وهي اللحظة التي تفاعل فيها الجمهور بشكل كبير لأول مرة خلال الليلة. ارتفعت الهتافات وتعالت الأصوات في الوادي، لتغمر الأجواء مشاعر وطنية جميلة وتُختتم الأمسية بنبرة من الفخر والانتماء. بهذا اختتم موسم الدرعية واحدة من أمسياته الفنية المتكاملة، مؤكّدًا قدرته على تقديم تجارب عالمية بطابع سعودي أصيل، وحرصه الدائم على الاهتمام بأدق تفاصيل تجربة الزائر من لحظة وصوله وحتى نهاية الفعالية.